وفاة “العراب الأخير” في إيطاليا.. قصة زعيم المافيا الذي ظل هارباً طيلة 30 عاماً وقضى عليه السرطان

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/25 الساعة 06:42 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/25 الساعة 06:42 بتوقيت غرينتش
ماتيو ميسينا دينارو لحظة اعتقاله من قبل الشرطة - رويترز

نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن وسائل الإعلام الإيطالية أن زعيم المافيا الإيطالية، ماتيو ميسينا دينار، الذي ألقت السلطات القبض عليه في يناير/كانون الثاني، بعد أن ظل هارباً طيلة 30 عاماً، توفي عن عمر يناهز 61 عاماً، وفق ما ذكرته رويترز، الإثنين 25 سبتمبر/أيلول 2023. 

كان ميسينا دينارو يعاني من مرض السرطان وقت إلقاء القبض عليه. وبعد تدهور حالته الصحية في الأسابيع الأخيرة جرى نقله إلى المستشفى من سجن شديد الحراسة في وسط إيطاليا، والذي احتجز فيه في بداية اعتقاله.

أدين زعيم المافيا الإيطالية ميسينا دينارو بارتكاب العديد من الجرائم، منها دوره في التخطيط لاغتيال اثنين من ممثلي الادعاء المناهضين للمافيا هما جيوفاني فالكوني وباولو بورسيلينو، عام 1992، وهي من الجرائم التي هزت إيطاليا وأطلقت شرارة حملة على عصابات صقلية.

كما اتُّهم أيضاً بالمسؤولية عن تفجيرات في روما وفلورنسا وميلانو عام 1993، والتي أسفرت عن مقتل 10 أشخاص، بالإضافة إلى المساعدة في تدبير اختطاف جوزيبي دي ماتيو (12 عاماً) حتى لا يدلي والده بشهادة ضد المافيا. واحتجز الصبي لمدة عامين ثم قُتل.

حسب وكالة رويترز، لا يُعتقد أن زعيم المافيا الإيطالية الذي أطلقت عليه الصحافة الإيطالية لقب "العراب الأخير" قد قدّم أية معلومات للشرطة بعد إلقاء القبض عليه أمام عيادة صحية خاصة في باليرمو عاصمة صقلية في 16 يناير/كانون الثاني.

من هو ماتيو ميسينا دينارو؟

وُلد دينارو في مدينة كاستيلفيترانو بصقلية في أبريل/نيسان 1962، وكان والده فرانشيسكو، المعروف باسم "دون سيسيو"، وباسم دون سيسيو، رئيساً لمافيا كوسا نوسترا الصقلية في منطقة تراباني.

كان منغمساً في أسلوب حياة المافيا منذ صغره، ويقال إنه تدرب على استخدام مسدس في سن الرابعة عشرة، وزُعم أنه ارتكب أول جريمة قتل له عندما كان في الثامنة عشرة من عمره.

حقق دينارو نجاحات كبيرة في تجارة العائلة، حيث بنى إمبراطورية غير مشروعة بالمليارات في التخلص من النفايات، وطاقة الرياح، وقطاعات البيع بالتجزئة.

تاريخ زعيم المافيا الإيطالية الدموي

مهما كان ما يخبئه المستقبل للمافيا الإيطالية، فإن لميسينا دينارو ماضياً عنيفاً جداً، حتى إنه كان يطلق على نفسه لقب "ديابوليك"، نسبة إلى سارق كتب هزلية لا يمكن القبض عليه ولا رؤيته.

على الرغم من سنوات الهروب، فقد أدين زعيم المافيا الإيطالية في غيابه بارتكاب جرائم مروعة، ومن بين تلك الجرائم قتل المدعيَين العامَّين المناهضَين للمافيا جيوفاني فالكون وباولو بورسيلينو عام 1992، والهجمات القاتلة عام 1993 في ميلانو وفلورنسا وروما، والتي أسفرت عن مقتل 10 أشخاص، فضلاً عن اختطاف وتعذيب وقتل نجل مافيا يبلغ من العمر 11 عاماً فقط.

علاوة على ذلك، يُعتقد على نطاق واسع أن زعيم المافيا الإيطالية ميسينا دينارو تفاخر بأفعاله العنيفة، حيث يُزعم أنه قال ذات مرة: "ملأت مقبرة بنفسي". وفي عام 2002، حُكم عليه بالسجن المؤبد لتورطه في تفجيرات عام 1993.

كما أشرف رئيس المافيا أيضاً على عمليات الابتزاز وإلقاء النفايات غير القانونية وغسل الأموال وتهريب المخدرات لنقابة الجريمة المنظمة القوية كوزا نوسترا.

بحسب ما ذكرته شبكة BBC البريطانية، فقد كان تحت حماية سلفاتوري رينا، زعيم عصابة كورليوني، الذي تم القبض عليه في عام 1993 بعد 23 عاماً من الهروب.

تحميل المزيد