أردوغان يتناول ملفات إقليمية ودولية بملتقى فكري بأمريكا: تجاوزنا العوائق مع بايدن ونحضّر لدستور جديد

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/18 الساعة 21:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/18 الساعة 21:51 بتوقيت غرينتش
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان / الأناضول

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين 18 سبتمبر/أيلول 2023، إنه تجاوز معظم العوائق في اللقاءات مع نظيره الأمريكي جو بايدن، مؤكداً زيادة الاتصالات بين الجانبين في المستقبل، في حين رحب بتوسيع التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشار أردوغان إلى أن الإرهاب "مصدر تهديد مشترك" لتركيا والولايات المتحدة، وأن بلاده ستعزز التعاون مع واشنطن في مكافحة الإرهاب"، مضيفاً: "كل تطور في منطقتنا يؤكد مدى خطأ فرز الإرهابيين إلى سيئ وجيد، لا يمكن التفاوض مع الإرهابيين ومصادقتهم وعقد شراكات معهم".

تصريحات الرئيس التركي جاءت خلال لقائه مع ممثلي عدد من المؤسسات الفكرية الأمريكية بمدينة نيويورك في إطار مشاركته بأعمال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك، مقر المنظمة، حيث استعرض ملفات إقليمية ودولية، بينها سن دستور جديد في البلاد.

السياسة الخارجية

وعن السياسة الخارجية قال الرئيس التركي: "نهدف لحل المشاكل إقليمياً ودولياً، وتحقيق حزام من السلام والاستقرار والرفاه في منطقتنا، وإنهاء غياب العدل في النظام الدولي"، مشيراً إلى تركيا من بين 5 دول في العالم تمتلك أكبر عدد من الممثليات خارج البلاد والتي بلغ عددها 260 ممثلية. 

وأطلع الرئيس التركي ممثلي المؤسسات الفكرية على دور تركيا في الوساطات الدولية وفك النزاعات، لا سيما مساعيها في الحرب الروسية الأوكرانية وتحقيق تبادل الأسرى بين الجانبين، لافتاً إلى تعاون تركيا مع الأمم المتحدة في تحقيق مبادرة شحن الحبوب عبر البحر الأسود، وتصدير 33 مليون طن من الحبوب وإنهاء شبح أزمة غذائية عالمية. 

وبيّن الرئيس التركي أن "مرور العالم بمرحلة حرجة يعتبر بمثابة فرصة من أجل إحياء العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي". 

سنّ دستور جديد

في سياق آخر، أعاد الرئيس التركي الحديث حول الدستور الجديد وضرورة تعاون الأحزاب السياسية في هذا الصدد، وقال: "بإمكاننا النجاح في سن دستور جديد إذا وجدنا تعاطياً إيجابياً من الأحزاب في البرلمان، هذه قضية مشتركة وعلينا حلها معاً".

والأسبوع الماضي، شدد أردوغان على أن حكومته لم تتخل عن هدفها المتمثل في إعداد دستور جديد للبلاد، وقال أردوغان في هذا الخصوص: "لم نتخل عن هدفنا المتمثل في إعداد دستور جديد، ديمقراطي ومدني وشامل لبلادنا". 

وأضاف أن أكبر طعنة وجهها القائمون على انقلاب 12 سبتمبر/أيلول عام 1980 في قلب تركيا، هو دستور عام 1982 الانقلابي الذي ما زالت تركيا تتحدث عنه وتناقشه. 

وتابع: "لن نتوقف أبداً عن العمل والنضال حتى نأتي بالدستور الجديد لأمتنا، وهو أحد أهم أهداف رؤيتنا المئوية"، وأردف: "نهدف إلى إعداد دستور يعطي الأولوية للإنسان، ويعكس تنوع الأمة وغناها، ويضيف ديناميكية للمجتمع".

 ودعا أردوغان كافة الأحزاب السياسية والمجتمع المدني والأكاديميين إلى مناقشة سبل إيجاد النص الدستوري الأمثل للبلاد، لافتاً إلى أن حزبه "العدالة والتنمية" سيناقش جميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان بشأن الدستور الجديد. 

الاقتصاد والصناعات الدفاعية

من ناحية أخرى، أشار إلى وجود مؤشرات، تعطي تركيا الثقة والقوة من أجل دخول قرنها الجديد، منها تضميدها للجراح التي خلفها الزلزال في 6 فبراير/شباط الماضي والذي وصفه بأنه "من أكبر الكوارث التي شهدتها البشرية". 

وحققت تركيا، بحسب أردوغان، نمواً اقتصادياً بمقدار 3.9% في النصف الأول من العام الجاري، فيما بلغت صادراتها في أول 8 أشهر من العام الجاري 165 مليار دولار و253.5 مليار دولار على أساس سنوي. 

وقال: "تركيا لاعب دولي في الصناعات الدفاعية رغم القيود المعلنة وغير المعلنة، وصادراتنا الدفاعية في النصف الأول من 2023 بلغت مليارين و400 مليون دولار".

عودة 600 ألف سوري

وحول مسألة اللاجئين، أكد أردوغان اتباع بلاده سياسة العودة الطوعية والآمنة والمشرفة للسوريين، مشيراً إلى عودة نحو 600 ألف سوري حتى اليوم إلى وطنهم، "ومع إتمام بناء المساكن الدائمة في شمال سوريا سيضاف إليهم مليون شخص". 

من جانب آخر، دعا أردوغان إلى إجراء إصلاحات في نظام الأمم المتحدة وفي مقدمتها مجلس الأمن الذي أسس بعد الحرب العالمية الثانية، بسبب "عدم تلبيتها لاحتياجات هذا العصر". 

وفيما يتعلق بمعاداة الإسلام، بيّن الرئيس التركي أن الظاهرة وصلت إلى "نقطة خطيرة"، وقال: "العنصرية ومعاداة الأجانب وما شابهها من حوادث الكراهية التي تقدم على أنها حرية تعبير في بعض الدول، بمثابة تهديد كبير لنا جميعاً. علينا التحرك وعدم إضاعة مزيد من الوقت".

تحميل المزيد