أعلنت حكومة الوحدة الوطنية الليبية وصول 38 طائرة إغاثة من 17 دولة، لمساعدة منكوبي الفيضانات التي اجتاحت مدناً بشرقي البلاد، وخلّفت آلاف القتلى والمفقودين، فيما أعلن الهلال الأحمر الليبي أن عدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم من عاصفة دانيال بمدن شرق ليبيا وصل إلى 800 ناج.
ونشر الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة بياناً مساء الجمعة، 15 سبتمبر/أيلول 2023، على موقعه "فيسبوك"، مشيراً إلى وصول "طائرة إغاثة من 17 دولة و5 سفن، آخرها من إيطاليا، مزوَّدة بطائرة مروحية تصل في الساعات القادمة".
سفن تركية
كما أضاف البيان أن الحكومة "تترقب وصول سفينة تركية السبت إلى ميناء طبرق (شرق)".
والجمعة، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل تقديم المساعدات لليبيين إثر الفيضانات، مشيراً إلى تخصيص أنقرة 3 طائرات و3 سفن في إطار تقديم الإغاثة الإنسانية لليبيا.
ولفت الرئيس التركي إلى أن سفن المساعدات ستشمل "122 مركبة، بينها 10 سيارات إسعاف، و30 مركبة إنقاذ وتدخل، و12 شاحنة، بجانب 360 فرداً و3 مستشفيات ميدانية، ومختلف المواد الغذائية والصحية والمأوى".
جسر جوي طبي
أشار البيان الليبي إلى أن "وزارة الصحة مستمرة في تسيير جسر جوي من العناصر الطبية، والطبية المساعدة، حيث تم عبر الجو نقل 250 عنصراً طبياً وطبياً مساعداً، ليبلغ عدد العناصر الطبية في المناطق المنكوبة نحو 400 عنصر، وتوفير مستشفيين ميدانيين لتفعيل المستشفيات المتوقفة في المخيلي والبياضة (شرق)".
كما أوضح البيان أن "فرق البحث عن الرفات بهيئة البحث عن المفقودين قامت حتى مساء الجمعة بدفن نحو 2500 جثة، تم انتشالها من درنة، وتستمر الفرق التابعة لهيئة السلامة الوطنية في عمليات البحث عن الناجين وانتشال الجثث في المناطق المنكوبة".
"أمل العثور على أحياء"
في السياق، أعلن الهلال الأحمر الليبي، مساء الجمعة، أن عدد الأشخاص الذين تم إنقاذهم من عاصفة دانيال بمدن شرق ليبيا وصل إلى 800 ناجٍ.
وخلال مؤتمر صحفي أوضح تامر رمضان، المسؤول عن عمليات المساعدة لليبيا في الصليب الأحمر، أنه "لا يزال هناك أمل بالعثور على أحياء"، ممتنعاً عن إعطاء حصيلة نهائية للقتلى، مؤكداً أنها "لن تكون نهائية أو دقيقة".
وفي 10 سبتمبر/أيلول الجاري، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن درنة وبنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، مخلفاً أكثر من 6 آلاف قتيل وآلاف المفقودين، وفق ما أعلنه وكيل وزارة الصحة في حكومة الوحدة الوطنية سعد الدين عبد الوكيل، في الـ13 من الشهر نفسه.
وأغلقت السلطات الليبية مدينة درنة، الأكثر تضرراً، حتى تتمكن فرق الإنقاذ من مواصلة البحث عن 10100 شخص ما زالوا في عداد المفقودين، بعد ارتفاع عدد القتلى إلى 11300، في حصيلة غير نهائية.
في غضون ذلك، قال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن جريفيث، إن حجم كارثة انهيار سدين وعدد من الجسور جراء الإعصار في ليبيا، لا يزال مجهولاً.
وأضاف غريفيث: "أعتقد أن المشكلة بالنسبة لنا هي في تنسيق جهودنا مع الحكومة ومع السلطات الأخرى في شرق البلاد، ثم اكتشاف حجم الكارثة". مشيراً إلى أنه لم يتم التوصل إلى ذلك بعد. وأوضح أن "مستوى الحاجات وعدد القتلى لا يزال مجهولاً".