قامت السلطات الروسية بهدوء تام بإزالة النصب التذكارية لرئيس مجموعة فاغنر للمرتزقة سابقاً يفغيني بريغوجين، الذي قُتل في حادث تحطم طائرة الشهر الماضي، بعد أسابيع من قيادته تمرداً قصير الأمد ضد فلاديمير بوتين، بحسب ما نشرت صحيفة New York Post الأمريكية الأحد 24 سبتمبر/أيلول 2023.
وأهمل الكرملين وفاة بريغوجين قدر الإمكان بعد مصرعه في حادث تحطم الطائرة الذي وقع في 23 أغسطس/آب، وكان ذلك تكتيكاً أكده غياب بوتين عن جنازة رئيس فاغنر ومنع وسائل الإعلام من تغطية دفنه في مقبرة بوروخوفسكوي في سان بطرسبورغ في 29 أغسطس/آب.
حيث قالت تاتيانا ستانوفايا، الزميلة البارزة في مركز كارنيغي روسيا أوراسيا، إن الجنازة كانت "ختاماً لعملية سرية هدفت إلى القضاء عليه"، مضيفةً أن العملية نُفِّذَت تحت إشراف الأجهزة الأمنية و"كانت مُحاطة بالسرية وتضمنت تكتيكاتٍ خادعة".
في هذه الأثناء، بدأت إعلانات التجنيد لمجموعة فاغنر تختفي بعد انتهاء تمرد يونيو/حزيران، واختفت النصب التذكارية لقتلى المجموعة بعد إطاحة بريغوجين.
وبحسب ما ورد، سرق شخصٌ آلة كمان تُرِكَ عند قبر بريغوجين، في إشارة إلى الملحن الألماني ريتشارد فاغنر الذي يحمل الاسم نفسه لمجموعة المرتزقة، بينما حاول رجل آخر دون نجاح أخذ مطرقة ثقيلة تُرِكَت أيضاً في موقع الدفن، والتي كانت رمزاً آخر للمجموعة التي تفاخرت باستخدام المطارق لضرب الخونة حتى الموت.
ومنذ ذلك الحين رُكِّبَت كاميرات مراقبة على شجرة بالقرب من القبر ويقوم حارس بمراقبة الموقع على مدار الساعة.
ولم يسفر التحقيق الذي أُعلن عنه في حادث تحطم الطائرة الذي أودى بحياة بريغوجين وتسعة آخرين عن نتائج حتى الآن، ورفضت موسكو عرضاً من البرازيل، حيث صُنِّعَت طائرة بريغوجين، للمساعدة في التحقيق.
مع ذلك، خلص تقييم أولي للاستخبارات الأمريكية إلى أن انفجاراً متعمداً هو الذي تسبب في تحطم الطائرة، وأشار المسؤولون الغربيون إلى قائمة طويلة من أعداء بوتين الذين اغتيلوا قبل ذلك.
ورد الكرملين على المزاعم بأن بوتين كان وراء الحادث واصفاً إياها بأنها "كذب محض".