أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية عن رصد "تلوث جرثومي" في جميع مصادر المياه الجوفية بمدينة درنة، جراء اختلاطها بمياه الصرف الصحي، وتحلل الجثث عقب الفيضانات المُدمرة التي ضربت المدينة ومدناً أخرى شرق البلاد، في حين قررت حكومة البرلمان الليبي إنشاء صندوق لإعادة إعمار المناطق المتضررة من السيول.
الإدارة العامة لشؤون الإصحاح البيئي التابعة لحكومة الوحدة الوطنية الليبية، قالت في بيان، إن "فرقها تواصل معاينة مصادر المياه بالمدن المنكوبة عبر إجراء تحاليل شاملة لمصادر المياه، وضمن ذلك إجراء تحاليل للمياه بالأنبوب الخاص بسحب مياه البحر في درنة لمحطة تحلية مياه البحر الواصلة إلى منطقة حوض ميناء درنة البحري".
يُعتبر ذلك الأنبوب وفق البيان "جزءاً أساسياً في عملية تحلية مياه البحر بالمنطقة، حيث يقوم بسحب كميات كبيرة من المياه البحرية وتوجيهها إلى محطة التحلية، التي تعد مصدراً مهماً لتوفير المياه العذبة لمدينة درنة والمناطق المحيطة بها وتلبية احتياجات السكان".
كما أوضحت الإدارة أن نتائج التحاليل "أثبتت تلوث جميع مصادر المياه الجوفية العامة والخاصة تلوثاً جرثومياً"، وقالت إن النتائج أظهرت "تلوث مياه البحر تلوثاً كيمائياً وجرثومياً نتيجة اختلاطها بمياه الصرف الصحي وتحلل الجثث بداخلها".
في هذه الأثناء، تواصل الفرق الليبية توزيع مادة الكلور على هيئة حبوب، لتطهير المياه وكذلك توعية وإرشاد المواطنين عن كيفية استخدام المياه بطرق آمنة، وبحسب إدارة شؤون الإصحاح البيئي فإنه "من المتوقع أن تستمر عملية التحاليل عدة أسابيع، حيث يتم جمع عينات مياه من مختلف مصادر المياه وتحليلها في المختبرات المتخصصة، واتخاذ الإجراءات المناسبة بناءً على نتائج التحاليل وتوصيات الخبراء".
من جانبه، قال المسؤول الإعلامي بلجنة الأزمة في وزارة الداخلية بحكومة البرلمان الليبي، وليد بوبكر، اليوم الأربعاء، إن جهود الفرق المحلية والدولية بعد 17 يوماً من فيضانات شرقي البلاد، باتت تتركز على البحر بحثاً مفقودين تخطت أعدادهم 10 آلاف.
أضاف بوبكر أنه رغم ذلك "ربما نعثر على أحياء، فجهود البحث بين ركام المباني على اليابسة لا تزال مستمرة لكن بوتيرة أقل، معظم فرق الإنقاذ الدولية التي تعمل على تقفي الأثر عبر الكلاب وغيرها من التقنيات المستخدمة في حوادث المباني على الأرض قد غادرت، وبقي منها القليل".
لفت بوبكر إلى وجود أمرين يصعّبان مهمة فرق البحث في البحر: الأول وجود مئات التجويفات الصخرية التي تشبه الكهوف وتعرف في ليبيا بالحقف المائية، والثاني تحلل آلاف الجثث بسبب الملوحة، ما يجعل انتشال المفقودين المتوفين صعباً.
صندوق لإعادة الإعمار
في سياق متصل، قررت الحكومة المكلفة من مجلس النواب الليبي، اليوم الأربعاء، إنشاء صندوق لإعادة إعمار مدينة درنة ومناطق شرق البلاد المتضررة جراء الإعصار الذي اجتاحها قبل أكثر من أسبوعين.
جاء ذلك وفق بيان صادر عن حكومة البرلمان، بعد اجتماع طارئ عقده مجلس وزرائها في مدينة درنة شرقي البلاد، وقالت الحكومة إن "الاجتماع أكد إقامة مؤتمر إعمار درنة في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي سيفتح الباب أمام الشركات العالمية لتقديم أفضل التصاميم الملائمة لطبيعة وتضاريس المدينة".
يُذكر أن عدة مناطق في شرق ليبيا، أبرزها درنة، وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، إضافة إلى مناطق أخرى، قد ضربها يوم 10 سبتمبر/أيلول 2023، الإعصار "دانيال" وتسبب في 21 ألف قتيل ومفقود، بحسب ما أعلنته الأمم المتحدة، في حين أن السلطات في الشرق الليبي تتحدث عن نحو 4 آلاف قتيل.
وفي 16 سبتمبر/أيلول 2023، أعلن المركز الوطني لمكافحة الأمراض حالة الطوارئ لمدة عام في كامل المناطق الشرقية التي ضربتها الفيضانات، وذلك بعد ارتفاع عدد حالات التسمم بالمياه غير الصالحة للاستهلاك إلى 150 حالة.