قالت مجلة Newsweek الأمريكية في تقرير نشرته الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا الشرقية تستجيب لتهديدات الهجوم الروسي ضد أوكرانيا عن طريق نشر قوات وتعزيز العتاد العسكري، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والدفاعات الجوية.
كان أحد المبررات التي ساقها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشن غزوه الشامل ضد أوكرانيا، هو تعدي الناتو على الحدود الروسية. لكن أي توجه روسي يستهدف التصدي للتحالف نتج عنه زيادة في عزيمة الكتلة، التي أمدت كييف بدعم مالي وعسكري هائل.
الناتو يعلن عن تدابير جديدة لمواجهة تهديدات روسيا
زاد عدد أعضاء التحالف إلى 31 عضواً بعد انضمام فنلندا في العام الماضي، فضلاً عن أن محاولة السويد للحصول على عضوية التحالف لا تزال قيد الانتظار. خلال الأسابيع القريبة الماضية، أعلن أعضاء الناتو عن تدابير للتصدي للتهديد الروسي، في خضم المخاوف بأن الحرب في أوكرانيا قد تتسرب إلى أراضي التحالف.
أثارت حوادث سقوط أجزاء من المُسيِّرات في أراضي رومانيا المخاوف أيضاً من تأثير الحرب على بلاد التحالف.
في حين أعلنت بوخارست أنها سوف تحرك الدفاعات الجوية لتكون أقرب إلى القرى الواقعة على الجانب الآخر من نهر دانوب المتاخمة لأوكرانيا، حيث تهاجم الطائرات المسيرة الروسية مرافق الحبوب. وسوف تزيد أيضاً مراكز المراقبة العسكرية والدوريات في المنطقة، بالإضافة إلى توسيع منطقة حظر الطيران، وذلك وفقاً لما نشرته وكالة Reuters.
نشر طائرات أمريكية في قاعدة برومانيا
تأتي هذه التدابير في أعقاب نشر 4 طائرات قتالية إضافية من طراز إف-16 الأمريكية، و100 فرد من القوات الأمريكية في قاعدة بورسيا الجوية في رومانيا، التي تقع على بعد 90 ميلاً تقريباً جنوب مدينة إسماعيل الأوكرانية.
وافقت دولتان من دول البلطيق الثلاثة، وهما إستونيا ولاتفيا، اللتان تتشاركان الحدود مع روسيا وانضمت إلى التحالف في 2004، في 1 سبتمبر/أيلول على اتفاقية بقيمة مليار يورو (1.1 مليار دولار) لشراء منظومة الدفاع الصاروخية متوسطة المدى إيريس-تي إسإلإم من شركة الصناعات الدفاعية الألمانية Diehl.
وقال وزير دفاع إستونيا، هانو بيفكور، في بيان إن "حرب روسيا الوحشية في أوكرانيا" أظهرت كيف كان من المهم للغاية حماية القوات المسلحة لجيش بلاده والبنية التحتية الحيوية، من الهجمات.
كان هذا أكبر استثمار عسكري لإستونيا في تاريخها. وفي غضون ذلك، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس إن المنظومة الدفاعية "سوف تعزز بدون أدنى شك الدفاعات الجوية الأوروبية". وقعت لاتفيا وإستونيا أيضاً على خطاب نوايا حول المشاركة في مبادرة درع السماء الأوروبية التي اقترحتها ألمانيا، والتي انطلقت في عام 2022 رداً على الغزو الشامل لبوتين.
مخاوف من عمليات روسية في دول أوروبية
تأتي هذه الخطوات في وقتٍ حذرت خلاله الاستخبارات اللاتفية من خطر زيادة عمليات القوات الخاصة الروسية في البلاد، مما سيشكل خطراً كبيراً على الأمن المشترك لأعضاء حلف الناتو ودول الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى لاتفيا.
أعلنت دولة البلطيق الثالثة العضو في تحالف الناتو، ليتوانيا، في 29 سبتمبر/أيلول أنها خططت لوضع حواجز مادية بالقرب من حدودها مع روسيا وبيلاروسيا، التي تعد حليفة لروسيا. بدأت ليتوانيا في مراقبة حدودها في أعقاب انطلاق الحرب في أوكرانيا، وبعد الهجمات الهجينة من بيلاروسيا، وذلك حسبما نشر موقع SchengenVisaInfo.
وأضاف الموقع أن تدابير حماية الحدود عُززت في أعقاب زيادة أعداد المهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون دخول البلاد عبر بيلاروسيا.
تجدر الإشارة إلى أن متحدث الكرملين ديمتري بيسكوف كان قد اتهم بولندا في يوليو/تموز بـ"عدائها" تجاه روسيا وبيلاروسيا، بعد أن أعادت وارسو نشر قواتها وتعزيز هذه القوات التي تقع عند حدودها الشرقية مع بيلاروسيا، التي يعد قائدها ألكسندر لوكاشينكو حليفاً مقرباً من بوتين.