اتهم الطلبة المغاربة في أوكرانيا، الذين كانوا قد عادوا إلى بلادهم عقب الهجوم الروسي على كييف، الجامعات الأوكرانية، بابتزازهم وتنصلها من الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع سفير كييف في الرباط، ما يهدد مسارهم الدراسي المتعثر للسنة الثانية على التوالي، وفق ما ذكرته تقارير إعلامية محلية، الإثنين 25 سبتمبر/أيلول 2023.
كان آلاف الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم الجامعية في أوكرانيا قد اضطروا لمغادرة البلد ابتداءً من شهر فبراير/شباط 2022، قبيل الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، من خلال رحلات جوية نظمتها الرباط لإجلاء رعاياها، أو عن طريق البر في اتجاه بولندا.
موقع "هسبرس" المغربي قال إن الاجتماعات العديدة التي عقدتها الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا مع سفير كييف بالرباط، "لم تسفر عن أي تقدم في تذليل الصعاب التي يواجهها الطلبة المغاربة، رغم الوعود التي قدمها السفير".
كما أضاف أن ذلك دفع الجمعية إلى توجيه رسالة احتجاج إليه، وانتقدت فيها "صمْت السفارة"، وعدم تفاعلها الإيجابي مع المراسلات المتعلقة بالمشاكل التي يعاني منها الطلبة، وعدم إضفاء الطابع الرسمي على الوعود التي تلقتها الجمعية من السفارة حول مختلف النقاط التي تم طرحها في اجتماعات الطرفين.
الموقع أوضح أن امتحان "الكروك" يعتبر أحد أبرز المشاكل التي تقضّ مضجع الطلبة المغاربة بأوكرانيا، بعد أن تم فرض إجرائه في جامعة "كارازيل" باللغة الأوكرانية بدَلاً من الروسية، كرد فعل من السلطات الأوكرانية على الحرب التي تشنها روسيا.
كما تفاجأ الطلبة المغاربة في أوكرانيا بإشعارات تُخبرهم بأن الراسبين في الامتحان المذكور، من طلبة السنة الرابعة، لن يتمكنوا من مواصلة دراستهم في السنة الخامسة، بل إن الرسوب يَعني تكرار السنة الثالثة.
حيث أفاد محمد أبطيو، عضو المكتب الوطني للجمعية المغربية لأمهات وآباء الطلبة المغاربة في أوكرانيا، الناطق الرسمي باسم الجمعية، بأن الطلبة المعنيين توصّلوا باستمارة من أجل ملئها طلباً لتكرار السنة الثالثة، تحت طائلة الطرد في حال عدم الامتثال لهذا القرار.
أضاف أبطيو أن تكرار الطلبة للسنة الثالثة "لا يَعني فقط ضياعَهم في سنة دراسية كاملة، بل يشكّل هاجساً مادّياً كبيراً للأسَر، إذ تصل مصاريف الدراسة لكل طالب إلى 4 ملايين سنتيم (4 آلاف دولار) فما فوق، إضافة إلى مصاريف التغذية والإقامة"، وتساءل: "أين هي وزارة خارجيتنا لحماية هؤلاء الطلبة، الذين هم مواطنون مغاربة، من الابتزاز؟".
إذ كان السفير الأوكراني بالرباط أخبر ممثلي الجمعية المغربية لأمهات وآباء الطلبة المغاربة في أوكرانيا بأن الطلبة الراسبين في امتحان "الكروك"، بالنسبة لطلبة السنة الرابعة، بسبب اعتماد اللغة الأوكرانية، سيواصلون دراستهم في السنة الخامسة، على أساس أن يستدركوا الامتحان في وقت لاحق، غير أن هذا الوعد لم يتم تطبيقه.