أطلق الجيش الإسرائيلي، السبت، 23 سبتمبر/أيلول 2023، قنابل غاز وصوت تجاه آلية هندسية لبنانية بدعوى تجاوزها "الخط الأزرق"، فيما قال الجيش اللبناني إنه رد بإطلاق الغاز المسيل للدموع على قوات إسرائيلية على الحدود.
بسحب قناة "كان" الإسرائيلية إن الجيش "رصد آلية هندسية لبنانية كانت تعمل بالقرب من الحدود الإسرائيلية في منطقة جبل دوف (مزارع شبعا)، تجاوزت الخط الأزرق بمسافة مترين".
و"الخط الأزرق" هو الخط الفاصل الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان من جهة وإسرائيل وهضبة الجولان المحتلة من جهة أخرى في 7 يونيو/حزيران 2000، ولا يُعد الخط حدوداً دولية، لكنه أنشئ بهدف "التحقق من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان".
وأضافت القناة: "هرع جنود الجيش الإسرائيلي ودباباته إلى مكان الحادث وردوا بوسائل تفريق المظاهرات: قنابل الصوت والغاز".
من جانبها، قالت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية إن "قوات معادية إسرائيلية ألقت قنابل دخانية وصوتية على قوة من الجيش اللبناني".
وأوضحت أن القوة اللبنانية كانت "ترافق جرافة تعمل على إزالة ردميات رمتها جرافات العدو في الأراضي المحررة من مزرعة بسطرة، إحدى مزارع شبعا أثناء عمليات تجريف قامت بها قبل يومين".
بحسب الوكالة "قامت عناصر دورية الجيش اللبناني في المكان بإطلاق عدة قنابل دخانية باتجاه عناصر دورية العدو".
وأشارت إلى أن عناصر من الكتيبة الهندية التابعة لقوة حفظ السلام المؤقتة بلبنان "اليونيفيل" توجهوا إلى المنطقة "للتهدئة".
منذ منتصف يوليو/تموز، تشهد المنطقة الحدودية بين لبنان وإسرائيل توتراً أمنياً، بسبب محاولات القوات الإسرائيلية تجريف أراضٍ وإنشاء جدار إسمنتي في المنطقة، وهو ما يرفضه الجانب اللبناني، لكون المنطقة تحتلها إسرائيل، ورافق ذلك إطلاق صواريخ من جهة مجهولة إلى إسرائيل.
وفي 11 يوليو/تموز، قدّم لبنان شكوى رسمية لدى الأمم المتحدة ضد إسرائيل على خلفية "تكريس" احتلالها للجزء اللبناني من بلدة "الغجر" الحدودية.
كانت إسرائيل قد استولت على هذه البلدة من سوريا في يونيو/حزيران 1967. وتقع على سفح جبل الشيخ في هضبة الجولان السورية المحتلة، التي ضمتها إسرائيل، على مثلث الحدود بين سوريا ولبنان وإسرائيل.
وكان سكان الغجر احتجوا على الخط الأزرق الذي رسمته الأمم المتحدة بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في مايو/أيار 2000، واعتُبر بمثابة حدود، وقسّم قريتهم إلى قسمين، الثلثان في لبنان والباقي في الجولان.
وعقب احتلال دام أكثر من عقدين، انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، وحددت الأمم المتحدة "الخط الأزرق" لتأكيد الانسحاب، إلا أن لبنان يتحفظ بـ13 نقطة حدودية تسيطر عليها إسرائيل عند الحدود البرية البالغ طولها 87 كلم.