اندلعت مواجهات وأعمال شغب بمدينة تل أبيب (وسط إسرائيل) خلال احتفالات "عيد الغفران"، حيث تصدى مواطنون لمحاولات جماعات متشددة للفصل بين المصلين الرجال والنساء في الساحات العامة، وبدأ "يوم الغفران" الذي يعد أقدس الأيام في العقيدة اليهودية، مع غروب شمس الأحد، وانتهى بحلول مساء الإثنين 25 سبتمبر/أيلول 2023.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الإثنين، إن "اشتباكات اندلعت في ميدان ديزنغوف الليلة الماضية عشية يوم الغفران، بين مئات من سكان تل أبيب ومنظمي الصلاة من المدرسة الدينية روش يهودي". وذكرت الصحيفة أن "منظمي الصلاة حاولوا الفصل بين الرجال والنساء، خلافاً لحكم المحكمة العليا التي رفضت استئنافهم ضد قرار بلدية تل أبيب-يافا عدم السماح لهم بالفصل بين الجنسين خلال الصلاة في الساحة المركزية بالمدينة".
اشتباكات في عيد الغفران بإسرائيل
كما وقعت الأحد، أحداث مماثلة بميداني "همدينا" و"هبيما" في تل أبيب، ومساء الإثنين وقعت مواجهات وتدافُع بالأيدي لدى محاولة متشددين يهودٍ الفصل بين المصلين قرب متجر بتل أبيب، وفق المصدر ذاته.
وتعد تل أبيب أكثر المدن الإسرائيلية "تحرراً وليبرالية"، وتزايدت المخاوف بين سكانها من تغيير طابع المدينة مع وصول حكومة بنيامين نتنياهو للحكم، والتي يصفها سياسيون ووسائل إعلام، بأنها "الأكثر تطرفاً في تاريخ البلاد".
وتعليقاً على المواجهات التي اندلعت خلال "صلوات الغفران" في تل أبيب، قال رئيس المعارضة يائير لابيد الذي يقيم في المدينة: "قررت النواة الأرثوذكسية المتطرفة التي جاءت إلى الحي جلب الحرب إلينا أيضاً".
وذكر لابيد في سلسلة منشورات على منصة "إكس"، مساء الإثنين: "إنهم يصرون على الفصل بين الجنسين في الخارج أيضاً (ليس داخل المعابد فقط)، هم حريصون على أن يشرحوا لنا أن هناك نسخة واحدة فقط من اليهودية، ويطالبون باسم التسامح بأن يقرروا ما هو مسموح وما هو غير مسموح".
وتابع: "لا أريد أن أتشاجر مع أحد. بالتأكيد ليس في العيد. إنه لأمر مُخزٍ أنهم باسم الله دمروا يوم الغفران في الحي الذي أعيش فيه".
نتنياهو ينتقد ما حدث في عيد الغفران
معلقاً على أعمال الشغب في ميدان ديزنغوف، قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن "الأمر الذي أثار دهشتنا في الدولة اليهودية تحديداً، في أقدس يوم للشعب اليهودي، هو قيام متظاهرين يساريين بأعمال شغب ضد اليهود أثناء صلواتهم".
وكتب نتنياهو في منشور على "إكس": "يبدو أنه لا توجد حدود للكراهية من جانب متطرفي اليسار، وأنا مثل معظم المواطنين الإسرائيليين، أرفض ذلك. مثل هذا السلوك العنيف ليس له مكان بيننا".
ولاحقاً كتب لابيد رداً على نتنياهو: "في نهاية يوم الغفران، لا ينبغي لرئيس الوزراء أن يزيد من التحريض والنزاع، بل يجب أن يحاول تهدئة الأنفس".
وأشار إلى أن "معظم الأشخاص الذين احتجوا على الإكراه خلال الصلوات صاموا وصلوا في يوم الغفران هذا (..) إنهم ليسوا ضد اليهودية، بل يحاولون إنقاذ اليهودية من المجموعة العنصرية والمتطرفة التي منحتها السلطة كهدية"، على حد قوله.
اتهامات لـ"يائير لابيد" بمسؤوليته عما حدث في عيد الغفران
بدوره، قال وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، على "إكس": "في يوم الغفران هذا رأينا كارهين يحاولون طرد اليهودية من المجال العام". وأردف بن غفير: "إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية، الخميس المقبل سأقيم صلاة المساء (عرفيت) في الميدان".
من جانبه، علق وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بالقول: "بينما كان ملايين اليهود في إسرائيل وحول العالم يصلون في المعابد والأماكن العامة، يصومون ويتّحدون ويطلبون المغفرة والتسامح، ويرتبطون بجذورنا وتقاليدنا، قامت مجموعة من مشعلي الحظائر العنيفين، بدعم من يائير لابيد، بإشعال النار ودنسوا اليوم المقدس".
واعتبر وزير الداخلية موشيه أربيل، في منشور على "إكس"، أن "مناظر يوم الغفران من تل أبيب تثير أسفاً وحزناً عميقَين"، مضيفاً: "لقد اختار شعبي الانقسام".
وجاءت هذه الأحداث، على وقع انقسام كبير بالمجتمع الإسرائيلي مع مضي حكومة نتنياهو في إقرار تشريعات لتعديل النظام القضائي، تقول إنها تهدف إلى إعادة التوازن بين السلطات (التشريعية والتنفيذية والقضائية)، فيما تصفها المعارضة بـ"الانقلاب" وتقول إنها "ستدمر الديمقراطية"، وتنظم تظاهرات ضدها منذ بداية العام الجاري.