تزداد حاجة أوكرانيا إلى الأسلحة، حتى أنها تقبل تلك التي تعتبرها الدول الأخرى عتيقة بالنسبة لقواتها المسلحة، لكن تقارير صدرت الأسبوع الماضي تشير إلى أن بعض ما تحصل عليه كييف ببساطة غير قابل للاستخدام، بحسب ما نشر موقع Business Insider الأمريكي، السبت، 23 سبتمبر/أيلول 2023.
وأعلنت وزارة الدفاع الألمانية في فبراير/شباط شراكةً مع الدنمارك وهولندا لإرسال تبرع لأوكرانيا يشمل 100 دبابة على الأقل من طراز "ليوبارد 1 إيه 5" أخرجت ألمانيا نفسها الدبابة، التي يبلغ وزنها 42 طناً والتي تعمل بالديزل، من الخدمة في عام 2000. لكن في إعلانها وصفت الدبابة بأنها إضافة "قوية وحازمة" للدفاع الأوكراني.
وتكمن المشكلة في أن العديد من هذه الدبابات القتالية -التي طُرِحَت لأول مرة في عام 1995- لا يمكن نشرها في ساحة المعركة على الإطلاق.
وذكرت قناة "TV 2" التابعة لهيئة الإذاعة العامة في الدنمارك، أن 12 من أصل 20 من دبابات ليوبارد 1 إيه 5 التي تم التبرع بها تعاني بالفعل من مشكلات فنية. وذكرت المحطة التلفزيونية، نقلاً عن إحاطة قدمها وزير الدفاع الدنماركي ترويلز لوند بولسن، أن اثنتين من الدبابات توجدان في بولندا مع وجود عيوب "خطيرة".
وفي وقت سابق من الأسبوع، ذكرت صحيفة Der Spiegel الألمانية أن 10 دبابات ليوبارد أخرى واجهت مشاكل كبيرة تستأهل رفض أوكرانيا تسلُّمها.
وتشير التقارير إلى أنه من غير المرجح أن تفي الشراكة الألمانية الدنماركية الهولندية بالجدول الزمني الطموح لتزويد أوكرانيا بعشرات من الدبابات التي تعود إلى حقبة الحرب الباردة في حالة صالحة للعمل قبل الشتاء.
تراجع الدعم الغربي
بحلول 24 فبراير/شباط 2022، حشدت روسيا قواتها على الحدود الأوكرانية، فيما تلاشى التردد الكبير لدى أوروبا، مما أدى إلى توليد جولة أولى من المساعدات العسكرية والمالية الغربية. وفتحت النجاحات والصمود، الذي حققته أوكرانيا في ساحة المعركة في سبتمبر وأكتوبر 2022، الباب أمام دعم "أكثر طموحاً".
وتحول الجيش الأوكراني بعيداً عن البنية الأساسية القديمة والمبادئ العتيقة التي ميزته خلال حقبة ما بعد الاتحاد السوفييتي، وأصبح يعتمد بشكل كبير على المعدات الغربية والتخطيط الاستراتيجي.
فيما تقول مجلة foreignaffairs الأمريكية، إنه لا يمكن ضمان استمرار الالتزام الغربي تجاه أوكرانيا. وتتساءل الدوائر السياسية في أوروبا والولايات المتحدة عن الدعم طويل الأمد لأوكرانيا. وحتى الآن لا تزال هذه الأصوات أقلية، لكنها تتضاعف وترتفع. ويظل الترويج لوجهات النظر المؤيدة لروسيا والمعادية لأوكرانيا بشكل علني أمراً نادراً على المستوى السياسي.
وفي أوروبا، مارس الوباء والتضخم المرتفع في أعقاب الحرب ضغوطاً اقتصادية. وقد بدأ التفاؤل بشأن نجاح أوكرانيا يتلاشى، الأمر الذي أدى إلى الشعور بعدم الارتياح إزاء اندلاع حرب كبرى مفتوحة على الأراضي الأوروبية.
في الوقت نفسه، فإن التطورات على الخطوط الأمامية، وخاصة الوتيرة البطيئة نسبياً والمكاسب المتواضعة للهجوم المضاد الذي أطلقته أوكرانيا في صيف 2023، شجعت المتشككين في الدعم الغربي لكييف. وحتى لو اشتد الهجوم المضاد، فإنه لن ينهي الحرب في أي وقت قريب.