طهران تسرّع وتيرة فصل أكاديميين معارضين.. أطلقت “حملة تطهير” سمتها “الثورة الثقافية الثانية”

عربي بوست
تم النشر: 2023/10/01 الساعة 16:59 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/10/01 الساعة 16:59 بتوقيت غرينتش
عناصر من الشرطة الإيرانية/ رويترز

قال موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره يوم  الأحد 1 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إن أساتذة الجامعات الذين ينتقدون المؤسسة الحاكمة في إيران شهدوا  تقليص مساحاتهم بشكل مطرد في إيران خلال العامين الماضيين. وفي الأسابيع الأخيرة، فصلت السلطات عشرات المستقلين من مناصبهم في مشروع أطلق عليه اسم "الثورة الثقافية الثانية" لتطهير التعليم العالي من الأساتذة الذين لا تتفق آراؤهم مع الجمهورية الإسلامية.

بدأت إدارة الرئيس المتشدد إبراهيم رئيسي إقالة أساتذة جامعيين، مثل أستاذ الفلسفة بيجان عبد الكريمي وعالم الاجتماع محمد فاضلي، والباحث في الفلسفة أراش أبازاري، خلال الأشهر الأولى من رئاسته عام 2021.

المؤسسات الأمنية في إيران
احتجاجات تضامنية مع ضحايا المظاهرات في إيران/ getty images

فصل أكاديميين معارضين في الجامعات الإيرانية 

لكن يبدو أن معدل الفصل من العمل قد تسارع على مدى الأشهر القليلة الماضية، الأمر الذي أثار قلق الأوساط الأكاديمية والفكرية من أن هذه الخطوة سيكون لها تأثير طويل الأمد على المجتمع الإيراني.

كذلك وفي أغسطس/آب 2023، أصدرت صحيفة اعتماد الإصلاحية قائمةً بأسماء 58 أستاذاً أقالتهم الحكومة منذ بدء حملة التطهير. 

ومن بين الذين أقيلوا مؤخراً درويش رحمانيان، أستاذ التاريخ البارز في جامعة طهران، وعلي شريفي زرشي، أستاذ المعلوماتية الحيوية والذكاء الاصطناعي في جامعة شريف. وقيل لزرشي إنه طُرد لأنه فشل في التقدم بطلب لتمديد العقد، وهو ادعاء دحضه من خلال نشر وثائق طلبه عبر الإنترنت.

وتشمل القائمة أيضاً الجنرال السابق في الحرس الثوري الإيراني حسين علائي، وهو إصلاحي فُصِلَ من جامعة طهران، ووزير الثقافة السابق رضا صالحي أميري، الذي فقد وظيفته في جامعة آزاد.

مظاهرات في إيران/ رويترز

عندما سُئل عن القائمة، لم يؤكد متحدث باسم وزارة العلوم ما ورد، لكنه قال إنه إذا كانت هناك تقارير عن حالات فصل فمن المحتمل أن الأفراد المعنيين إما لم يعودوا يستوفون "الشروط العلمية أو العامة لكونهم أساتذة جامعيين"، وإما كان وضعهم الأمني قيد التحقيق من قبل وكالات إنفاذ القانون.

توالت عمليات الإقالة بعد نشر صحيفة اعتماد تقريرها، وطرح بعض المسؤولين اتهامات جديدة عند تناول هذه القضية.

وزعم رئيس مركز توظيف أعضاء هيئة التدريس في وزارة العلوم، محمد خلج أمير حسيني، أن إنهاء العقود جاء لبعض الأساتذة لأسبابٍ أخلاقية، دون أن يوضح ذلك.

ادعاءات إيرانية تطلقها الحكومة كذريعة لفصل الأكاديميين

بالمثل، أطلق رئيس جامعة طهران ادعاءات مفادها أن "إنهاء التعاون مع بعض الأساتذة يرجع إلى مشاكل أخلاقية"، على عكس ما تزعمه وسائل الإعلام التي تنسب فصلهم إلى قضايا سياسية.

تشتهر جامعة الإمام الصادق في طهران بنهجها المتشدد، حيث تحاول جذب ورعاية الطلاب المحافظين الذين يظلون موالين تماماً للجمهورية الإسلامية.

إن نظرة سريعة على المناصب التي يشغلها خريجو الإمام الصادق تشير إلى تأثير الجامعة والمستقبل الذي يمكن أن تؤمنه لهم داخل المؤسسة. ومن بين الخريجين البارزين سعيد جليلي، كبير المفاوضين النوويين السابق، المعروف بعدم موافقته على أي تعامل مع الولايات المتحدة. 

ويشعر المراقبون بالقلق من أن حملة التطهير الأكاديمية ستمهد الطريق للمحافظين المتطرفين للسيطرة على جميع الجامعات في إيران.

ظهرت تقارير مثيرة للقلق في الأسابيع الأخيرة تفيد بأن الأساتذة ذوي الأيديولوجيات المتشددة قد حلوا محل أولئك الذين فُصِلوا. 

المظاهرات في إيران/ رويترز

وتشمل التعيينات الجديدة المقدم التلفزيوني المتشدد أمير حسين ثابتي، الذي انضم مؤخراً إلى جامعة شريف، والمطرب الديني المتشدد الشهير سعيد حداديان، الذي يقوم الآن بالتدريس في جامعة طهران. 

اتهامات للأكاديميين المعارضين بالمشاركة في احتجاجات

تشير وثيقة سرية نشرتها مجموعة قراصنة على الإنترنت، على منصة تليغرام، في منتصف أغسطس/آب 2023 إلى رسالة من وزير الداخلية أحمد وحيدي تشير إلى أن مجلس الأمن القومي أمر بأن تعيين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات يجب أن يتم من خلال "عملية خاصة". 

وتتهم الرسالة الأساتذة "غير المنحازين للنظام" بالاضطلاع بدور رئيسي في الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد العام الماضي بعد مقتل مهسا أميني في حجز الشرطة والاحتجاجات الطلابية المناهضة للحكومة في الجامعات.

مظاهرات سابقة في إيران/ رويترز
مظاهرات سابقة في إيران/ رويترز

ووفقاً للوثيقة، أفادت التقارير أن الحكومة بدأت سراً عملية توظيف 15 ألف عضو هيئة تدريس جامعية تتوافق آراؤهم مع الجمهورية الإسلامية.

مع انطلاق "الثورة الثقافية" عام 1980، التي أعقبت الثورة الإسلامية، برز تحول كاسح في الأوساط الأكاديمية الإيرانية، حيث سعت السلطات إلى تخليصها من النفوذ الغربي.

وشهدت تلك الفترة فصلاً جماعياً للأساتذة الجامعيين وتغييراً شاملاً في المناهج التعليمية في الجامعات. ونتيجة لذلك، كانت الجامعات الإيرانية آنذاك قد أغلقت أبوابها مؤقتاً. 

تحميل المزيد