أعلنت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية، رولا معايعة، الأحد 17 سبتمبر/أيلول 2023، نجاح بلادها في تسجيل موقع أريحا القديمة (تل السلطان) على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، بعد أن صوتت لجنة التراث العالمي التابعة للأمم المتحدة لصالح فلسطين، وهو قرار من المرجح أن يثير غضب إسرائيل، التي تسيطر على المنطقة ولا تعترف بالدولة الفلسطينية.
إذ قالت رولا معايعة إن هذا الإنجاز تحقق خلال الجلسة 45 للجنة التراث العالمي المنعقدة في الرياض، ليصبح لدى فلسطين خمسة مواقع فلسطينية مسجلة رسمياً على القائمة بعد القدس (البلدة العتيقة وأسوارها)، وبيت لحم (مكان ولادة السيد المسيح: كنيسة المهد ومسار الحجاج)، وبتير (فلسطين أرض العنب والزيتون: المشهد الثقافي لجنوب القدس)، والخليل (البلدة القديمة في الخليل).
كما أكدت معايعة أهمية القرار باعتبار الموقع جزءاً أصيلاً من التراث الفلسطيني المتنوع ذي القيمة الإنسانية الاستثنائية، وأهميته العالمية كأقدم مدينة محصنة في العالم، ويستحق أن يكون أحد مواقع التراث العالمي.
يأتي ذلك فيما نشرت صحيفة إندبندنت فيديو يرصد فرحة عارمة بين وفود العرب وفلسطين، إثر فوز موقع "تل السلطان"، أريحا، بالأصوات اللازمة لتصنيفها على قائمة اليونسكو.
من جانبها، رحبت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية بقرار لجنة التراث العالمي، قائلة إنه "جاء نتيجة للجهد الدبلوماسي والفني الفلسطيني للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني كافة وحمايتها، بما فيها الحقوق الثقافية".
وأضافت أن هذا الإدراج يؤكد على القيمة العالمية الفريدة للموقع ولفلسطين بشكل عام "وشهادة عالمية استثنائية على واحدة من أقدم المجتمعات التي أنشأت أول نظام اجتماعي واقتصادي وسياسي مجتمعي في العالم".
وشددت وزارة الخارجية والمغتربين على "أهمية الحفاظ على فلسطين ومواقع التراث العالمي فيها، من محاولات التخريب المتعمد الذي تتعرض له من قبل سلطات الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي وأدواته المختلفة، التي تحاول طمس هذا التراث وتدميره وتشويه وتزوير التاريخ والرواية"، كما طالبت دول المجتمع الدولي واليونسكو بحماية فلسطين وشعبها.
والأحد 3 سبتمبر/أيلول 2023، انتقدت إسرائيل بشدة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، بسبب خططها لتصنيف تل السلطان أو ما يُعرف بمدينة أريحا القديمة موقعاً للتراث العالمي الفلسطيني، بحسب صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية.
ووجه عضو الكنيست الإسرائيلي، دان إيلوز، رسالةً إلى الأمينة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، دعا فيها إلى إلغاء التصويت، بزعم أن هذا يعد تدخلاً سافراً من قِبل المنظمة في صراع معقد، وأن القرارات السابقة التي طالت مدينة الخليل والحرم القدسي أضرت بالعلاقات بين اليونسكو وإسرائيل.
وانتقد دان إيلوز (الليكود) القرار قائلاً: "أريحا هي أولاً وقبل كل شيء مدينة بارزة في الكتاب المقدس".
وانسحبت إسرائيل من اليونسكو عام 2019، واتهمت المنظمة بالتحيز ضدها والانتقاص من ارتباطها بالأراضي المقدسة. كما اعترضت إسرائيل على قبول اليونسكو لفلسطين كدولة عضو في عام 2011.
وتعتبر أريحا نقطة جذب رئيسية للسياحة إلى الأراضي الفلسطينية، وذلك بسبب مواقعها التاريخية وقربها من البحر الميت.
وفي عام 2021، كشفت السلطة الفلسطينية عن تجديدات كبيرة لواحدة من أكبر الفسيفساء في الشرق الأوسط، في قصر بأريحا يعود تاريخه إلى القرن الثامن.