نقلت صحيفة The Guardian البريطانية عن مراقبين، قولهم إن الجنرال الليبي خليفة حفتر، الذي تسيطر قواته على شرق ليبيا، يستغل وأبناؤه المساعدات الإغاثية التي تتدفق إلى الشرق بعدما ضربها إعصار دانيال المُدمر، من أجل بسط نفوذهم، وذلك بدلاً من ضمان وصول المساعدات الحيوية إلى المدنيين.
الصحيفة نقلت، الأحد 17 سبتمبر/أيلول 2023، عن عماد الدين بادي، محلل شؤون ليبيا في المجلس الأطلسي، قوله إنه "في الأساس هناك وجود عسكري يخلق اختناقات بدلاً من تمهيد الطريق لتوفير الإغاثة".
أشار بادي إلى أن "القيادة العسكرية لم تُسهل دفع جهود الإغاثة، وأنها كانت لها مصلحة خاصة في الظهور وكأنها مسيطرة، وفي الوقت نفسه تتهرب من المسؤولية وتلقي اللوم على الضحايا، وبدلاً من ذلك تولى المتطوعون والفرق الطبية والهلال الأحمر وصبيان الكشافة وعمليات البحث والإنقاذ الأجنبية تسهيل جهود الإغاثة".
كان حفتر، الذي قاد حملة عسكرية للسيطرة من جانب واحد على جزء كبير من شرق ليبيا منذ عام 2014، قد بدأ جولة في درنة يوم الجمعة 15 سبتمبر/أيلول 2023، وأشاد بتصرفات المستجيبين الأوائل وكذلك أعضاء "الجيش الوطني الليبي"، وهو تحالف من الميليشيات يشرف عليه حفتر.
تُشير الصحيفة البريطانية إلى أن حفتر يواجه اتهامات بإدارة المناطق الخاضعة لسيطرته بشكل يشبه الديكتاتور العسكري.
يقول بادي إنه "فيما يتعلق بالعلاقات العامة، فإنهم يستفيدون من قنواتهم الدعائية الموجودة مسبقاً للظهور بمظهر الجهة المسيطرة، بينما يمثلون الواجهة الرئيسية لإدارة الإغاثة في الأزمات، ويتصرفون بأنهم أوصياء على المدينة. وأؤكد مرة أخرى أنَّ هذا يؤدي إلى خلق اختناقات في كل مكان. وكانت زيارة حفتر صورة مصغرة لهذه القضية، حيث تجمَّد كل شيء بالمدينة لمدة ساعة من أجل حملة علاقات عامة".
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن أبناء حفتر، الذين يسيطر كل واحد منهم أيضاً على شبكات واسعة من المصالح المالية وأحياناً العسكرية في شرق ليبيا، استجابوا للأزمة الإنسانية في درنة من خلال السعي إلى مزيد من السيطرة على جهود الاستجابة للكارثة.
أضافت أنه في اليوم نفسه الذي ضربت فيه الكارثة مدينة درنة، يوم 10 سبتمبر/أيلول 2023، أعلن الصدّيق، الابن الأكبر لخليفة حفتر، عن اهتمامه بالترشح لمنصب رئيس ليبيا في الانتخابات التي طال انتظارها.
بدورهم، قال مراقبون إنَّ صدام حفتر البالغ من العمر 32 عاماً، الذي غالباً ما يُنظَر إليه على أنه الوريث المحتمل على الرغم من جهود إخوته، سرعان ما استخدم دوره رئيساً للجنة الاستجابة للكوارث الليبية لإضفاء الشرعية على مكانته الدولية، مع الحفاظ على قبضته المُحكمة على المساعدات.
يُشير جليل حرشاوي، المتخصص في الشؤون الليبية والزميل المشارك في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إلى جهود صدام حفتر لإثبات سيطرته على فرق الإغاثة الدولية التي تصل إلى درنة، وكيف أدى ذلك إلى إبطاء الاستجابة الحيوية للكوارث في وقت الأزمات.
أضاف حرشاوي أن "كل شيء يتركز في أيدي عائلة حفتر. أتمنى أن أخبركم أنَّ هناك مراكز قوى أخرى في شرق ليبيا، لكن لا يوجد شيء من هذا القبيل".
لفت حرشاوي أيضاً إلى أنَّ سيطرة عشيرة حفتر على جهود الاستجابة للكوارث، ولا سيما الدور البارز لصدام حفتر، توفر أملاً ضئيلاً في أن يتمكن أي تحقيق محلي أو دولي في الخسائر في الأرواح في درنة من التدقيق بالكامل في مسؤوليتهم، أو أي مسؤولين آخرين.
بحسب حرشاوي فإن صدام "يقدم نفسه على أنه الرئيس، والتحقيقات بحاجة إلى الوصول المباشر إلى الضحايا والمدينة؛ لذا السماح بذلك متروك لنواياه الحسنة".
يُشار إلى أن "إعصار دانيال"، الذي تسبب بانهيار سدين في درنة، تسبب بوفاة 11 ألفاً و470، و10 آلاف و100 مفقود، و40 ألف نازح شمال شرقي البلاد، وفقاً لأرقام نشرها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، مساء الجمعة 16 سبتمبر/أيلول الحالي 2023.