تضاعف سعر زيت الزيتون الممتاز في إسبانيا منذ بداية العام؛ بسبب الجفاف ونقص المحصول، مما أدى إلى زيادة سرقات "الذهب السائل"، وتوجه المستهلكون إلى ما تنتجه البرتغال المجاورة، بحسب ما نشرت صحيفة The Times البريطانية الخميس، 28 سبتمبر/أيلول 2023.
وصار ارتفاع الأسعار، الذي أجّجه الجفاف بعدما تسبب في انخفاض الإنتاج إلى النصف، قضية مُلِحّة في ظل غرق البلاد في مأزق سياسي بعد الانتخابات العامة غير الحاسمة التي جرت في يوليو/تموز.
في بعض محال البقالة الكبرى في إسبانيا، وصل سعر الزجاجات، سعة لتر واحد، لأكثر من 10 يورو (10.5 دولار) منذ الشهر الماضي.
وتعتمد إسبانيا، أكبر مُنتِج لزيت الزيتون وأكبر دولة تحدد الأسعار في العالم، اعتماداً أساسياً على هطول الأمطار بدلاً من الري. وتُنتِج 70% من زيت الزيتون في أوروبا وما يصل إلى 45% من الإجمالي العالمي. وقد أنتج موسم الحصاد الحالي، الذي يقترب من نهايته، محصولاً أقل بنسبة 55.5% عن الموسم السابق.
وابتُلِيَت الدولة بموجة من سرقات الزيت، فقد اختفى حوالي 50 ألف لتر من زيت الزيتون البكر الممتاز الذي كان جاهزاً للتعبئة في 30 أغسطس/آب من مصنع في قرطبة. ويستهدف اللصوص الزيتون –سواء المقطوف أو الذي لا يزال على الأشجار– وكذلك الزيت المُعالَج. وقالت هيئة حكومية إنَّ نحو 259 ألف كيلوغرام من الزيتون سُرِقَت في مدينة خاين في موسم 2022-2023، بزيادة 29% عن العام السابق.
وقد شجعت الأسعار المرتفعة المشترين الإسبان على التوجه عبر الحدود إلى البرتغال، حيث يمكنهم توفير ما يصل إلى 27% من سعر الزيت، وفقاً لصحيفة El Pais. وأبلغت جمعيات المستهلكين عن المتاجر الكبرى لبيعها زيت الزيتون بأسعار متضخمة، بما في ذلك El Corte Inglés، وهي سلسلة تبيع علبة زيت زيتون سعة 5 لترات في إسبانيا مقابل 41.95 يورو (44 دولاراً)، بينما تبيعه في البرتغال مقابل 27.89 يورو (29.31 دولار).
ودعت نادية كالفينيو، نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الاقتصاد، الموردين ومنافذ البيع إلى المساعدة في احتواء الأسعار. ومع ذلك، فإنَّ الجفاف المستمر سيُولِّد نقصاً مماثلاً في المحصول في عام 2024، وفقاً لتقديرات العديد من منتجي زيت الزيتون.