وثيقة سرية أوكرانية تكشف دعم شركات غربية لموسكو.. اتهمتها بالمساهمة في صناعة مسيّرات تستخدمها روسيا

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/27 الساعة 09:53 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/27 الساعة 09:56 بتوقيت غرينتش
مسيرات إيرانية خلال تدريبات عسكرية بإيران 2022 / رويترز

كشفت وثيقة سرية أرسلتها كييف إلى حلفائها الغربيين أن المسيَّرات الانتحارية الإيرانية المستخدمة في الهجمات الأخيرة على المدن الأوكرانية قد تبيَّن أنها مملوءة بمكونات أوروبية، ومن ثم دعت أوكرانيا إلى استخدام صواريخ طويلة المدى لمهاجمة مواقع إنتاج المسيَّرات في روسيا وإيران وسوريا.

صحيفة The Guardian البريطانية التي أوردت الخبر الأربعاء 27 سبتمبر/أيلول 2023، أوضحت أن التقرير الذي جاء في 47 صفحة وقدمته كييف إلى حكومات مجموعة السبع في أغسطس/آب الماضي، زعمت فيه أن مدن أوكرانيا شهدت في الأشهر الثلاثة الماضية أكثر من 600 غارة  جوية باستخدام مركبات مسيَّرة تشتمل على مكونات تكنولوجية غربية.

مكونات من شركات غربية

أسهم في إعداد التقرير -الذي حمل عنوان:  "وفيات القصف: تقرير عن مسيَّرات (شاهد 131) و(شاهد 136)"- معهد الأبحاث المركزي الأوكراني للأسلحة والمعدات العسكرية، وأجهزة الاستخبارات التابعة له. ويقدم التقرير أحدث تحليل للتغيرات التي شهدتها تكتيكات المسيَّرات في روسيا، وخطط الإنتاج منذ تسجيل أول استخدام لمسيَّرات شاهد في منطقة خاركيف في 13 سبتمبر/أيلول  2022.

كما ذكر التقرير، الذي حصلت عليه صحيفة The Guardian البريطانية، أنه قد عُثر على 52 مكوناً كهربائياً مصنوعاً لدى شركات غربية في المسيَّرة "شاهد 131″، و57 مكوناً غربياً في المسيَّرة "شاهد 136″، اللتين يبلغ مدى طيرانهما ألفي كيلومتر، وسرعة تحليقهما تصل إلى 180 كيلومتراً في الساعة.

فيما أورد التقرير أسماء 5 شركات أوروبية، منها شركة بولندية تابعة لشركة بريطانية متعددة الجنسيات، وزعم أنها شركات التصنيع الأصلية للمكونات المذكورة، وأن "من بين الشركات المصنعة شركات مقرها الرئيسي في دول مشاركة في العقوبات [المفروضة على روسيا]، مثل الولايات المتحدة وسويسرا وهولندا وألمانيا وكندا واليابان وبولندا".

كما زعم التقرير أن إيران تمكنت من تنويع مواقع إنتاجها باستخدام مصنع سوري في ميناء نوفوروسيسك، ثم بدأ إنتاج المسيَّرات يزداد انتقالاً إلى روسيا، وإلى منطقة تتار الوسطى في ألابوغا، وتواصل طهران توريد المكونات. وقال التقرير إن الحكومة الإيرانية تحاول "أن تنأى بنفسها عن تزويد روسيا بالأسلحة"، و"لا تستطيع تلبية الطلب الروسي، واستخدامه الكثيف للمسيَّرات في أوكرانيا".

ماذا تقترح أوكرانيا على حلفائها؟

أما المقترحات المقدمة إلى حلفاء أوكرانيا الغربيين لوأد إنتاج المسيَّرات، فشملت: "شن ضربات صاروخية على مصانع إنتاج هذه المسيَّرات في إيران وسوريا، وكذلك على موقع إنتاج مزعوم في الاتحاد الروسي"، وإن كان التقرير يميل إلى أن الدول الغربية من المحتمل أن تُحجم عن ذلك. ومن ثم يقترح أنه "يمكن لقوات الدفاع الأوكرانية تنفيذ ما ورد أعلاه إذا وفر لها الشركاء وسائل التدمير اللازمة".

