قالت صحيفة Bloomberg الأمريكية في تقرير نشرته الثلاثاء 26 سبتمبر/أيلول 2023 إن مصر تخوض محادثات لشراء مليون طن من القمح الروسي عبر اتفاقية بين الحكومتين، وذلك وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
حيث تدور المحادثات من أجل تسليم القمح هذا الموسم، وذلك حسبما قال الأشخاص المطلعون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المعلومات ليست معلنة. ولم يتضح مدى اقتراب البلدين من التوصل إلى اتفاقية.
مصر من أكبر مستوردي القمح في العالم
من المعروف أن مصر تعد من أكبر مستوردي القمح في العالم، إذ إن مشترياتها من القمح يجري تتبعها عن كثب بوصفها نقطة مرجعية عالمية.
فيما بدأت هيئات التموين الحكومية المسؤولة عن الشراء في حجز بعض القمح عبر محادثات سرية -وهو ما يمثل تحولاً عن إجرائها التقليدي المتمثل في توفير الحبوب عبر المناقصات- ومنذ بداية العام الحالي أُتيح لها استيراد الحبوب والزيوت النباتية عبر الاتفاقيات التي تتم بين الحكومات.
لم ترد وزارة الزراعة الروسية على طلب للتعليق. كذلك لم ترد الهيئة العامة للسلع التموينية في مصر (GASC) على طلب للتعليق.
حققت روسيا موسمي حصاد وفيرين متتاليين، مما يعزز وضعها بوصفها أكبر مُصدّر للقمح. ومع ذلك، واجهت بعض مبيعات القمح الروسي إلى مصر تعقيدات بسبب الجهود التي تستهدف فرض سعر أدنى غير رسمي لتوريدات البلاد.
مفاوضات مصرية إماراتية من أجل القمح
في سياق متصل، قال وزير التموين المصري إن مصر تجري محادثات مع بنك أبوظبي التجاري للحصول على تسهيل قرض لتمويل مشتريات قمح من كازاخستان.
وقال متعاملون إن هذه الخطوة قد تمنح مصر بديلاً رخيصاً للحبوب القادمة من روسيا، التي تتزايد حصتها في القمح الذي تحصل عليه مصر منذ العام الماضي، لكنها رفضت في الآونة الأخيرة صفقة شراء بأقل من حد أدنى غير رسمي لسعر مشتريات القمح.
وقال مصدر مطلع إن المحادثات الجارية للتوصل إلى اتفاق للحصول على القرض لا تزال في مراحلها الأولى وتجري مفاوضات بشأن سعر القمح وكمياته بالإضافة إلى قيمة القرض. ولم يذكر المصدر والمتعاملون اسم البنك الذي مقره أبوظبي.
وقال المتعاملون إنهم علموا بالاتفاق المحتمل خلال ممارسة للقمح طرحتها يوم الأربعاء الهيئة العامة للسلع التموينية، مشتري الحبوب الحكومي في مصر.
مصر تتفاوض على أقل سعر للقمح
قيل لهم إن الهيئة تتفاوض على سعر قد يكون أقل من الحد الأدنى للسعر غير الرسمي الذي حددته الحكومة الروسية. ويُعتقد أن روسيا حددت السعر عند 270 دولاراً للطن على أساس التسليم على ظهر السفينة في الممارسة.
لكنهم شككوا أيضاً في الاتفاق المحتمل، وقالوا إن شحن القمح من كازاخستان سيمثل تحدياً من الناحية اللوجستية ويتطلب التسليم البري عبر دول أخرى. ولم ترد الهيئة على طلب للتعليق.
وثبت أن الحد الأدنى غير الرسمي للأسعار يشكل عائقاً أمام كل من هيئة السلع التموينية وموردي القمح الروس الذين زادوا مبيعات الحبوب الرخيصة نسبياً إلى مصر منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا أوائل العام الماضي.
ولم تؤكد الحكومة الروسية رسمياً الحد الأدنى للسعر، وهو ما يراه المتعاملون خطوة لإبطاء صادراتها الضخمة من القمح والحيلولة دون ارتفاع أسعار الخبز نتيجة نقص الإمدادات المحلية.
روسيا تمنع صفقة قمح لمصر
قال متعاملون لرويترز إن وزارة الزراعة الروسية منعت في الآونة الأخيرة صفقة بيع خاصة لمصر شملت 480 ألف طن من القمح لأنه بيع على ما يبدو بأقل من الحد الأدنى للسعر. وأضافوا أن القمح سيورد الآن من مناشئ أخرى مثل فرنسا وبلغاريا.
وقالت وزارة المالية المصرية إن تكلفة دعم المواد الغذائية، ومعظمها الخبز، من المتوقع أن ترتفع بنسبة 41.9% إلى 127.7 مليار جنيه مصري (4.14 مليار دولار) في السنة المالية الحالية التي تنتهي في يونيو/حزيران 2024.
وكازاخستان مصدر معتمد بالفعل لدى مصر لاستيراد القمح، لكن المشتريات من الدولة الواقعة في آسيا الوسطى نادرة.
فيما وقعت الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة اتفاقية قرض بقيمة 500 مليون دولار مع مكتب أبوظبي للصادرات لشراء قمح من شركة الظاهرة في الإمارات.