مسؤول أممي يحذر من تصاعد القومية الدينية في الهند: البلاد قد تصبح مصدراً رئيسياً للعنف بالعالم

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/23 الساعة 10:08 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/23 الساعة 10:10 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي/رويترز

نبّه المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بقضايا الأقليات، فرناند دي فارين، الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2023، إلى أن الهند تخاطر بأن تصبح مصدراً رئيسياً لـ "انعدام الاستقرار والفظائع والعنف" في العالم، وسط تصاعد القومية الدينية، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2023.

ودقّ المقرر الخاص ناقوس الخطر في واشنطن العاصمة خلال خطاب نظمته اللجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية، وقال فارين: "الهند تخاطر بأن تصبح أحد الأسباب الرئيسية لانعدام الاستقرار والفظائع والعنف في العالم بسبب خطورة وحجم الانتهاكات والتجاوزات التي تستهدف الأقليات الدينية؛ مثل المسلمين والمسيحيين والسيخ وأقليات أخرى". 

وأضاف فارين: "ليست مجرد حادثة فردية أو محلية، بل هي منهجية ومظهر من مظاهر القومية الدينية".

وجاء تحذير فارين بعد أن زعم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن "عملاء" هنود اغتالوا الناشط السيخي هارديب سينغ نيجار في كولومبيا البريطانية.

وأثار هذا الاتهام أزمة في العلاقات بين الهند وكندا وتسبب في طرد الممثل الدبلوماسي لكل بلد من الآخر، وتحذير كل حكومة مواطنيها من السفر إلى الدولة الأخرى.

زعيم السيخ الهندي الكندي هارديب سينغ نيجار/رويترز
زعيم السيخ الهندي الكندي هارديب سينغ نيجار/رويترز

وقبل يومين، اتهم نشطاء حقوقيون الولايات المتحدة وحكومات غربية أخرى بتجاهل مخاوف الحرية الدينية في الهند لاستمالة نيودلهي في صفها ضد الصين.

ويُشار إلى أن رئيس الوزراء ناريندرا مودي من أشد المؤيدين للقومية الهندوسية، واتُهمت حكومته بممارسة العنف بحق الأقليات الدينية أو التهاون معه.

وانتقد تقرير الحرية الدينية الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية لعام 2022 الهند بسبب تصاعد العنف مع الأقليات الدينية، والعام الماضي حذر المتحف التذكاري الأمريكي للهولوكوست من المخاطر المتزايدة للفظائع الجماعية في الهند بحق الأقليات الدينية.

وكان فرض الهند لحكمها على منطقة كشمير ذات الأغلبية المسلمة نقطة تحول مثيرة للقلق.

وفي عام 2019، ألغت نيودلهي المادة 370 من الدستور الهندي، التي تمنح كشمير وضعاً شبه مستقل داخل اتحاد الهند. والعام نفسه، سنّت الهند أيضاً قانون تعديل المواطنة، الذي قالت جماعات حقوقية إنه ينتهك دستور الهند العلماني ويجعل الدين أساساً للمواطنة.

لكن نشطاء دينيين رصدوا أيضاً ارتفاعاً حاداً في العنف الذي يستهدف المسيحيين.

وأشار فارين إلى مقطع فيديو في ولاية مانيبور الهندية- ذات الأغلبية المسيحية- سُجِّل في 4 مايو/أيار، ويظهر فيه حشد من الغوغاء يجبرون امرأتين مسيحيتين على السير عاريتين في الشارع. وقال فارين إن المرأتين من طائفة كوكي المسيحية "عُرضتا عاريتين وتعرضتا للضرب والاغتصاب الجماعي".

احتجاجات غاضبة بالهند بعد انتشار فيديو لإجبار سيدتين على السير عاريتين – رويترز
احتجاجات غاضبة بالهند بعد انتشار فيديو لإجبار سيدتين على السير عاريتين – رويترز

وأضاف: "لم تتخذ السلطات أي إجراء إلا بعد أن جذب هذا المقطع الاهتمام الدولي".

ومن المقرر أن تجري الهند، أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، انتخابات عام 2024. وحذر فارين من أن استهداف الأقليات والنشطاء الحقوقيين سيتفاقم مع اقتراب الانتخابات.

وقال: "لم تتخذ السلطات الهندية أي خطوات ملموسة لمحاسبة مرتكبي الانتهاكات بحق الأقليات. والسلطات الهندية لم تتعامل بشكل بناء مع الانتقادات، واكتفت بالتباهي بالقيم الديمقراطية وسيادة القانون"، مضيفاً: "بعض كبار القادة إما ظلوا صامتين أو ساهموا بالفعل في خلق بيئة معادية للأقليات الدينية بخطاباتهم".

تحميل المزيد