كشفت صحيفة Washington Post الأمريكية، في تقرير نشرته، أن مسؤولين بوزارة العدل قالوا يوم الجمعة 22 سبتمبر/أيلول 2023، إن اتهاماً بالرشوة وُجِّه إلى السيناتور روبرت مينينديز (الديمقراطي من نيوجيرسي) الذي يمثل ولاية نيوجيرسي وزوجته، بسبب ما قالوا إنه تورط في مخطط فاسد يشمل سبائك ذهب، ومبالغ كبيرة من النقود، واستخدام منصبه القوي لمساعدة دولة أجنبية بصورةٍ سرية، وذلك في إشارة إلى مصر.
السيناتور روبرت مينينديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي، والمتهم بتلقي رشى من الحكومة المصرية، سبق أن التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في نهاية أغسطس/آب 2023، ضمن وفد موسع من النواب الأمريكيين في الكونغرس الأمريكي.
السيسي يلتقي السيناتور الأمريكي المتهم بتلقى رشى
ساعتها قالت رئاسة الجمهورية في بيانها الرسمي آنذاك، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي التقى وفداً موسعاً رفيع المستوى من الحزبين الديمقراطي والجمهوري بالكونغرس الأمريكي، يضم السيناتور ليندسي غراهام عضو مجلس الشيوخ، والسيناتور روبرت مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إضافة إلى عدد من مسؤولي وأعضاء اللجان بمجلسي النواب والشيوخ، وذلك بحضور السيد سامح شكري وزير الخارجية.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، المستشار أحمد فهمي، بأن اللقاء شهد تأكيد قوة ومتانة الشراكة الاستراتيجية الممتدة منذ عقود بين مصر والولايات المتحدة، والأهمية التي توليها الدولتان لتعزيز علاقاتهما على جميع المستويات، الرسمية والبرلمانية والشعبية، لاسيما في ظل الواقع الإقليمي والدولي المضطرب وما يفرزه من تحديات متصاعدة، وأزمات عالمية في الغذاء والطاقة والتمويل، طال تأثيرها العديد من دول العالم.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد حواراً مفتوحاً بين السيسي وقيادات الكونغرس الأمريكي، تطرق إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين، لاسيما على الصعيد الاقتصادي وتعزيز استثمارات الشركات الأمريكية في مصر، حيث تمت الإشادة بجهود التنمية الشاملة الجارية في مصر، لاسيما على صعيد تحديث البنية التحتية وإنشاء المدن الجديدة، وكذلك في قطاعات البترول والغاز والطاقة المتجددة والخضراء، واستصلاح الأراضي الزراعية. كما تناول النقاش جهود مصر في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وتعزيز حقوق الإنسان، وإرساء مفاهيم وقيم التسامح الديني وثقافة التعايش ومبادئ المواطنة.
الوفد الأمريكي ناقش ملف أوكرانيا مع السيسي
على صعيد القضايا الإقليمية والدولية، تم التباحث حول العديد من الملفات، على رأسها الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها الجيوسياسية والاقتصادية، وسبل تعزيز السلم والأمن الدوليين، إلى جانب المستجدات على الساحة الإقليمية وما تمر به المنطقة من أزمات، لاسيما في السودان وليبيا وسوريا، حيث تم التوافق حول أهمية الإسراع في التوصل إلى حلول سياسية لتلك الأزمات، بما يحافظ على وحدة الدول ويصون سلامة أراضيها ومقدرات شعوبها، مع تأكيد أهمية الدور المصري الإيجابي والحيوي في هذا الصدد. كما تطرق اللقاء إلى تطورات المفاوضات الجارية حالياً بين مصر وإثيوبيا والسودان، حيث أكد السيد الرئيس موقف مصر بشأن الالتزام بالتوصل لاتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يراعي مصالح وشواغل الدول الثلاث.
وتناول اللقاء كذلك تطورات القضية الفلسطينية، حيث أشاد الوفد الأمريكي بدور مصر المحوري، التاريخي والراهن، في إرساء أسس السلام في الشرق الأوسط وتعزيزه، وأكد السيد الرئيس من جانبه موقف مصر الثابت في هذا الخصوص، بضرورة دفع الجهود الدولية للتوصل إلى حل عادل وشامل، يضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته المستقلة وفق مرجعيات وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يفتح الآفاق الرحبة للسلام الدائم والأمن والتعايش السلمي والازدهار لجميع شعوب المنطقة.
ليندسي غراهام يكشف تفاصيل لقائه بالسيسي
في حين قال ساعتها السيناتور الأمريكي ليندسي غراهام -الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية- إن اجتماع الوفد المكون من المجلسين التشريعيين بالولايات المتحدة، من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، كان مثمراً.
وأضاف غراهام، في بيان صحفي أصدره مكتبه في العاصمة الأمريكية واشنطن، بعد زيارته لمصر: "انضممت اليوم إلى أعضاء وفد من الكونغرس لعقد اجتماع مثمر مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. لقد أجرينا حواراً مطولاً وصريحاً مع الرئيس المصري حول الفرص والتحديات التي تواجه دولنا. كما أقررنا بأن العلاقة الاستراتيجية بين بلدينا ساعدت في دعم الاستقرار في المنطقة وأثبتت أهميتها للأمن القومي الأمريكي".
وتابع: "لطالما كانت مصر شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة، واستفادت من معاهدة السلام مع دولة إسرائيل. وبالنظر إلى المستقبل، سعدت بسماع أن الرئيس السيسي يتابع عن كثبٍ الجهود الجارية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية".
وأكد السيناتور الجمهوري أن وفد النواب الأمريكيين "اتفق مع الرئيس السيسي على أن لدينا الفرصة لتحقيق مزيد من الاستقرار في المنطقة، من خلال تطبيع العلاقات بين هذين الحليفين المهمين". وأوضح غراهام رؤيته الشخصية: "أعتقد أن قيادة الرئيس السيسي في المساعدة على إيجاد فرص لمعالجة المخاوف الفلسطينية كجزء من اتفاق سلام محتمل، يمكن أن تكون مهمة للغاية".
كما أكد: "لقد كان منذ فترة طويلة مدافعاً قوياً عن القضية الفلسطينية، بينما يتمتع بعلاقة جيدة مع إسرائيل. ويمكن أن يكون الرئيس السيسي جسراً مهماً وحاسماً بين الطرفين".
جدير بالذكر أنه وبحسب لائحة الاتهام، فإن مينينديز وزوجته نادين مينينديز قبلا رشاوى بمئات الآلاف من الدولارات من مديرين تنفيذيين في نيوجيرسي مقابل استخدام سلطة السيناتور ونفوذه لمساعدتهم. وتقول لائحة الاتهام: "تشمل تلك الرشاوى نقوداً، وذهباً، ومدفوعات رهن عقاري، وتعويضاً عن وظيفة منخفضة أو منعدمة، وسيارة فاخرة، علاوة على أغراض أخرى قيِّمة". وقال مسؤولون إنه من المقرر أن يمثُل السيناتور لأول مرة أمام محكمة مانهاتن الفيدرالية يوم الأربعاء.
في حين اتهم مكتب المدعي العام في مانهاتن مينينديز وزوجته بقبول رشى بآلاف الدولارات مقابل استخدام سلطة ونفوذ مينينديز كعضو في مجلس الشيوخ من أجل حماية وإثراء رجال الأعمال الثلاثة ومساعدة الحكومة المصرية. وقال ممثلو الادعاء إن الرشى شملت تلقي مبالغ مالية وسبائك ذهبية وسداد دفعات قرض عقاري وسيارة فاخرة وأشياء أخرى قيمة.