أنهى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الإثنين 2 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مهام توفيق حكّار، الرئيس التنفيذي لشركة سوناطراك الحكومية للمحروقات، وعيّن بديلاً له. جاء ذلك بحسب ما أورده التلفزيون الرسمي في الجزائر، الذي أشار إلى أن تبون عيّن رشيد حشيشي رئيساً تنفيذياً جديداً للشركة خلفاً لـ"حكار" الذي شغل المنصب منذ 2020.
ولم يقدم التلفزيون الجزائري الرسمي تفاصيل أكثر حول القرار.
وعُيّن حكار على رأس سوناطراك في فبراير/شباط 2020، خلفاً لكمال الدين شيخي، الذي أنهى تبون مهامه، بعد أسابيع بعد وصوله إلى الرئاسة في انتخابات ديسمبر/كانون الأول 2019.
و"حشيشي" سبق أن قاد شركة النفط الجزائرية بين أبريل/نيسان ونوفمبر/تشرين الثاني 2019.
تغييرات في شركة سوناطراك الجزائرية
تأسست شركة سوناطراك عام 1963، وتعود ملكيتها بشكل كلي للدولة الجزائرية، وتختص بالبحث وإنتاج ونقل وتحويل وتسويق المحروقات (نفط وغاز).
وتحصي سوناطراك الشركة الأم، أكثر من 40 ألف موظف، ويصل العدد إلى أكثر من 130 ألفاً باحتساب جميع فروعها التي يفوق عددها 120، وتنتج أكثر من 130 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي.
وسبق أن أعلنت شركة سوناطراك الجزائرية للمحروقات (حكومية)، الثلاثاء، تحقيق أرباح بقيمة 400 مليون يورو (444 مليون دولار) في 2022. جاء ذلك، وفق بيان لشركة سوناطراك التي أشارت إلى أن رئيسها التنفيذي توفيق حكار أجرى في وقت سابق من العام الماضي، زيارة تفقدية لمصفاة أوغوستا (Augusta) بجزيرة صقلية بإيطاليا، للاطلاع على سير العمليات الإنتاجية ومتابعة المشاريع المسجلة بها.
وأوضح البيان أن حكار تلقى عرضاً مفصلاً حول الإنجازات المسجلة سنة 2022، إذ بلغ مستوى الإنتاج 7.9 مليون طن من الوقود ومختلف المشتقات البترولية.
تفاصيل مكاسب شركة سوناطراك
وفق المصدر ذاته بلغ رقم أعمال المصفاة (إيرادات إجمالية)، في العام الماضي، 7.2 مليار يورو (8 مليارات دولار)، بينما قدرت تكاليف الاستغلال بـ6.8 مليار يورو (7.55 مليار دولار).
ويحقق القضاء الجزائري حالياً في صفقة استحواذ الشركة الحكومية على هذه المصفاة النفطية عام 2018، وجرى على أثرها ترحيل الرئيس التنفيذي الأسبق لـ"سوناطراك" عبد المؤمن ولد قدور من الإمارات صيف 2021.
يذكر أنه في ديسمبر/كانون الأول 2018، أعلنت "سوناطراك" الاستحواذ على المصفاة النفطية "أوغوستا"، التي كانت مملوكة حينها لـ"إكسون موبيل" الأمريكية، بتكلفة 700 مليون دولار.
وغادر ولد قدور الجزائر عام 2019، عقب إقالته من رئاسة الشركة في أبريل/نيسان من العام ذاته.
وتبلغ الطاقة التكريرية لمصفاة "أوغوستا" 200 ألف برميل نفط يومياً (10 ملايين طن سنوياً)، ولها ثلاثة نهائيات نفطية (مستودعات) تقع بكل من باليرمو ونابولي وأوغوستا.
زيادة أسعار الغاز إلى أوروبا
كانت وكالة رويترز قد نقلت عن مصدرين مطلعين، الأربعاء 29 يونيو/حزيران 2022، أن شركة النفط والغاز الحكومية في الجزائر "سوناطراك" تدرس خيارات لزيادة أسعار الغاز إلى أوروبا.
وقال المصدران إن الجزائر تتفاوض مع مشترين أوروبيين حول سبل الاستفادة من "زيادات كبيرة" في أسعار الغاز العالمية في عقودها الطويلة الأجل.
وتدرس "سوناطراك" بضعة خيارات، من بينها ربط جزئي بأسعار الغاز في المعاملات الفورية في عقود ارتبطت تاريخياً بسعر خام برنت، حسب المصدر ذاته.
حاجة أوروبا للغاز
وقال أحد المصدرين: "تتمتع سوناطراك بقدرة تفاوضية قوية جداً، لأن لديها الغاز وتدرك أن أوروبا بحاجة إليه"، مضيفاً: "يدرك المشترون الآن أنهم محصورون بين المطرقة والسندان".
بينما قال المصدر الثاني إن "سوناطراك" تسعى لمراجعة الأسعار مع الشركات التي تتلقى الغاز عبر خط أنابيب "ميدغاز" تحت البحر، ومنها ناتورجي وثيسبا وإنديسا في إسبانيا وإنجي في فرنسا وجالب في البرتغال.
أزمة الغاز في أوروبا – تعبيرية / رويترز
بدوره قال متحدث باسم شركة "ناتورجي" الإسبانية، إن المفاوضات جارية، لكنه امتنع عن التعقيب على التفاصيل، مضيفاً أن علاقة الشركة مع "سوناطراك" جيدة.
بينما لم تصدر تعليقات فورية عن شركات نفط وغاز أوروبية أخرى، من بينها شركة إنجي الفرنسية، حول ما أورده المصدران.
أزمة إمدادات الغاز إلى أوروبا
وزادت أهمية دور الجزائر كمورِّد للغاز إلى إيطاليا وإسبانيا ودول جنوب أوروبا الأخرى، بسبب الحرب في أوكرانيا وفرض أوروبا عقوبات على موسكو.
بينما خفضت روسيا في الآونة الأخيرة إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر خط أنابيب "نورد ستريم 1" إلى 40% من طاقته، في حين حذّر ساسة من احتمال تعليق التدفقات بالكامل.
روسيا قلصت إمدادات الغاز لأوروبا/رويترز
وتحاول الجزائر وبائعون آخرون إيجاد طرق لتعويض الإيرادات المفقودة الناتجة عن اعتماد العقود طويلة الأجل على مؤشر تسعير واحد.
وأدت زيادة في الطلب على الطاقة إلى تخفيف الضغوط على المالية العامة الجزائرية بعد سنوات من تراجع مبيعات النفط، الذي قلص احتياطيات النقد الأجنبي.