جدّد وزير الأمن القومي لدى الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الجمعة 6 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تصريحاته "الاستفزازية" بأن "حياة المستوطنين تسبق حرية حركة الفلسطينيين" بالضفة الغربية المحتلة، في وقت أمر فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كبار مسؤولي الدفاع بتكثيف الجهود لمكافحة الهجمات في الضفة الغربية المحتلة.
وفي تغريدة له على منصة "إكس"، كتب بن غفير، وهو مستوطن بمدينة الخليل جنوبي الضفة: "حياتنا تسبق حرية الحركة، والتجارة، التي يتمتع بها "الفلسطينيون"". وتعمّد زعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف وضع كلمة الفلسطينيين مع علامة تنصيص.
كما أرفق بن غفير تغريدته ببيان لجيش الاحتلال الإسرائيلي قال فيه: "بناءً على تقييم الوضع الأمني تقرر إغلاق المحلات التجارية الموجودة على طريق حوارة بهدف تعزيز الإجراءات الأمنية في المنطقة، إلى جانب تعزيز أعمال التأمين والوسائل في المنطقة".
وكانت تصريحات مشابهة لبن غفير في الأشهر الماضية أدت إلى انتقادات فلسطينية ودولية.
ففي أغسطس/آب الماضي، اعتبر بن غفير، في حديث لقناة محلية، أن "حقي وحق زوجتي وأولادي في التنقل على طرق الضفة الغربية أهم من حق العرب في حرية الحركة".
ويدعو بن غفير إلى فرض قيود على حركة الفلسطينيين في الضفة الغربية بداعي منع العمليات ضد المستوطنين.
نتنياهو يتخذ قراراً بشأن حوارة
وفي سياق متصل التقى نتنياهو، الخميس، مع وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ومدير الشاباك رونين بار، ورئيس القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي اللواء يهودا فوكس، والسكرتير العسكري لرئيس الوزراء، بعد ساعات من عملية تعرض لها مستوطنون في حوارة.
إذ قال نتنياهو، وفقاً لما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية: "يجب ألا نتحمل الهجمات الإرهابية في يهودا والسامرة".
وجاء في البيان أن نتنياهو أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي والشاباك "بتعزيز الدفاع والإجراءات المضادة ضد العناصر الإرهابية، مع التركيز فوراً على ممر حوارة".
ويأتي هذا بعد أن استشهد شاب فلسطيني، برصاص مستوطنين، خلال اقتحام عشرات منهم لبلدة حوارة جنوبي نابلس، بحماية من جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث أبلغت الهيئة العامة للشؤون المدنية وزارة الصحة باستشهاد شاب برصاص المستوطنين في بلدة حوارة قضاء نابلس.
وأفادت مصادر محلية بأن عشرات المستوطنين انتشروا على الطريق الرئيسي في بلدة حوارة، وسط أعمال عربدة واستفزاز، ومحاولات للاعتداء على المواطنين ومنازلهم، بحماية من جنود الاحتلال.
فيما دعت مساجد نابلس الأهالي إلى التصدي لاعتداءات المستوطنين على بلدة حوارة.
واندلعت مواجهات بين المواطنين العزّل، الذين خرجوا للدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم، وبين المستوطنين وجنود الاحتلال المدججين بالأسلحة.
وتحدث جيش الاحتلال عن استهداف منفذ عملية إطلاق النار في حوارة، وذلك بعد محاصرة إحدى البنايات جنوبي نابلس، مؤكداً أن الشاب الفلسطيني هو من بادر بإطلاق النار، وخاض اشتباكات عنيفة قبل أن يرتقي شهيداً.
واستشهد فلسطينيان وأصيب 5 جنود إسرائيليين في اشتباك بالضفة الغربية المحتلة صباح الخميس.
وتطالب العديد من الدول والمؤسسات الدولية برفع القيود الإسرائيلية على حركة الفلسطينيين بالضفة.
وتشهد الضفة الغربية، منذ العام الماضي، حالة من التوتر مع استمرار اقتحامات الجيش للمدن والمخيمات، وتزايد عنف المستوطنين.