المدارس تتحول لثكنات في روسيا! موسكو تشهد تنامي مظاهر العسكرة والتدريبات للأطفال

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/24 الساعة 15:26 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/24 الساعة 15:27 بتوقيت غرينتش
من تدريبات للأطفال في المدارس في روسيا - رويترز

تحولت ساحات اللعب في مدارس روسيا إلى ساحاتٍ للاستعراض العسكري، حيث يرتدي الأطفال في مرحلة الحضانة الزي الرسمي ويشاركون في تدريبات المواكب العسكرية، ويتعلم الأطفال الأكبر سناً كيفية حفر الخنادق ورمي القنابل اليدوية وإطلاق الذخيرة الحقيقية، بحسب ما نشرت شبكة CNN الأمريكية الأحد 24 سبتمبر/أيلول 2023. 

بحسب التقارير، ففي المدارس في مختلف أنحاء البلاد، تُمجَّد الخدمة في القوات المسلحة، وتُشكَّل "سرايا تطوعية" من المراهقين، وتتغير المناهج الدراسية الوطنية للتأكيد على الدفاع عن الوطن الأم. باختصار، يجري إعداد أطفال روسيا للحرب. 

وتنامت ظاهرة عسكرة المدارس العامة في روسيا منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، ولم تكن مدفوعة بموجة عفوية من المشاعر الوطنية، بل بدافع من الحكومة في موسكو، بحسب التقرير. 

حيث قال وزير التعليم سيرجي كرافتسوف مؤخراً إن هناك الآن حوالي 10 آلاف نادٍ يسمى "الوطني العسكري" في المدارس والكليات الروسية، ويشارك في عمل هذه الأندية ربع مليون شخص. 

تعد هذه الأندية جزءاً من جهد متعدد الجوانب يتضمن إصلاحاً جذرياً للمناهج المدرسية. فهناك دروس إلزامية حول القيم العسكرية الوطنية، وتؤكد كتب التاريخ المحدثة على الانتصارات العسكرية الروسية. 

وفي أغسطس/آب، وقَّع الرئيس فلاديمير بوتين على قانون يقضي بإدخال دورة إلزامية جديدة في المدارس: "أساسيات الأمن والدفاع عن الوطن الأم". 

بعد ذلك قامت وزارة التعليم بتعزيز الدورات كجزء من هذه المبادرة لتشمل رحلات إلى الوحدات العسكرية، و"ألعاباً رياضية عسكرية، واجتماعات مع العسكريين والمحاربين القدامى"، ودروساً على الطائرات المسيَّرة. 

وسيتعلم طلاب المدارس الثانوية أيضاً كيفية استخدام الذخيرة الحية "تحت توجيه ضباط أو مدربين من الوحدات العسكرية ذوي الخبرة على خط إطلاق النار حصرياً"، وفقاً للوزارة. 

يهدف البرنامج، الذي يُختَبَر هذا العام وسيُقدَّم في عام 2024، إلى غرس "فهم وقبول جماليات الزي العسكري والطقوس العسكرية والتقاليد القتالية" في الطلاب، وفقاً لوثيقة وزارة التعليم التي كشف عنها المنفذ الإعلامي الروسي المستقل Important Stories. 

كتابة التاريخ الحديث

ويحتوي الكتاب المدرسي "تاريخ روسيا" الآن على غلافه على صورة لجسر شبه جزيرة القرم وفصل جديد مخصص لتاريخ أوكرانيا الحديث. 

كما أن هناك أقساماً بعنوان "تزوير التاريخ"، و"إحياء النازية"، و"النازية الجديدة الأوكرانية"، و"روسيا بلد الأبطال". 

وصاغ بوتين مراراً الغزو الروسي لأوكرانيا باعتباره "مهمة خاصة" لحماية الناطقين بالروسية من الإبادة الجماعية على أيدي "النازيين الجدد".

