قال تقرير لصحيفة The Wall Street Journal الأمريكية، إن الحرب في أوكرانيا تحولت إلى "أكبر معرض للأسلحة في العالم، لافتة إلى أن نشر معدات بقيمة مليارات الدولارات في حرب برية كبرى قد أعطى المصنعين والجيوش فرصة فريدة لتحليل أداء الأسلحة في ساحة المعركة، ومعرفة أفضل السبل لاستخدامها.
وأنفقت الولايات المتحدة وأوروبا مليارات الدولارات على الدعم العسكري الذي حصلت عليه كييف منذ الغزو الذي شنته القوات الروسي في فبراير/شباط 2022، في حين بدأت الدول الآن في استبدال بعض هذا المخزون وسط ارتفاع أوسع في الإنفاق العسكري.
تشكيل المشتريات العسكرية
في هذا السياق، أشارت الصحيفة إلى مدفع الهاوتزر الألماني "بانزر هوبيتز" على أنه جزء من ترسانة الأسلحة التي يتم اختبارها على ساحة المعركة في أوكرانيا، ويمكن لهذا النظام عالي التقنية إطلاق 3 قذائف في غضون ثوانٍ، حيث تضرب نفس المكان في توقيت واحد على بعد أكثر من 40 كيلومتراً.
وعلى الرغم من البراعة التقنية التي يتمتع بها المدفع، فقد أظهرت الحرب أهمية القدرة على إصلاح الأسلحة في ساحة المعركة، وفق الصحيفة التي رأت أن مدفع الهاوتزر البريطاني الأبسط M777، أثبت أنه أكثر موثوقية، ولكنه أيضاً أكثر عرضة للهجوم.
في حين، يملك نظام "بانزر هوبيتز" براعة تقنية، لكنه تعرض لبعض الأعطال في ساحة المعركة جراء الاستخدام المستمر، واحتاج لنقله لألمانيا لإجراء الإصلاحات اللازمة، وفقاً لتقرير الصحيفة.
ويمكن أن يساعد النقاش حول أداء مدفعي الهاوتزر البريطاني والألماني، والعديد من الأسلحة الأخرى، في تشكيل المشتريات العسكرية لسنوات قادمة.
وفي معرض أسلحة كبير في لندن الشهر الحالي، قال العارضون إنهم سُئلوا بشكل متكرر عن أداء أسلحتهم في أوكرانيا.
"الناس ينظرون لأوكرانيا ويرون ما ينجح فيها"
إلى جانب ذلك، تُستخدم المدفعية والقذائف التي تطلقها، والطائرات بدون طيار، وأنظمة الدفاع الصاروخي، وقاذفات الصواريخ المتعددة بكثافة في أوكرانيا، في حين يقول صانعو الأسلحة إن بعض هذه المعدات تتلقى الآن طلبات أو اهتماماً من المشترين المحتملين.
بدوره، قال توم أرسينولت، الرئيس التنفيذي للعمليات الأميركية لشركة "بي أيه إي سيستمز": "إن الناس ينظرون إلى أوكرانيا ويرون ما ينجح فيها".
فيما تقول شركة الدفاع البريطانية العملاقة إنها تجري محادثات مع كييف بشأن تصنيع مدفعها L119 في أوكرانيا بعد أن أثبتت فائدتها، وأن طلبات القذائف المستخدمة في البلاد زادت.
وتقول الشركة أيضاً إنها تلقت استفسارات متزايدة بشأن مركبتها القتالية "CV90″ و"M777" بناء على أدائها في الحرب.
وبينما بدأت بعض الدول في استبدال المعدات المرسلة إلى أوكرانيا، تقول الشركات إن المشتريات العسكرية عادة ما تكون بطيئة؛ مما يعني أن العديد من الطلبات لن تتحقق على الفور، بحسب تقرير الصحيفة.
وتؤثر الحرب بالفعل على قرارات الشراء الخاصة بالمملكة المتحدة، وفقاً لقائد الجيش البريطاني، للجنرال باتريك ساندرز؛ حيث قال: "أنت تبحث عن أنماط متكررة"، معتبراً أن أحد الدروس المستفادة من أوكرانيا هو أهمية القدرة على إجراء إصلاحات في ساحة المعركة.
كما تؤثر الصراعات الأخيرة الأخرى، بما في ذلك سوريا، على طلبات الشراء من قبل المملكة المتحدة، التي لديها أكبر ميزانية عسكرية في أوروبا.
وقد ثبت أن هذا ينطبق بشكل خاص على مدافع الهاوتزر، وهي بدورها تمثل الأسلحة الغربية الأكثر استخداماً على نطاق واسع في أوكرانيا.