“الابن المنبوذ” لملك تايلاند ينتقد قانوناً أقره والده.. رفض معاقبة من يهين الملك وعائلته بالسجن 15 عاماً

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/21 الساعة 18:40 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/22 الساعة 05:05 بتوقيت غرينتش
ملك تايلاند ماها فاجيرالونجكورن والملكة سوثيدا

أعرب الابن المنبوذ لملك تايلاند، الذي قضى كل حياته تقريباً بعيداً عن وطنه، عن اعتقاده بضرورة السماح بالمناقشات المفتوحة حول النظام الملكي بالبلاد، في خطوة علنية مفاجئة تعكس رفضه للقانون الملكي القاسي لمكافحة التشهير، حسبما قالت صحيفة The Guardian البريطانية، الخميس 21 سبتمبر/أيلول 2023. 

ونشر فاخاريسورن فيفاتشاراوونغسي، أحد أبناء الملك الخمسة، رأيه على منصة فيسبوك بعد حضوره معرضاً للصور في نيويورك حول الأشخاص المدانين بموجب المادة 112 من القانون الجنائي التايلاندي.

ويُجرِّم ما يُسمَى بـ"قانون العيب في الذات الملكية" إهانة الملك وعائلته المباشرة والوصيّ على العرش ويُعاقِب عليها بالسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً لكل جريمة.

كتب فاخاريسورن، الذي يعمل بمكتب محاماة في نيويورك: "أنا أحب النظام الملكي وأعتز به، لكنني أعتقد أنَّ المعرفة أفضل من غيابها. كل شخص له رأيه الخاص بناءً على تجاربه الخاصة، وعدم الاستماع إليهم لا يجعل وجهات نظرهم أو آراءهم تختفي. فهم لديهم قصة أخرى سواء اتفقت معهم أم لا. يجب الحديث إلى بعضنا البعض بالمنطق".

وتسن تايلاند واحداً من أقسى قوانين معاقبة العيب في الذات الملكية في العالم، والتي بموجبها يمكن اتهام الأشخاص، وضمن ذلك الأطفال، بالنشر أو المشاركة أو الإعجاب بمنشورات على الشبكات الاجتماعية تعتبر مسيئة للنظام الملكي. 

ملك تايلاند وقرينته/ الجاردين

وفي عام 2015، أُلقِي القبض على رجل بموجب هذا القانون لنشره ملاحظة ساخرة على الإنترنت عن تونغداينغ، وهو كلب شوارع أنقذه الملك الراحل بوميبول أدولياديج.

ويثير القانون كثيراً من الجدل، ليس فقط بسبب عقوباته الصارمة، بل أيضاً لأنَّ أي شخص، وليس فقط العائلة المالكة، يمكنه تقديم شكاوى إلى الشرطة حول انتهاكات مزعومة. 

ويقول المنتقدون إنَّ القانون يُستخدَم في كثير من الأحيان لقمع المعارضة السياسية ويشيرون إلى العديد من الاعتقالات بموجبه بحق المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية من حكومة رئيس الوزراء السابق برايوت تشان أوتشا، الذي قاد انقلاباً عسكرياً في عام 2014 وظل زعيماً للبلاد حتى الشهر الماضي.

على الجانب الآخر، يقول مؤيدو القانون إنَّ الملكية هي حجر الأساس للهوية التايلاندية ويجب عدم المساس بها.

وفاخاريسورن فيفاتشاراوونغسي هو أحد الأبناء الأربعة الذين أنجبهم الملك ماها فاجيرالونجكورن من زوجته الثانية، سوجاريني فيفاتشاراوونغسي، الممثلة السابقة. وفي عام 1996، طلق ولي العهد آنذاك سوجاريني، التي انتقلت إلى الخارج مع أطفالها. واستعادت العائلة المالكة ابنتهما الصغرى ومنحتها لقب الأميرة سيريفانافاري ناريراتانا، لكن الأبناء الأربعة ما زالوا منفصلين وليست لديهم أية ألقاب ملكية رسمية.

وتزوج الملك فاجيرالونجكورن 4 مرات وأنجب 7 أطفال، لكنه لم يعين وريثاً رسمياً.

وجذب فاخاريسورن (42 عاماً)، الذي ظل بعيداً عن أعين الناس لفترة طويلة، اهتماماً كبيراً في أغسطس/آب 2023، عندما عاد في زيارة مفاجئة قصيرة لتايلاند، حيث زار منظمة خيرية والعديد من المعابد البوذية؛ للمشاركة في الصلوات وتقديم القرابين.

وقد نظم الآلاف من النشطاء المؤيدين للديمقراطية احتجاجات ضد قانون العيب في الذات الملكية في السنوات الأخيرة. ووفقاً للمحامين التايلانديين لحقوق الإنسان، أُديِن 253 متظاهراً بموجب القانون، من ضمنهم 20 طفلاً دون سن 18 عاماً.

تحميل المزيد