ذكرت لجنة تحقيق دولية مفوضة من الأمم المتحدة، الإثنين 25 سبتمبر/أيلول 2023، أنه يتوافر لديها دلائل على أن الجيش الروسي يهاجم المدنيين في أوكرانيا ويعذبهم بوحشية لدرجة أن بعض الضحايا لقوا حتفهم، كما أجبروا أسرى على الاستماع بينما يغتصبون النساء في الجوار.
إذ قال إريك موس رئيس لجنة التحقيق بشأن أوكرانيا، لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، إن فريقه "جمع مزيداً من الأدلة التي تشير إلى أن استخدام القوات المسلحة الروسية للتعذيب في المناطق الخاضعة لسيطرتها كان واسع النطاق ومنهجياً"، مضيفاً: "كان التعذيب يمارَس في بعض الحالات بوحشية شديدة لدرجة أنه أدى إلى وفاة الضحية".
ومضى موس يقول: "ارتكب الجنود الروس جرائم الاغتصاب والعنف الجنسي بحق نساء تراوحت أعمارهن بين 19 و83 عاماً" في مناطق احتلوها بإقليم خيرسون. كما أوضح موس أنه في كثير من الأحيان، كان يتم احتجاز أفراد الأسرة وإجبارهم على سماع الانتهاكات في الجوار.
وتنفي روسيا ارتكاب أي أعمال وحشية أو استهداف المدنيين في أوكرانيا. وقال موس إن محاولات اللجنة للتواصل مع روسيا لم يتم الرد عليها. وأتيحت لموسكو فرصة للرد على هذه الاتهامات في جلسة المجلس، لكن لم يحضرها أي ممثل عن روسيا. ولم ترد وزارة الدفاع الروسية حتى الآن على طلب للتعليق.
ورداً على سؤال في مؤتمر صحفي بوقت لاحق حول عدد حالات التعذيب التي أدت إلى الوفاة، قال عضو اللجنة بابلو دي جريف إن من المستحيل معرفة ذلك بسبب القيود على دخول المناطق، لكنه "عدد مرتفع إلى حد كبير… والحالات من مناطق مختلفة في أنحاء البلاد، قريبة وبعيدة عن خطوط القتال".
وزارت اللجنة في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، مناطق كانت تحت سيطرة القوات الروسية في خيرسون وزابوريجيا، حيث وجدت أن التعذيب كان يتم بشكل رئيسي في مراكز احتجاز أدارتها السلطات الروسية وبالأساس ضد من يُتهمون بنقل معلومات إلى أوكرانيا.
جرائم ضد الإنسانية
وسبق أن قالت اللجنة إن الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا، ومنها التعذيب، قد تشكل جرائم ضد الإنسانية.
وفي مارس/آذار، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية أمر اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمفوضة الروسية لحقوق الأطفال ماريا لفوفا-بيلوفا بسبب احتمال ارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا، وترحيل أطفال أوكرانيين إلى روسيا.
ولا تخضع روسيا، التي تشن غزواً عسكرياً شاملاً ضد أوكرانيا منذ فبراير/شباط 2022، لسلطة المحكمة الجنائية الدولية.
"حالات قليلة"
إلى ذلك، قال موس إن اللجنة رصدت أيضاً "حالات قليلة" من الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الأوكرانية، موضحاً أنها تتعلق بوقائع هجمات عشوائية وسوء معاملة بحق محتجزين روس.
وقالت كييف في وقت سابق، إنها تتحقق من جميع المعلومات المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب، وستحقق في أي انتهاكات وتتخذ الإجراءات القانونية المناسبة.
وكلف مجلس حقوق الإنسان اللجنة في مارس/آذار 2022، بالتحقيق في ما وقع من انتهاكات بأوكرانيا منذ بدء الحرب، وقد زارتها عدة مرات وأجرت مئات المقابلات. وفي بعض الحالات تُستخدم الأدلة التي يتم جمعها خلال التحقيقات التي تجريها الأمم المتحدة، في محاكمات محلية ودولية وضمن ذلك قضايا جرائم الحرب.