جدد وزير خارجية أذربيجان جيهون بيراموف مقترح بلاده على أرمينيا من أجل إبرام اتفاقية سلام دائم وعادل بين البلدين، وذلك في كلمة له خلال جلسة بمجلس الأمن الدولي، الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2023، بناء على طلب العضو الدائم فرنسا، لبحث التطورات في "قره باغ".
وأكد بيراموف أن عملية "مكافحة الإرهاب" في قره باغ تم تنفيذها على أراضي أذربيجان مع "الالتزام الكامل" بالقانون الدولي والقانون الإنساني.
وذكر الوزير الأذربيجاني أنه تم إنهاء العملية وبدأت عملية دمج الأرمن في قره باغ، مشيراً إلى أن مسؤولين أذربيجانيين وممثلين للسكان الأرمن اجتمعوا في مدينة يفلاخ (الخميس).
كما لفت بيراموف إلى أن عملية مكافحة الإرهاب تم تنفيذها بطريقة "محدودة ومتناسبة" واستهدفت فقط القوات المسلحة غير الشرعية الموجودة على الأراضي الأذربيجانية.
وأكد أن أذربيجان مستعدة لحوار ومفاوضات حقيقية على أساس الاحترام المتبادل للمصالح المشروعة، وقال: "نعرض على أرمينيا مرة أخرى مقترحنا للسلام العادل والدائم"، مضيفاً: "أرمن قره باغ جزء من نموذجنا للعيش المشترك".
إعادة توطين أرمن قره باغ في أرمينيا
من جانبه، قال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، اليوم الجمعة، إنه يأمل أن يتمكن الأرمن من البقاء في منطقة قره باغ بأذربيجان، بحسب ما نقلت وكالة الإعلام الروسية.
وقال باشينيان في اجتماع للحكومة إن يريفان ستقبلهم، لكن إعادة التوطين الجماعي لن تتم إلا إذا أصبح من المستحيل على أرمن قره باغ البقاء هناك.
يأتي ذلك تزامناً مع ما نقلته وكالة "رويترز" عن حكمت حاجييف مستشار الرئيس الأذربيجاني للسياسة الخارجية، الجمعة 22 سبتمبر/أيلول، حيث قال إن أذربيجان تعتزم إصدار عفو عن المقاتلين الأرمن في قره باغ الذين يتخلون عن أسلحتهم رغم أن بعض الوحدات العسكرية هناك قالت إنها ستواصل المقاومة.
وقال حاجييف: "حتى فيما يتعلق بالعسكريين والمقاتلين السابقين، إذا كان من الممكن تصنيفهم بهذه الطريقة، فإننا نعتزم إصدار عفو".
أضاف أن الأرمن في قره باغ طلبوا مساعدات إنسانية وسيتم تسليم ثلاث شحنات إلى المنطقة اليوم الجمعة. وقال إن أذربيجان تريد إعادة الدمج السلمي للأرمن في قره باغ.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلنت وزارة الطوارئ الأذربيجانية إرسال مساعدات إنسانية لتلبية احتياجات الأرمن في منطقة قره باغ.
ووزعت طواقم وزارة الطوارئ المساعدات في مدينة خانكندي ذات الغالبية الأرمينية، مؤكدة مواصلة تقديم المساعدات للأرمن في قره باغ في الأيام القادمة، وتضمنت المساعدات 40 طناً من المواد الغذائية والمنظفات محملة بـ4 شاحنات، وفق الأناضول.
عملية عسكرية قصيرة
يشار إلى أن أذربيجان أعلنت، الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول، إطلاق عملية "ضد الإرهاب بهدف إرساء النظام الدستوري في إقليم قره باغ"، إثر تصاعد التوتر "بسبب إقدام قوات غير قانونية تابعة لأرمينيا في إقليم قره باغ الأذربيجاني على إطلاق النار بشكل ممنهج، مستهدفةً مواقع الجيش الأذربيجاني في الأشهر القليلة الماضية، ومواصلتها زرع الألغام، وقيامها بأعمال تحصينات"، بحسب السلطات الأذربيجانية.
والأربعاء 20 سبتمبر/أيلول، أعلنت وزارة الدفاع الأذربيجانية التوصل إلى اتفاق لوقف باكو عمليتها ضد الإرهاب في إقليم قره باغ، وتخلي المجموعات المسلحة الأرمينية غير القانونية، والقوات المسلحة الأرمينية الموجودة في قره باغ عن سلاحها، وإخلاء مواقعها العسكرية.
على إثر ذلك، أعلن الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، مساء الأربعاء، أن المسلحين الانفصاليين الأرمن في إقليم قره باغ التابع للأراضي الأذربيجانية، بدأوا بتسليم أسلحتهم ومغادرة الإقليم.
وأمس الخميس، انطلقت محادثات بين أذربيجان ووفد أرميني من قره باغ، في مبنى الولاية بمدينة يفلاخ القريبة من قره باغ بأذربيجان، بحضور ممثل من قوات حفظ السلام الروسية حضر الاجتماع.
يُذكر أن أغلبية السكان في قره باغ، المعترَف بها دولياً، جزء من أذربيجان من عرقية الأرمن، وانفصلت عن سيطرة باكو في أوائل التسعينيات، واستعادت أذربيجان مساحات واسعة من الأراضي فيها وما حولها في حرب عام 2020.
في 27 سبتمبر/أيلول 2020، أطلق جيش أذربيجان عملية لتحرير أراضيه المحتلة في قره باغ، وبعد معارك ضارية استمرت 44 يوماً، توصَّلت أذربيجان وأرمينيا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة روسية، ينص على استعادة باكو السيطرة على مناطقها المحتلة.