ويزعم فصل جديد أن أوكرانيا "أعلنت صراحة عن رغبتها في الحصول على أسلحة نووية"، و"فُرِضَت عقوبات غير مسبوقة على روسيا، لأن الغرب يحاول بكل السبل إسقاط الاقتصاد الروسي".

يبدو أن الكتاب مصمم لإثارة الشعور بالظلم التاريخي بين الأطفال الروس وتسليط الضوء على معركة وجودية من أجل بقاء الأمة، وهو موضوع مشترك في وسائل الإعلام الحكومية التي تُبَث يومياً في جميع أنحاء البلاد. 

لقد قاد الرئيس بوتين شخصياً حملة غرس الوطنية في المدارس الروسية. وفي إحدى الفعاليات التي أقيمت في الكرملين هذا الشهر، أخبر مجموعة من الأطفال عن رسالة أرسلها جده إلى والده، الذي كان يقاتل النازيين خلال الحرب العالمية الثانية.

من تدريبات للأطفال في المدارس في روسيا – رويترز

تدريبات عسكرية 

ووجدت دراسة استقصائية واسعة النطاق أجرتها شبكة CNN لوسائل الإعلام المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي في روسيا أن الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم سبعة أو ثمانية أعوام يتلقون تدريبات عسكرية أساسية.

وفي يوليو/تموز، على سبيل المثال، شارك الأطفال في بيلغورود في تدريبات شملت استخدام الأسلحة الآلية، وتجميع مدفع رشاش، واجتياز مسار مليء بالعوائق. واقترح حاكم بيلغورود، فياتشيسلاف جلادكوف، إجراء تدريبات مع تلاميذ المدارس ومرحلة ما قبل المدرسة بانتظام. 

وفي كراسنودار، سار عشرات الأطفال الذين لا تزيد أعمارهم عن سبع أو ثماني سنوات، في مايو/أيار، وهم يرتدون زي الجيش والبحرية، وكان بعضهم يحمل أسلحة آلية زائفة، أثناء مرورهم بكبار الشخصيات على المنصة. 

يرتدي معظم الأطفال في هذه المسيرات الزي العسكري بشكل أو بآخر، وكثيراً ما يحملون صوراً للأبطال العسكريين الروس. ويُحتَفى برمزية ما يطلق عليه الكرملين "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا. وفي مدينة أستراخان، ارتدى أطفال الحضانة الزي الرسمي وكان لديهم سيارات لعب مكتوب عليها الحرف Z، وهو رمز دعائي يُستخدَم لإظهار الدعم للحرب في أوكرانيا. 

فيما قامت وزارة الدفاع بتوسيع نطاق وصولها إلى المدارس من خلال برنامج "شجرة التمنيات لعيد الميلاد" الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة النطاق، على غرار مؤسسة "تحقيق أمنية"، التي ينشط فيها الوزير نفسه، سيرجي شويغو. 

ومن المتوقع أيضاً أن يساهم أطفال روسيا في المجهود الحربي بطرق عملية. أطلق حزب روسيا المتحدة الحاكم برنامجاً في فلاديفوستوك يقوم فيه أطفال المدارس بخياطة السراويل والقبعات للجنود. 

وفي مدينة فلاديمير، كان الأطفال يقومون بخياطة الأقنعة للجيش في الدروس العملية كجزءٍ من حملة تسمى "نحن نخيط من أجل رجالنا". 

وكُلِّف الطلاب في مدرسة فنية في فورونيج بصنع مواقد متنقلة وشموع الخنادق للجيش الروسي. وكُلِّفَت الفتيات المراهقات من ذوات الاحتياجات الخاصة في أوسورييسك لخياطة عصابات الرأس والضمادات للجنود في المنطقة العسكرية الشمالية. وفي بورياتيا في أقصى الشرق الروسي، قام الأيتام بخياطة تمائم "الحظ السعيد" للجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا. 

تحميل المزيد