بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى مناطق ضربها الزلزال المُدمر في شمال ووسط المغرب، وذلك مع مواصلة السلطات المغربية عمليات تأمين احتياجات المتضررين، فيما تتواصل التحضيرات في مدينة مراكش، حيث من المزمع أن تستضيف المدينة اجتماعاً سنوياً لصندوق النقد الدولي.
كانت مناطق عدة في المغرب، مثل أغادير، وتارودانت، مراكش، ومكناس، وفاس، والدار البيضاء، والعاصمة الرباط، قد شهدت يوم 8 سبتمبر/أيلول 2023، زلزالاً بقوة 7 درجات على مقياس ريختر، مخلفاً 2946 وفاة و6125 إصابة، إضافة إلى دمار مادي كبير، وفقاً لأحدث بيانات وزارة الداخلية.
بعد مرور 15 يوماً على الزلزال بدأت عودة الخدمات في مدينة مراكش، حيث جهزّت السلطات المغربية دور الطلبة التي استقبلت نحو 6000 تلميذ من البلدات والقرى المتضررة المجاورة.
وكالة الأناضول أفادت أيضاً بعودة أغلبية الخدمات بأبرز المناطق السياحية في المدينة، مثل ساحة جامع الفنا الشهيرة، والدروب المتفرعة عنها.
يأتي هذا فيما لا يزال السياح والزوار يتوافدون إلى المدينة، حيث تشهد بعض شوارعها إصلاحات في البنية التحية قبيل انطلاق الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك وصندق النقد الدوليين لعام 2023، المرتقبة في مراكش من 9 إلى 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
في مدينة تحناوت (على بعد 60 كلم من مراكش)، تواصل السلطات أيضاً عمليات تأمين الماء والمرافق الصحية لفائدة مخيمات المتضررين من الزلزال، وتواصل الجمعيات عمليات إيصال المساعدات إلى بعض المناطق المتضررة، وذلك بموازاة عمل السلطات.
وبخصوص القرى الأكثر تضرراً فإن الأسر تعيش وسط الخيام وتحاول التأقلم مع الوضع الجديد، مثل قرى "أمين تلا" بضواحي أمزميز، وتكخت وأداسيل بضواحي مدينة شيشاوة، وفق مراسل الأناضول.
في موازاة ذلك، بلغت تبرعات المساهمين في الحساب البنكي المخصص للمتضررين من الزلزال نحو 9 مليارات درهم (900 مليون دولار)، حتى الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2023، وبعد الزلزال أعلنت الحكومة فتح ﺣﺳﺎب ﺧﺎص لدى الخزينة و"بنك المغرب"، بهدف تلقي المساهمات التضامنية من المواطنين والهيئات الخاصة والعامة.
كانت الحكومة المغربية قد أعلنت يوم أمس عن عزمها صرف 2500 درهم (250 دولاراً) شهرياً لكل أسرة متضررة من الزلزال، ابتداء من سبتمبر/أيلول الجاري ولمدة سنة.
كذلك من المنتظر تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة "140 ألف درهم (نحو 14 ألف دولار) لأصحاب المساكن التي انهارت كلياً، و80 ألف درهم (نحو 8 آلاف دولار) لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئياً".
ووفق إحصاءات رسمية، وصل عدد المتضررين من الزلزال 2.8 مليون نسمة، ما يمثل ثلثي السكان في المناطق المنكوبة، بينما عدد القرى التي تضررت 2930، أما المساكن المنهارة فبلغ عددها 59 ألفاً و675، منها 32% تهدمت كلياً.
يُعد الزلزال الذي ضرب المغرب الأكثر إزهاقاً للأرواح في المملكة منذ زلزال عام 1960، ودمر عدداً من التجمعات السكنية الصغيرة المبنية من الطوب الطيني التقليدي والحجارة والخشب، وهي إحدى السمات المميزة لجبال الأطلس التي ينطق قاطنوها اللغة الأمازيغية.