أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية، السبت، 30 سبتمبر/أيلول 2023، عن تسيير أولى الرحلات الجوية رسمياً من مطار معيتيقة في العاصمة الليبية طرابلس، إلى مدينة روما الإيطالية، وذلك بعد انقطاع نحو 10 سنوات، جراء الحظر الأوروبي المفروض على الطيران الليبي.
جاء ذلك وفق ما أعلنته حكومة الوحدة الوطنية في بيان نُشر عبر منصة "حكومتنا" الرسمية، وقالت فيه: "انطلقت من مطار معيتيقة في طرابلس صباح اليوم (السبت) أولى الرحلات الجوية إلى العاصمة الإيطالية روما بعد انقطاع دام 10 سنوات".
أضاف البيان أن "الخطوط الإيطالية ITA قد سيّرت في 24 يوليو/تموز 2023، رحلة تجريبية من روما إلى العاصمة طرابلس".
بذلك تصبح إيطاليا الدولة الأوروبية الثانية بعد مالطا التي لديها خط جوي مباشر مع ليبيا، رغم إدراج شركات الطيران الليبية على القائمة السوداء للشركات المحظورة من التحليق فوق المجال الجوي للاتحاد الأوروبي، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
كانت المفوضية الأوروبية قد حظرت في 11 ديسمبر/كانون الأول 2014، مرور الطائرات التابعة لشركات الطيران الليبية فوق أجواء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وذلك لدوافع تتعلق بضوابط السلامة في البلد الذي يشهد توترات أمنية من وقت لآخر.
منذ ذلك الوقت، حاولت الحكومات الليبية المتعاقبة رفع الحظر الأوروبي، غير أن الاتحاد كان يجدده كل عام، بسبب مخاوف تتعلق بسلامة الركاب، وذلك بعد مراجعة دورية لتحديث قائمة الاتحاد لسلامة الطيران فوق الأجواء الأوروبية.
لكن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، أعلن الأحد، 9 يوليو/تموز 2023، عن رفع الحكومة الإيطالية حظرها الجوي المفروض على الطيران المدني الليبي، وأوضح حينها أن الرحلات ستُستأنف في سبتمبر/أيلول 2023.
تقول بيانات رسمية إن الاقتصاد الوطني وشركات الطيران المحلية تتكبد خسائر بنسبة 85% من محطاتها في الخارج، بسبب فرض حظر الطيران للدول الأوروبية.
كذلك، فإن قرار الحظر الأوروبي، تسبّب في حاجة المسافر الليبي أحياناً للوصول إلى دولة أوروبية والمرور بـ5 عواصم والدفع بالعملة الصعبة.
يُذكر أن عدة مطارات في ليبيا، تعرضت لأعمال عنف وتخريب، خلال السنوات السابقة، بينما تعرّض معظم أسطولها المدني الجوي للحرق، عقب استهداف مطار طرابلس الدولي، ويُعد قطاع الطيران المدني في ليبيا أحد أكثر القطاعات تضرراً وتأثراً بالأزمات الاقتصادية والسياسية في البلاد.
وتشهد ليبيا انقساماً منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتتولى شؤونها حكومتان متنافستان: واحدة في طرابلس يترأسها عبد الحميد الدبيبة ومعترف بها من قبل الأمم المتحدة، والأخرى في الشرق برئاسة أسامة حمّاد، وهي مدعومة من البرلمان ومن المشير خليفة حفتر.