كانت لقاءات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، الشهر الماضي، فرصة اغتنمها زعماء العالم في مناقشة القضايا العالمية المُلحة، أما نائب رئيس غينيا الاستوائية، فيبدو أنه رأى في هذه الزيارة محطة أخرى في جولات المعيشة الفاخرة التي يحرص على التباهي بها، حسبما جاء في تقرير لصحيفة The Times البريطانية، الأربعاء 4 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
يبلغ تيودورو نغويما أوبيانغ من العمر 55 عاماً، وهو نجل الرئيس الغيني، ويشغل منصب نائب الرئيس في هذه الدولة الغنية بالنفط. وقد فرضت الدول الغربية عقوبات عليه بسبب اتهامه بالفساد. وعلى الرغم من أنه سافر إلى نيويورك للمطالبة بمزيد من المساعدات لقارة أفريقيا، فإنه أقام في شقة فاخرة تبلغ تكلفة الإقامة فيها 75 ألف دولار في الليلة الواحدة.
كشفت بيانات صادرة عن مجموعة Dictator Alert المعنية بمكافحة الفساد وتعقب الحكام الديكتاتوريين، أن أوبيانغ، الذي يعرف باسم "تيدي"، سافر على متن طائرة خاصة تابعة لشركة يونانية يستخدمها أيضاً بول كاغامي، زعيم رواندا. وأقام في مَشرُفة مكونة من طابقين بفندق "ذا مارك"، قبالة شارع ماديسون، في أحد أكثر الشقق الفندقية فخامة في العالم.
يحتوي الجناح الذي أقام فيه أوبيانغ على 5 غرف نوم، و4 مدافئ، و6 حمامات، وغرفة معيشة يمكن تحويلها إلى قاعة رقص وتراس على السطح يطل على حديقة "سنترال بارك".
كما نشر أوبيانغ لمتابعيه على وسائل التواصل الاجتماعي (البالغ عددهم 150 ألفاً)، صوراً ومقاطع فيديو يظهر فيها وهو يرتدي بدلة زرقاء فاتحة اللون ويتسوَّر ساعة يد كبيرة، ويطوف في الجناح وشرفته الواسعة، ويبدي إعجابه بالمناظر الطبيعية التي تطل عليها شقته.
اعتاد أوبيانغ نشر هذه المشاهد ومثيلاتها، فحسابه على موقع إنستغرام يحتشد منذ زمن طويل بصور مجموعته من سيارات بوجاتي الفاخرة، والشواطئ الاستوائية التي يزورها، وربما يتخللها بين حين وآخَر بعض الصور للقاءات سياسية يتخذ فيها أوضاع تصوير أقل إثارة للفكاهة من المعتاد.
فيما جرَّدت الدول الغربية أوبيانغ من أصول بمئات الملايين من الدولارات في العقد الماضي، منها يخت فاخر طوله 76 متراً، وقصر باريسي تقدر قيمته بنحو 200 مليون دولار.
إذ تشير تقديرات السلطات الفرنسية إلى أنه نهب ما يقرب من 115 مليون دولار حين كان وزيراً للزراعة بين عام 2004 وعام 2011. وقد أُدين بالاختلاس في عام 2021، وفرضت بريطانيا عقوبات عليه بسبب "نمط معيشته مفرط الترف".
تمكَّن أوبيانغ من الاحتفاظ ببعض الأصول والمقتنيات، مثل القفاز الكريستالي لمايكل جاكسون الذي تبلغ قيمته 275 ألف دولار، إلا أنه اضطر إلى تسليم ممتلكات أخرى، منها فيلا في ماليبو وعشرات السيارات التي عثرت السلطات الأمريكية عليها واتهمته بناءً على ذلك بأنه "نهب ثروات بلاده بلا وازع من خجل".
مع ذلك، قال أوبيانغ في خطابه أمام الأمم المتحدة في 21 سبتمبر/أيلول: "إن أفريقيا تستحق أن تكون في صدارة الاهتمام على قوائم مبادرات الدعم وتمويل التنمية"، وطالب بمنح القارة مقعدين دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقال إن حرص بلاده على التنمية "ثابت".
كما حثَّ أوبيانغ الشركات على الاستثمار فيها. وقال للمندوبين: "ليس لدي أدنى شك في أننا إذا تمسكنا بروح التضامن الحقيقية، فإننا سنتغلب على أي صعاب تواجهنا، من أجل خير كوكبنا وسكانه".
جدير بالذكر أن غينيا الاستوائية أحد أغنى البلدان في أفريقيا، ومع ذلك فإن أكثر من 70% من السكان يعيشون على أقل من دولارين في اليوم.
وصل والد أوبيانغ إلى السلطة في انقلاب دموي عام 1979، واستغل عوائد النفط لجمع ثروات هائلة. ويشغل كثير من أفراد عائلته مناصب في الحكومة، أما المعارضون السياسيون فيواجهون التعذيب والاختفاء القسري. ومن المتوقع أن يخلف أوبيانغ والده في الرئاسة.