استُبعد وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، من اجتماع أمني أجراه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الأحد 1 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك بسبب سلوكه في الاجتماعات الحكومية، فيما هوّن نتنياهو من غياب بن غفير الاجتماعي، زاعماً أن العلاقة بينهما على ما يرام.
صحيفة The Times البريطانية قالت، الثلاثاء 3 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إن الوزير بن غفير يتعرض للمزيد من الإقصاء من المحادثات الحكومية بسبب سلوكه "الضار".
نقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها قولها إنَّ بن غفير، القومي الذي يشرف على قوة الشرطة، استُبعِد من المؤتمر الأمني الأسبوعي لرئيس الوزراء نتنياهو، والذي يجمع شخصيات بارزة في مجالي الدفاع والأمن، من بينها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، ورئيس جهاز الأمن الداخلي الشاباك، ووزير الدفاع يوآف غالانت.
من جانبه، أفاد موقع "Ynet" الإسرائيلي بأنَّ "اللقاءات مع بن غفير تعتبر طفولية"، وتسببت في احتكاك مع وزراء آخرين، مضيفةً أن مواجهات بين بن غفير وغالانت، بشأن الرد على الهجمات في الضفة الغربية، أثارت القلق.
كذلك اتُّهِم بن غفير بتسريب معلومات حساسة للجيش الإسرائيلي شوركت في الاجتماعات، وبالكشف عن تفاصيل العمليات المقبلة، ونقل الموقع الإسرائيلي عن مصدر قوله إن وجود بن غفير "يضر برحلات رئيس الوزراء إلى الخارج".
أضاف المصدر أن "بن غفير يأتي إلى الاجتماعات بمطالب؛ مثل حظر العمال من قطاع غزة، وإغلاق قرى ومدن الضفة الغربية. وقال أيضاً إن بن غفير "لا يفهم أنه بمثل هذه السياسات لا يمكن لرئيس الوزراء السفر إلى أي مكان، وبالتأكيد لن يُستقبَل في جميع أنحاء العالم".
يُشير الموقع الإسرائيلي إلى أنه "تم إخفاء عدد من عمليات الجيش الإسرائيلي عن بن غفير، وسط مخاوف من أن يقوم بتسريب تفاصيلها قبل تنفيذها"، فيما قالت صحيفة "هآرتس" إن نتنياهو "يفضل اتخاذ القرارات المتعلقة بالشؤون الدفاعية بناءً على لقاءات مع متخصصين بدلاً من زملائه الوزراء، خوفاً من تسريب المعلومات. ومع ذلك، تتم دعوة بن غفير عندما تكون الأمور التي تتم مناقشتها تتعلق بالشرطة".
ليست هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها بن غفير للتحريض، وقد أُدِين سابقاً بالتحريض على الكراهية ودعم منظمة إرهابية.
في شهر يونيو/حزيران 2023، في أعقاب هجوم حدث بالضفة الغربية أدى إلى مقتل 4 مواطنين إسرائيليين، استُبعِد بن غفير من المحادثات الطارئة بعد دعوته إلى رد عسكري واسع النطاق.
بالتوازي مع ذلك، قلل رئيس الوزراء نتنياهو من أهمية استبعاد بن غفير من الاجتماع الأمني، وادعى أن الموضوع يقع خارج نطاق اختصاص الوزير، بحسب ما أورده موقع "تايمز أوف إسرائيل"، الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مكتب نتنياهو قال في بيان صحفي إن "الاجتماع السري، بعد ظهر الأحد، ركّز على إيران ولم يتناول أية قضايا أمنية داخلية"، ووصف الاجتماع بأنه "نقاش روتيني في مجالات مختلفة حول إسرائيل".
بحسب الموقع الإسرائيلي، حضر الاجتماع وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، وجنرالات كبار، وأضاف الموقع أن تقارير إعلامية أشارت، عقب الاجتماع، إلى أن نتنياهو تعمّد استبعاد بن غفير بسبب تاريخه الحافل بالمقترحات الإشكالية.
كذلك نفى مكتب نتنياهو وجود أي انقسام مع بن غفير، وقال إنهما "سيواصلان التعاون بشكل كامل"، واعتبر أن "أية محاولة لخلق احتكاك بين رئيس الوزراء ووزير الأمن القومي ونسبها إلى مصادر مقربة من رئيس الوزراء، هي كاذبة تماماً"، بحسب زعمه.