صنع كبار رسامي الكاريكاتير كتاب تلوين مبهجاً بعنوان Welcome To Britain "مرحباً بكم في بريطانيا" لتقديمه للأطفال اللاجئين في المملكة المتحدة، في تحدٍّ لأمر وزير في الحكومة البريطانية بتغطية جداريات كرتونية في مركز استقبال للمهاجرين بالطلاء، خشية أن يظنها الأطفال علامة على الترحيب.
ويضم الكتاب رسومات تصور جوانب متأصلة في الثقافة البريطانية، مثل وحش بحيرة لوخ نيس، وحافلات لندن، وحمير الشواطئ، والعائلة المالكة، والكعك وحيوانات كثيرة، بعضها تلعب كرة القدم.
وأنتجت الكتاب المكون من 62 صفحة منظمة رسامي الكاريكاتير المحترفين (PCO) وسيُوزع على الأطفال الذين قدموا مؤخراً إلى المملكة المتحدة عبر الجمعيات الخيرية للاجئين ومجموعات الدعم.
من بين المساهمين في الكتاب كوينتن بليك، ورالف ستيدمان، وكريس ريدل، وروس أسكويث، ونيكولا جينينغز، وتيري غيليام.
كانت فكرة كتاب التلوين وليدة الشعور بالغضب والاستياء من تعليمات روبرت جينريك، وزير الهجرة، بتغطية جداريات كرتونية بالطلاء في مركز استقبال في كينت.
وتبين لاحقاً أيضاً أن جدارية كرتونية دُهنت بالطلاء في معسكر احتجاز منفصل بتكلفة تعادل 1896 دولاراً.
لم يرفض أحد
وقال غاي فينابلز، رسام الكاريكاتير وعضو منظمة PCO، إنه شعر بـ"غضب عارم"، فيما ناقش هو ورسامون آخرون الإتيان "برد هادئ وإيجابي". وقال إن فكرة كتاب التلوين الذي يقدم الثقافة البريطانية للأطفال الوافدين حديثاً كانت رائعة، وأرسلوا طلبات إلى الرسامين في البلاد.
وقال: "لم يرفض أحد". وعرضت 38 Degrees، وهي منظمة خيرية تضم مليون داعم، التكفل بالتمويل وتنظيم طبعه وتوزيعه.
وقال ماثيو ماكغريغور، الرئيس التنفيذي للمنظمة: "كثيرون منا شعروا بالغضب والحزن وقلة الحيلة إزاء هذا الخبر القاسي بتغطية الرسوم الكرتونية. أردنا استخدام قوتنا الجماعية لمواجهة ذلك بإجراء إيجابي".
وأبلغت المنظمة الداعمين بحاجتها إلى 3 جنيهات إسترلينية للكتاب الواحد وأقلام التلوين. وجمعت المال الكافي لدفعة أولى من 1000 كتاب بين عشية وضحاها.
قال ماكغريغور: "الشعب البريطاني الذي شارك في تمويل كتاب التلوين يبعث برسالة واضحة إلى الحكومة: قُدِّم للأطفال الذين قدموا إلى هذا البلد، هرباً من الحرب والاضطهاد، الترحيب الحار الذي يستحقونه في بريطانيا".
ويُخطط الرسامون لطرح كتاب آخر للبيع للجمهور، على أن تذهب عائداته إلى الأعمال الخيرية. وسيتضمن رسومات الكتاب الأول، ورسومات أخرى.
وقال فينابلز إن حجم الدفعة الأولى من الكتاب معتمد على التخمين: "لا نعرف العدد الفعلي للأطفال المهاجرين، لا أحد يعرف. ونبحث عن أماكن جديدة كل يوم، فنادق هنا وهناك تؤوي الأطفال".
وقال إن كل طفل سيُعطى "شيئاً عادياً جداً، كتاب تلوين، مجرد كتاب. ربما يكتشفون يوماً أنهم حظوا باهتمام رسامي دولة بأكملها تضامنوا معهم وأوقدوا شمعة في الظلام وأبدوا لهم اهتمامهم بهم".