أفرجت إيران الإثنين 18 سبتمبر/أيلول 2023، عن خمسة سجناء أمريكيين في إطار صفقة لتبادل السجناء مع الولايات المتحدة تقضي في المقابل بالإفراج عن خمسة سجناء إيرانيين، وذلك بفضل اتفاق بين إيران وأمريكا توسطت فيه الدوحة وشمل أيضاً الإفراج عن ستة مليارات دولار من أموال طهران.
وكالة رويترز نقلت عن مصدر مطلع قوله إن طائرة قطرية تقل خمسة أمريكيين مفرج عنهم يرافقهم اثنان من أفراد أسرهم والسفير القطري لدى إيران، أقلعت من مطار طهران متجهة إلى الدوحة. بينما قالت قناة "برس.تي.في" الإيرانية إن اثنين من الإيرانيين الخمسة الذين أفرجت عنهم الولايات المتحدة وصلا إلى الدوحة.
فيما أكد مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وصول اثنين من الإيرانيين الخمسة المعتقلين إلى الدوحة، وأضاف أن الإيرانيين الخمسة سيحصلون على العفو بموجب اتفاق تبادل السجناء بين واشنطن وطهران، وقال لوكالة رويترز: "على الأمريكيين أو مزدوجي الجنسية عدم السفر إلى إيران".
كما قال مصدر مطلع لوكالة رويترز في وقت سابق الإثنين إن الطائرة القطرية كانت على أهبة الاستعداد بعد إبلاغ إيران والولايات المتحدة بتحويل الأموال إلى حسابات مصرفية في قطر. وأردف قائلاً: "المحتجزون الأمريكيون نُقلوا إلى الطائرة القطرية".
حيث أطلق الإفراج عن الأموال عملية تبادل للسجناء بين إيران وأمريكا جرى الاتفاق عليها بعد محادثات استغرقت شهوراً بين البلدين اللذين تتوتر علاقتهما بسبب طموحات طهران النووية ومجموعة من المشكلات الأخرى.
حيث ستطلق الولايات المتحدة سراح خمسة إيرانيين محتجزين لديها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن اثنين سيعودان لإيران بينما سيبقى اثنان في الولايات المتحدة بناء على طلبهما وسينضم الخامس لأسرته في دولة ثالثة.
بينما ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن الأموال، التي كانت مجمدة في كوريا الجنوبية بعد تشديد الولايات المتحدة العقوبات على إيران في 2018، ستكون في حوزة إيران اليوم الإثنين. وستتأكد قطر بموجب اتفاق إيران وأمريكا من إنفاق تلك الأموال على المواد الإنسانية.
اتفاق إيران وأمريكا يخفض التوتر
حسب وكالة رويترز، فإنه من شأن اتفاق تبادل السجناء بين إيران وأمريكا أن يزيل مصدراً كبيراً للتوتر بين واشنطن التي تضع إيران على قائمة الدول الراعية للإرهاب، وبين طهران التي تصف الولايات المتحدة بأنها "الشيطان الأكبر".
لكنهما لا تزالان على خلاف شديد بشأن قضايا تتراوح من طموحات إيران النووية ونفوذها في أنحاء المنطقة إلى العقوبات الأمريكية والوجود العسكري الأمريكي في الخليج.
فيما كان مصدر قد قال لرويترز إن الدوحة استضافت ما لا يقل عن ثماني جولات من المحادثات شارك فيها مفاوضون إيرانيون وأمريكيون أقاموا في فنادق منفصلة وتحدثوا عبر وسطاء قطريين.
بموجب الاتفاق بين إيران وأمريكا، وافقت الدوحة على مراقبة طريقة إنفاق طهران للأموال لضمان أنها ستوجه لشراء السلع الإنسانية غير الخاضعة للعقوبات مثل الغذاء والدواء.
بينما أثار تحويل الأموال الإيرانية انتقادات من الجمهوريين الأمريكيين الذين يقولون إن الرئيس الديمقراطي جو بايدن يدفع في الواقع فدية للمواطنين الأمريكيين، بينما دافع البيت الأبيض عن الاتفاق.
ومن بين الأمريكيين مزدوجي الجنسية الذين سيفرج عنهم بموجب الاتفاق سياماك نمازي (51 عاماً) وعماد شرقي (59 عاماً) وهما من رجال الأعمال بالإضافة إلى الناشط البيئي مراد طهباز (67 عاماً) الذي يحمل الجنسية البريطانية أيضاً. وأخرجتهم السلطات الإيرانية من السجن ووضعتهم رهن الإقامة الجبرية الشهر الماضي.
كما تم الإفراج عن أمريكي رابع ووضع رهن الإقامة الجبرية بينما كان الخامس رهن الإقامة الجبرية في المنزل بالفعل لكن لم يكشف عن هويتهما.
فيما قال مسؤولون إيرانيون إن الإيرانيين الخمسة الذين ستطلق الولايات المتحدة سراحهم هم: مهرداد معين أنصاري وقمبيز عطار كاشاني ورضا سرهنك بور كفراني وأمين حسن زاده وكاوه أفراسيابى. وقال مسؤولان إيرانيان من قبل إن أفراسيابى سيبقى في الولايات المتحدة.