تحقيق يرصد تعرض طالبي لجوء للإهانة ببريطانيا.. يقضون سنوات داخل مركز احتجاز وبعضهم حاول الانتحار

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/20 الساعة 20:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/20 الساعة 20:47 بتوقيت غرينتش
شخص يلوح من داخل مركز احتجاز المهاجرين ببريطانيا/رويترز

اتهم تقرير تحقيقي نُشر الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول 2023، السلطات في بريطانيا باحتجاز وحبس "المهاجرين وطالبي اللجوء الأبرياء من أي جريمة جنائية إلى أجل غير مسمى"، بحسب ما نقلته صحيفة The Guardian البريطانية.

التقرير الذي وُصف بأنه "قاسٍ"، هو تحقيق عام حول مركز "بروك هاوس" الخاص باحتجاز المهاجرين، وجرى التكليف بإعداد هذا التقرير، لأن لقطات سرية حصل عليها فريق عمل خاص بشبكة "بي بي سي" البريطانية قدمت أدلةً على معاناة العديد من المهاجرين المحتجزين، كما يتضمن التقرير صوراً مرسومة متحركة لبعض المحتجزين. 

"شعرتُ بالإهانة"

ويسرد التقرير العديد من حالات مهاجرين يعانون من أوضاع مزرية داخل مركز بروك هاوس، أحدهم رجلٌ وُلِدَ في دولة سانت فينسنت والغرينادين، وكان قد انضم إلى الجيش البريطاني في عام 2001 وخدم كجندي في الكومنولث لمدة 11 عاماً ونصف العام. 

لاجئون في بريطانيا / Getty Images
لاجئون في بريطانيا / Getty Images

شُخِّصَ الرجل بالإصابة باضطراب كرب ما بعد الصدمة، ولجأ إلى الإفراط في تناول الكحول للتكيف مع حالته، ثم زُجَّ به في السجن، لينُقل بعدها إلى بروك هاوس، وكان كلما سمع طَرقاً على الأبواب اعتقد أنه انفجار وألقى بنفسه على الأرض من الذعر. 

كان يعاني من آلام في الصدر ونقله الحراس إلى المستشفى، وعندما أراد استخدام المرحاض في المستشفى، قُيّدَ بأصفادٍ طويلة في يد حارس، وقال إنه شعر "بالإهانة بسبب هذه التجربة". 

"اعتقدت أنني سأموت"

في حالة أخرى، رجلٌ مصري كان قد طلب اللجوء بالمملكة المتحدة في عام 2014، واستند طلبه إلى "سوء المعاملة والتعذيب الرهيبين" اللذين قال إنه تعرض لهما في مصر. 

وفق التقرير، فإن الرجل المصري قضى بعض الوقت في السجن ثم اعتُقِلَ، وأذى نفسه من قبل، وقال إن أحد الحراس جلس على رأسه وحاول خنقه، مضيفاً: "اعتقدت أنني سأموت، وأن الرجل الذي فعل هذا بي سيقتلني". 

عناصر من الشرطة البريطانية قرب مركز مهاجرين- Getty Images
عناصر من الشرطة البريطانية قرب مركز مهاجرين- Getty Images

وأضاف أنه لم يشتكِ، لأنه كان يعتقد أن هذه الانتهاكات أمر طبيعي في أحد مراكز الاحتجاز بالمملكة المتحدة، وقيل له إن الحارس الذي اعتدى عليه كان "يقوم فقط بعمله". 

كما كان يعاني من اضطراب كرب ما بعد الصدمة، وشُخِّصَ بالإصابة باضطراب اكتئابي كبير، وقال: "الأشخاص الذين يعانون من مشاكل الصحة النفسية مثلي لا ينبغي أن يكونوا هناك". 

"أدعو ألا يعيش أي شخص هذه المعاناة"

وسرد التقرير وضع رجل نيجيري جاء إلى المملكة المتحدة في يونيو/حزيران 2015 وتزوج مواطنة من الاتحاد الأوروبي، وقال أمام لجنة التحقيق إنه احتُجِزَ بشكل غير قانوني، وأوضح إن تأثير ذلك على صحته النفسية كان "ساحقاً". 

بعد فترة احتجازه، شُخِّصَ بأنه يعاني من اضطراب كرب ما بعد الصدمة، ويعاني كذلك من ذكريات الماضي والكوابيس، وقال: "أدعو ألا يعيش أي شخصٍ هذه المعاناة". 

"عوملت كحيوان، أقل من إنسان"

رجلٌ آخر وُلِدَ في الصومال، جاء إلى المملكة المتحدة عندما كان عمره 10 سنوات، قضى بعض الوقت في الرعاية وفي السجن قبل أن يُحتجَز لمدة 987 يوماً، وضمن ذلك 563 يوماً في بروك هاوس. 

يقول المهاجر الصومالي إن الضباط أساءوا إليه عنصرياً، واشتكى من الاستخدام المفرط للقوة ضده. بينما تُوفِّيَ شقيقه في أثناء احتجازه، لكن لم يُسمح له بحضور الجنازة، لتتدهور صحته النفسية ويحاول الانتحار. وقال: "لقد عوملت كحيوان، أقل من إنسان". 

رجلٌ آخر جامايكي عاش في المملكة المتحدة لمدة 22 عاماً ومُصاب بضعف البصر، وكان يعاني هو الآخر في بروك هاوس، حيث قال إنه لم يتلق سوى قليل من المساعدة للتنقل في المركز، وكان يجد صعوبة في التنقل بين زنزانته والمناطق الأخرى. 

أضاف: "كان الأمر صعباً ومخيفاً جداً بالنسبة لي في بروك هاوس، حيث كنت شبه أعمى. لم أكن أعرف أحداً هناك ولم أتمكن من رؤية المعتقلين الآخرين بشكل صحيح". 

لم يكن يعلم أنه محتجز!

رجل آخر من إيران، وصل إلى المملكة المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني 2012، قضى بعض الوقت في السجن ثم 422 يوماً في بروك هاوس، إلى جانب فترة من الوقت في مراكز احتجاز أخرى. 

وعانى كذلك من مشاكل في الصحة النفسية، فيما سجلت المؤسسة الخيرية التي زارته أنه لم يكن يعلم أنه محتجز وأنه كان في بريطانيا

وتعرض الرجل للتخويف من قبل معتقلين آخرين وأُجبِرَ على أن ينقل إمدادات عقار "سبايس" ذس التأثير النفساني الذي كان يُهرَّب إلى بروك هاوس. لكنه في في أغسطس/آب 2018، أُطلِقَ سراحه من بروك هاوس، وفي 2019 مُنِحَ إجازةً تقديرية للبقاء في المملكة المتحدة. 

تحميل المزيد