من جهة أخرى، لم يذكر تقرير أوكرانيا ما يفيد ارتكاب الشركات الغربية المصنعة للمكونات الواردة أي مخالفات. ويقول التقرير: "لقد تكيف إنتاج المسيَّرات الإيرانية [على العقوبات]، ويستخدم في الغالب مكونات تجارية متاحة في الأسواق، وهي من المكونات التي تتسم بضعف الرقابة على أو غيابها بالكامل". ويقول التقرير إن المعلومات الجمركية تظهر أن "إيران جاءت بمعظم هذه المكونات من تركيا والهند وكازاخستان وأوزبكستان وفيتنام وكوستاريكا".

فيما قال بارت جروثويس، عضو البرلمان الأوروبي وعضو اللجنة الفرعية للدفاع والأمن بالبرلمان الأوروبي، إنه لم يكن هناك تنسيق كافٍ بين أجهزة المخابرات في الاتحاد الأوروبي للتعامل مع سوء استخدام المكونات الغربية، و"أعتقد أن العديد من وكالات الاستخبارات الأوروبية لا تفكر حتى في فرض عقوبات".

كيف تصل المسيرات الإيرانية إلى روسيا؟

رجَّح التقرير أن تكون هجمات هذه المسيَّرات قد توقفت من 17 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 7 ديسمبر/كانون الأول 2022، بسبب الحاجة إلى "تكيف المسيَّرات المصممة لمناخ دافئ مع الشتاء الأوكراني"، "ولعل هذا يشير إلى تعاون إضافي بين روسيا وإيران في إنتاج مسيَّرات (شاهد 131) و(شاهد 136) وتحديثها".

كما ادعى تقرير أوكرانيا كذلك أن روسيا تستلم المسيرات من إيران عبر بحر قزوين. فالمسيَّرات تأتي "من طهران إلى ميناء أمير أباد الإيراني، وتُشحن من هناك إلى مدينة ماخاتشكالا الساحلية الروسية". 

بينما طُمست العلامات الموجودة على المكونات الإلكترونية للمسيَّرات المستخدمة في أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، "ربما باستخدام الليزر"، وبدأت القوات الروسية تستخدم اسم "جيرانيوم 1″ و"جيرانيوم 2"  لهذين الطرازين من مسيرات شاهد، ورجح التقرير أن يكون ذلك "بالاتفاق بين إيران وروسيا لإخفاء دور طهران" في إنتاج المسيرات.

زعم التقرير أيضاً أن روسيا وإيران تعملان "بالفعل على إنتاج محرك جديد للطائرة (شاهد 136)، والذي من المفترض أن يوفر لها سرعة أكبر ومدى تحليق أوسع".

كما قال التقرير إن قد عثر في مسيَّرات "شاهد 136" على مضخة وقود تُصنعها شركة "تي آي"  Ti Automotive Gmbh الألمانية في بولندا؛ ووحدة تحكم دقيقة من إنتاج شركة "إس تي ميكرو إلكترونيكس" STMicroelectronics السويسرية؛ ودائرة متكاملة لمحرك شبكة عازلة وترانزستور من صنع شركة International Rectifier، وهي شركة تابعة لشركة "إنفينيون" Infineon Technologies AG الألمانية.

لم تستجب شركة "تي آي" الألمانية لطلب التعليق. إلا أن معداتها متاحة مجاناً للشراء من تجار التجزئة في جميع أنحاء أوروبا، وقالت الشركة من قبل إنها لا تبيعها في إيران. وقال متحدث باسم شركة "إنفينيون" إن الشركة لم تبع مكونات من إنتاجها لإيران، وقد أوقفت عملياتها في روسيا في مارس/آذار من العام الماضي.

تحميل المزيد