أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أن فرنسا "لا يمكنها استيعاب كل البؤس في العالم"، وذلك بعد أن حث البابا أوروبا على التوقف عن معاملة المهاجرين على أنهم "غزاة"، كما تعرضت تصريحات البابا لهجوم من قبل اليمين المتطرف الفرنسي، وفق ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية، الإثنين 25 سبتمبر/أيلول 2023.
حيث أعرب فرنسيس، خلال خطاب ألقاه مطلع هذا الأسبوع في مرسيليا، عن أمله بأن تعامل القارة الأوروبية طالبي اللجوء بإحسان أكبر. وأثار أيضاً موضوع الهجرة في محادثاته مع ماكرون الذي يرغب في تقييد الحدود.
بينما قال الرئيس الفرنسي إن فرنسا لن تستقبل أي مهاجر من آلاف المهاجرين الذين وصلوا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية هذا الشهر، ما لم يتمكن من إثبات حقه في الحصول على اللجوء السياسي.
فيما قال ماكرون في مقابلة تلفزيونية: "علينا أن نتعامل بإنسانية ونرحب بالهاربين من الحروب، ولكن علينا أن نكون صارمين أيضاً لأن لدينا نموذجاً اجتماعياً سخياً. والبابا على حق في دعوته الرافضة للامبالاة، لكننا نحن الفرنسيين نقوم بواجبنا".
على أن رأي ماكرون لن يسعد إيطاليا، التي تشكو من غياب دعم دول الاتحاد الأوروبي الأخرى في الوقت الذي تسعى فيه جاهدة للتعامل مع أعداد كبيرة من الوافدين. وتتنازع دول الاتحاد حول حصص كل منها من المهاجرين لتشارك عبء إعادة توطينهم مع استمرار أعدادهم في الارتفاع.
وفقاً لأرقام المفوضية الأوروبية، دخل 2.3 مليون مهاجر إلى الاتحاد الأوروبي من دول خارج الاتحاد عام 2021، بزيادة قدرها 18% تقريباً عن عام 2020.
فيما يفتقر ماكرون إلى الأغلبية البرلمانية ويجاهد للفوز بدعم اليمين لسن تشريع جديد يسهّل ترحيل المهاجرين غير الشرعيين من فرنسا.
إذ قال الجمهوريون المحافظون إنهم سيدعمون الحكومة إذا ألغت خطة لمنح تصاريح الإقامة للمهاجرين غير الشرعيين الذين يعملون في القطاعات الرئيسية التي تعاني نقصاً في العمالة، مثل الضيافة والتصنيع.
بينما أدان جوردان بارديلا، رئيس حزب مارين لوبان "التجمع الوطني" المناهض للهجرة، البابا لإلقائه ما وصفه بـ "خطاب سياسي". وقال بارديلا: "البابا أرجنتيني ولا يعي مشكلة الهجرة في أوروبا اليوم التي تزعزع استقرار المجتمعات الأوروبية".
تعتبر الهجرة مسألة محل جدل كبير في السياسة والمجتمع الفرنسي. إذ لا يتوقف اليمين عن المطالبة باتخاذ تدابير للحد منها، مثل تشديد الرقابة على الحدود، في حين تعرقل اليسار المخاوف السائدة في دوائره الانتخابية، وخصوصاً إزاء الضغوط التي تواجهها الخدمات العامة بسبب ارتفاع عدد الوافدين.