قرر الرئيس التونسي قيس سعيّد السبت 30 سبتمبر/أيلول 2023 تأجيل زيارة وفد من المفوضية الأوروبية إلى تونس، وذلك "لتدارس النقاط التي يجب التفاوض حولها" في اتفاق حول الهجرة أبرم في يوليو/تموز 2023. وفي منتصف سبتمبر/أيلول 2023، منعت تونس وفداً من البرلمان الأوروبي من دخول أراضيها.
في حين أشار وزير الداخلية التونسي كمال الفقي في فيديو نشر مساء الجمعة على صفحة وزارته على فيس بوك إلى أن الرئيس قيس سعيّد "طلب التأجيل من أجل تدارس النقاط التي يجب التفاوض حولها في شأن الاتفاق".
وفد أوروبي لبحث اتفاق الهجرة مع تونس
في المقابل، أشارت المفوضية الأوروبية إلى أنها اقترحت إرسال وفد "في هذا الأسبوع" من أجل "متابعة النقاشات بشأن تنفيذ مذكرة التفاهم" التي تلحظ مساعدة مالية لتونس لمكافحة الهجرة غير النظامية.
وبالرغم من نفي وجود "خلاف" مع الاتحاد الأوروبي في هذا الملف، شدد الفقي على أن هذا "الاتفاق حديث.. ولم يرََ النور بعد".
من جهتها، أشارت المفوضية الأوروبية إلى سعيها مع السلطات التونسية إلى إيجاد "التوقيت الأنسب (للزيارة) للطرفين"، من دون توضيح أسباب الإرجاء.
ويفترض أن يحد الاتفاق الذي وقع في يوليو/تموز في تونس، من أعداد المهاجرين المنطلقين من السواحل التونسية التي تعد مع ليبيا نقطة الانطلاق الرئيسية لآلاف المهاجرين غير النظاميين لعبور القطاع الأوسط من البحر المتوسط إلى أوروبا.
في المقابل، يرصد الاتفاق مساعدة أوروبية لتونس بـ105 ملايين يورو لمكافحة الهجرة غير النظامية. في هذا الأسبوع، أعلنت المفوضية الأوروبية أنها ستباشر "على الفور" تسديد 42 مليون يورو من أصل المبلغ المنصوص عليه في الاتفاق المبرم في يوليو/تموز مع تونس.
مساعدات أوروبية لتونس
إلى ذلك، تعهد الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدة مالية مباشرة بـ150 مليون يورو في العام 2023، دعماً لتونس التي تمر بأزمة اقتصادية كبرى.
ووصف الفقي المبلغ بأنه "جرعة من المساعدات" لتمكين تونس من "الخروج من حالة الركود الاقتصادي".
ووجهت منظمات غير حكومية انتقادات للشراكة بين الجانبين، منددة خصوصاً بالنزعة السلطوية للرئيس سعيد وبانتهاكات تعرض لها في تونس مهاجرون من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء.
جدير بالذكر أنه في منتصف يوليو/أيلول، منعت تونس وفداً من البرلمان الأوروبي من دخول أراضيها. وكان من المقرر أن يتوجه هذا الوفد المؤلف من خمسة نواب بينهم ثلاثة فرنسيين، إلى تونس العاصمة "لفهم الوضع السياسي الحالي بشكل أفضل" وتقييمه بعد توقيع الاتفاق.
وكان يفترض أن يجتمع الوفد بأفراد من المجتمع المدني ونقابيين وممثلين للمعارضة التونسية. وقال الفقي إن هذا الوفد "لا يمثل البرلمان الأوروبي. هم أربعة نواب يعملون بشكل مستقل انخرطوا في الحملة الموجهة ضد السلطات التونسية".
وشدد وزير الداخلية التونسي على أن النواب الأربعة "غير مرغوب في وجودهم على الأراضي التونسية".