كارثة درنة عمّقت أزمة المهاجرين.. الأمم المتحدة تواجه صعوبة في تعقّبهم بعد نزوح جماعي من المنطقة

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/19 الساعة 10:38 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/19 الساعة 10:38 بتوقيت غرينتش
أعضاء من الهلال الأحمر الليبي في مدينة درنة/ رويترز

حذرت جماعات حقوقية، الإثنين 18 سبتمبر/أيلول 2023، من أنَّ مئات اللاجئين قد لقوا حتفهم في أعقاب العاصفة دانيال في ليبيا، وفُقِد أثر العديد منهم، إذ كان أكثر من 1000 لاجئ ومهاجر مُسجَّلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يقيمون في شرق ليبيا قبل الفيضانات، بما في ذلك المناطق المتضررة من العاصفة دانيال، حسب ما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.

وتنقسم ليبيا بين الإدارتين المتنافستين في شرق البلاد وغربها، وهي موطن لما يُقدَّر بنحو 625 ألفاً و638 لاجئاً ومهاجراً. ويعد شرق ليبيا نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر المتوسط.

اجتاحت الفيضانات المدمرة 900 مبنى في المدينة؛ ما أدى إلى أزمة إنسانية وتشريد أكثر من 40 ألف شخص، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، حيث تكافح المساعدات للوصول إلى الناجين الذين يعانون من نقص الأدوية والمياه الملوثة.

نزوح جماعي للاجئين في ليبيا 

ووفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كان هناك 46 ألف نازح آخرين يقيمون في شرق ليبيا وقت الفيضانات، بما في ذلك 34 ألفاً في بنغازي، و3100 في أجدابيا، و2800 في درنة، المنطقة الأكثر تضرراً.

وأقام 2400 نازح آخرين في منطقة الجبل الأخضر، و420 في المرج، وحوالي 1450 في طبرق.

درنة لاجئين ليبيا
منظر يظهر مدينة درنة بعد العاصفة في 12 سبتمبر/أيلول 2023- رويترز

وقال كريس سالتمارش، رئيس قسم الأخبار والإعلام في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لموقع Middle East Eye: "تسببت الفيضانات في نزوح جماعي؛ ما زاد من عدد النازحين الذين كانوا موجودين بالفعل قبل أن تضرب العاصفة دانيال البلاد. ومع ذلك، فإنَّ تقديرات نزوح السكان بسبب الفيضانات ليست متاحة بعد".

فيما أكدت السلطات الليبية، الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول، وفاة 145 مواطناً مصرياً، 74 منهم من العمال المهاجرين من القرية نفسها بمحافظة بني سويف.

وفي الوقت نفسه، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهي مجموعة لمراقبة الحرب، بأنَّ 42 سورياً في ليبيا تأكدت وفاتهم، على الرغم من أنَّ العدد الحقيقي قد يتجاوز 150.

وقالت حنان صلاح، الباحثة في هيومن رايتس ووتش، لموقع Middle East Eye: "السؤال هو: هل هم الوحيدون أم أنَّ هناك مجموعات أكبر من العمال المهاجرين الذين تأثروا؟".

درنة مهاجرون
انتشال جثامين ضحايا السيول في درنة – رويترز

وأعربت جماعات حقوق الإنسان عن قلقها إزاء عدم بذل السلطات جهوداً لتعقب اللاجئين وطالبي اللجوء في المناطق المتضررة، فيما أضافت صلاح: "لم أشهد جهوداً للتعقب الاستباقي للأشخاص المُحتجَزين في المراكز المعروفة لمُهربي البشر أو البحث عنهم. وإذا كان هناك أشخاص محتجزون في تلك المراكز في انتظار العبور إلى وجهة الهجرة النهائية، يصير تعقبهم غير ممكن".

وتابعت الباحثة: "سواء أكان الأمر يتعلق بالعمال المهاجرين الذين دخلوا البلاد بشكل غير قانوني أو الأشخاص الذين يتنقلون، والذين هم في ليبيا للعبور فقط، فمن الصعب للغاية تعقبهم".

ويوثّق الناشطون في مجال حقوق الإنسان، منذ فترة طويلة، الانتهاكات بحق اللاجئين والمهاجرين في ليبيا، الذين عانوا من الاعتقال التعسفي والتعذيب على أيدي الميليشيات وشبكات التهريب، التي يتبَع الكثير منها الجنرال خليفة حفتر، المُهيمِن على شرق ليبيا.

وفي إحاطة إعلامية لمسؤولي الاتحاد الأوروبي، وصفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة، عمليات التهريب هذه، بأنها "مصدر دخل مُربِح لحكام شرق ليبيا المعنيين".

تحميل المزيد