يحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي فيما إذا كانت أجهزة المخابرات المصرية قد تورطت بالفعل في مخطط الرشوة المزعوم للسيناتور بوب مينينديز وزوجته، بحسب تصريحات مصادر مطلعة على الملف نقلتها شبكة NBC News الأمريكية، الأربعاء 27 سبتمبر/أيلول 2023.
بحسب الشبكة، يجري تحقيق مكافحة التجسس بالتزامن مع قضية الفساد الفيدرالي التي تتهم مينينديز (السيناتور الديمقراطي من نيوجيرسي) باستلام رشاوى تقدر بمئات الآلاف من الدولارات، وفقاً للمصادر.
يُذكر أن مينينديز ساعد في الإشراف على مساعدات لمصر بمليارات الدولارات بصفته رئيساً للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي.
إذ أفادت المصادر بأن المحققين يريدون معرفة ما إذا كان مسؤولو المخابرات المصرية -أو أي من شركائهم- قد حاولوا الوصول إلى مينينديز من خلال زوجته نادين.
تقول لائحة الاتهام، المؤلفة من ثلاث تهم والتي كُشِفَت في الأسبوع الماضي، إن مينينديز حصل على رشاوى سخية مقابل استغلال منصبه السياسي لصالح الحكومة المصرية، ومن أجل إثراء مجموعة من رجال الأعمال المصريين الأمريكيين الذين وردت أسماؤهم كمتهمين مشاركين.
ذكرت اللائحة أن رجال الأعمال الثلاثة المقيمين في نيوجيرسي هم وائل حنا وخوسيه أوريبي وفريد دعبس، مُتّهمين بدفع رشاوى تراوحت من سبائك ذهب بـ"مئات الآلاف من الدولارات" وصولاً إلى سيارة من طراز مرسيدس-بنز تتجاوز قيمتها 60 ألف دولار.
بينما نفى لاري لاستبيرغ، محامي حنا، وجود أي علاقات لموكله بالمخابرات المصرية. وأردف لاستبيرغ أن حنا ونادين مينينديز أصدقاء منذ سنوات، وأن تلك الصداقة ستكون جزءاً من دفاعهم ضد اتهامات الرشوة.
ووُجِّهَت إلى جميع المتهمين تهمة التآمر من أجل الرشوة، والتآمر من أجل الاحتيال على الخدمات النزيهة. فيما حصل مينينديز وزوجته على تهمة إضافية هي التآمر من أجل الابتزاز تحت ستار الحق الرسمي.
وقال فرانك فيغليوزي، المحلل الأمني للشبكة الأمريكية ومساعد مدير مكافحة التجسس السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، إن منصب مينينديز على رأس لجنة العلاقات الخارجية وضعه "في الموقع المثالي بالنسبة لأجهزة المخابرات الأجنبية التي تتطلع لدفعه إلى اتخاذ قرارات تخدم مصالحها، وضمن ذلك القرارات المتعلقة بالمعدات العسكرية والقرارات المادية المتعلقة بالتمويل".
وأردف المحلل الأمني: "السؤال المطروح الآن هو: هل بدأ الأمر بتسلسلٍ زمني منذ زواج السيناتور، ونتيجةً لحاجته إلى القدرة على الإنكار المعقول أو البقاء بعيداً عن أي معاملة قد تحدث بالتعاون مع عملاء مخابرات؟ يجب النظر إلى كل هذه الزوايا من منظور مكافحة التجسس".
تفاصيل لائحة الاتهام
يشار إلى أن مينينديز سيناتور ديمقراطي ومتورط مع زوجته نادين مينينديز بتهم جنائية لكل منهما، تشمل التآمر لارتكاب جرائم الرشوة والاحتيال والابتزاز، وشملت الاتهامات ثلاثة من رجال الأعمال، هم وائل حنا وخوسيه أوريبي وفريد ديبس.
وقال ممثلو الادعاء إن حنا، وهو مصري الأصل، رتب لتنظيم حفلات عشاء واجتماعات بين مينينديز ومسؤولين مصريين في عام 2018، ضغط خلالها المسؤولون على السيناتور الأمريكي بشأن وضع المساعدات العسكرية الأمريكية. وقال ممثلو الادعاء إن حنا أدرج نادين مينينديز في المقابل على جدول رواتب شركته.
وكانت مصر في ذلك الوقت واحدة من أكبر الدول المستفيدة من المساعدات العسكرية الأمريكية، لكن وزارة الخارجية حجبت 195 مليون دولار في عام 2017، وألغت مساعدات إضافيةً قدرها 65.7 مليون دولار حتى يطرأ تحسن في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية في مصر.
وقال ممثلو الادعاء إن مينينديز أخبر حنا في اجتماع عام 2018 بمعلومات سرية حول وضع المساعدات. وذكرت لائحة الاتهام المنشورة أن حنا أرسل رسالة نصية إلى مسؤول مصري، مفادها أنه "رُفع الحظر على الأسلحة الصغيرة والذخائر إلى مصر".
وأضاف ممثلو الادعاء أن الحكومة المصرية منحت في عام 2019، إحدى شركات حنا ترخيصاً حصرياً لتصدير الأغذية الحلال من الولايات المتحدة إلى مصر، على الرغم من افتقارها إلى الخبرة في شهادات الأغذية الحلال، واستخدم حنا عوائد تلك الصادرات لدفع الرشى، بحسب لائحة الاتهام.
وأوضح ممثلو الادعاء أنه بعدما أثارت وزارة الزراعة الأمريكية مخاوف مع المسؤولين المصريين بشأن احتكار شركة حنا للنشاط، انطلاقاً من شعور بالخوف من ارتفاع التكاليف على منتجي اللحوم الأمريكيين، طلب مينينديز من مسؤول بوزارة الزراعة الأمريكية السماح للشركة بالاحتفاظ بوضعها. ولم يمتثل المسؤول لمطالب مينينديز، لكن لائحة الاتهام تشير إلى استمرار احتكار الشركة.
وبحسب لائحة الاتهام، فإن مينينديز وزوجته نادين مينينديز قبلا رشاوى بمئات الآلاف من الدولارات من مديرين تنفيذيين في نيوجيرسي مقابل استخدام سلطة السيناتور ونفوذه لمساعدتهما.
تقول لائحة الاتهام: "تشمل تلك الرشاوى نقوداً، وذهباً، ومدفوعات رهن عقاري، وتعويضاً عن وظيفة منخفضة أو منعدمة، وسيارة فاخرة، علاوة على أغراض أخرى قيِّمة". وقال مسؤولون إنه من المقرر أن يمثُل السيناتور لأول مرة أمام محكمة مانهاتن الفيدرالية، الأربعاء.