تُحشَد الشرطة السرية في كوريا الشمالية للقضاء على جميع علامات النفوذ الأجنبي المنحط، بما في ذلك الأفلام والتلفزيون وحتى قصات الشعر. لكن القواعد لا تنطبق على النساء المحيطات بزعيم البلاد كيم جونغ أون، اللاتي صُوِّرن وهن يحملن حقائب يد فاخرة، تبلغ قيمتها آلاف الدولارات.
صحيفة The Times البريطانية، الخميس، 21 سبتمبر/أيلول 2023، قالت إن تحليل الصور من زيارة كيم الأخيرة للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الشرق الأقصى الروسي الأسبوع الماضي، أظهر أنَّ شقيقته القوية ووزيرة خارجيته كانتا تحملان حقائب أوروبية، محظور تصديرها إلى كوريا الشمالية بموجب العقوبات الدولية.
لكن صديقة الزعيم السابقة، التي تعمل رئيسة للبروتوكولات، تمثل استثناءً صارخاً؛ إذ يقول مراقبو كوريا الشمالية إنَّ حقيبة يدها كانت من علامة تجارية صينية رخيصة.
وأمضى كيم أسبوعاً في روسيا؛ حيث ناقش التعاون العسكري والفضائي مع بوتين. وتكشف الصور الإعلامية التي فحصها موقع NK News أنَّ النساء في حاشيته بذلن قصارى جهدهن لترك انطباع جيد لدى مضيفيهن.
الموقع البريطاني أشار إلى أن وزيرة خارجية كوريا الشمالية، تشوي سون هوي، هي دبلوماسية ذات خبرة حملت حقيبة خلال زيارة لمصنع يوري غاغارين للطيران في مدينة كومسومولسك أون أمور الروسية، من مجموعة زومي العتيقة من تصميم غوتشي، التي لم تعد تُصنَع، لكنها تباع عبر الإنترنت بسعر 10 آلاف دولار تقريباً.
إضافة إلى ذلك، حملت شقيقة كيم، كيم يو جونغ، التي تعتبر على نطاق واسع واحدة من أقوى الأشخاص في البلاد، حقيبة مُصنّعة من جلد العجل من مجموعة ليدي ديور، تبلغ قيمة الجديدة منها نحو 7000 دولار.
وعلى النقيض من ذلك، كانت الحقيبة السوداء التي حملتها هيون سونغ وول، نجمة البوب السابق التي يُشاع أنها حبيبة قديمة للزعيم، حيث حملت حقيبة صينية تُباع عبر الإنترنت مقابل 8.6 دولار فقط.
"ثقافة الانحلال"
وفي الداخل، تنفذ السلطات الكورية الشمالية حملة ضد "ثقافة الانحلال"، التي تشمل العلاقات غير الشرعية وصبغ الشعر وحفلات الشرب، فضلاً عن الأفلام والدراما التلفزيونية والبرامج الإخبارية، خاصة تلك القادمة من كوريا الجنوبية.
وفي الوقت نفسه، فإنَّ كبار أعضاء النظام معروفون بشهيتهم لمظاهر الترف الأجنبية، بما في ذلك الشمبانيا الفاخرة والبراندي وسيارات الليموزين. وتحظر العقوبات الدولية، التي فُرِضَت طوال الأعوام الـ15 الماضية رداً على التجارب النووية والصاروخية بعيدة المدى لكوريا الشمالية، تجارة السلع الفاخرة. ويهدف هذا إلى حرمان كيم من الوصول إلى الغنيمة المستوردة التي يكافئ ويشجع بها أعضاء النخبة.
وتعريف مظاهر الترف واسع. ففي عام 2020، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية غرامة على شركة أمريكية استوردت رموشاً صناعية عبر الصين، دون أن تدرك أنها مُصنَّعة في كوريا الشمالية.