تناول عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، في حديث مع "عربي بوست"، ملفات عدة؛ من بينها تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية، وماذا بعد محمود عباس، وعن الانتخابات، والتطبيع العربي مع الاحتلال.
حول تصاعد المقاومة في الضفة خلال الفترة الأخيرة، أكد بدران أن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي تتزايد "بسبب ما يقوم به من إجرام بحق شعبنا الفلسطيني، الذي يعاني باستمرار جراء ذلك، وسط تزايد للاستيطان والسياسات العنصرية المتطرفة، والانتهاكات الجسيمة بحق الفلسطينيين والفلسطينيات، كل ذلك يؤدي إلى تصاعد عمليات المقاومة وزيادة زخمها، لا سيما أن المقاومة حق مشروع".
وأكد أن "في الضفة الغربية حواضن تاريخية للمقاومة، وهي تعود إلى زخمها بإرادة فلسطينية تبقى حاضرة للتحرر من المحتل".
عند سؤاله عن التغير في قواعد الاشتباك في الضفة، من بينها استعمال عبوات ناسفة، وصواريخ محلية الصنع، قال إن "تطور الفعل المقاوم في مناطق الضفة الغربية أمر طبيعي في سياق المقاومة التي بدأت منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية".
وأضاف أن ما يعنيه التغير في قواعد الاشتباك في الضفة أن "المقاومة مستمرة وتتطور مادام هذا المحتل موجوداً على أراضينا".
وقال إن "الشعب الفلسطيني الصامد بوجه الاحتلال الإسرائيلي، لطالما استطاع أن يطور من وسائله في المقاومة، وأن يصنع بنفسه أساليب وآليات مقاومته البسيطة منها وتلك التي تطورت مع الوقت كما في غزة، وذلك لمواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية".
أما عن تبني حركة حماس العمليات الفلسطينية ضد جيش الاحتلال في الضفة وليس فقط مباركتها، فقال إن "الحركة حاضرة كما فصائل المقاومة الأخرى، وتقوم بتبني العمليات الفدائية وفق تقدير جهازها العسكري الممثل بكتائب عز الدين القسام، وبحسب اعتبارات مصلحة المقاومة. وحماس تبارك جميع عمليات المقاومة في أي مكان على الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأكد أن هناك تنسيقاً عالي المستوى بين كتائب القسام والتشكيلات العسكرية، في مناطق الضفة المختلفة.
التهديد باغتيال قادة حركة حماس
في معرض حديثه لـ"عربي بوست"، تناول بدران التهديد الإسرائيلي بعودة سياسة الاغتيالات، والتهديد العلني باغتيال القيادي صالح العاروري، قائلاً إن "التهديد هذا لا يخيفنا، ولا نعبأ به، وظهور الأخ العاروري بلباس عسكري هو ردٌ تعبر عنه الصورة أكثر من الكلمات، فإن كان يظن العدو أنه يرهبنا من خلال تهديداته فإنه واهم".
وقال إن "وحدة الساحات الفلسطينية تأتي وفق الظروف القائمة، فهناك ما يستوجب منها أن تتحرك كل الساحات الفلسطينية كما حصل بعد انتهاكات الاحتلال في القدس المحتلة، وهناك ظروف تجعل من الأنسب الرد على العدوان الإسرائيلي بما يتناسب في مكانه".
حول قضية الأسرى، قال القيادي في حركة حماس إنها "على رأس أولويات مقاومتنا حتى كسر قيدهم وتحريرهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكداً أن "شعبنا بأكمله إلى جانب الأسرى في معركة الحرية".
وشدد على أنه "سيكون هناك تصعيد موحد من جانب الفصائل الفلسطينية في حال استمرار الحكومة المتطرفة، وفي مقدمتها الوزير المتطرف إيتمار بن غفير، سياساتها ضد الأسرى، مؤكداً أن "القرارات العنصرية لن تكسر إرادة الأسرى، ولن يجني منها الاحتلال إلا مزيداً من التصعيد والمقاومة".
ماذا بعد محمود عباس؟
مجيباً على سؤال "ماذا بعد محمود عباس؟"، بشأن تسليم مهامه، هل سيكون وفق القانون؟ قال بدران إنه "لا يحق لأي فصيل كان أن ينفرد بتمثيل الشعب الفلسطيني، وذلك يشمل منصب الرئيس الفلسطيني"، مشدداً على أنه يجب أن يكون الرئيس المقبل من اختيار الشعب الفلسطيني.
وقال إن "الشعب الفلسطيني من حقه اختيار ممثله، وهو شعب مسيس ومثقف، وقادر على اتخاذ قراراته بنفسه، لكننا للأسف نعاني على المستوى القانوني في فلسطين، ولكننا جميعاً نتمسك بحق الشعب الفلسطيني في اختيار ممثليه".
أما عما يقال إعلامياً بأن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ يسوّق نفسه حالياً خليفة لعباس (87 عاماً)، فقال إنه يحق لأي شخص أن يرشح نفسه لهذا المنصب، ولكن يجب أن يكون ذلك وفق انتخابات يشارك فيها الشعب الفلسطيني، وليس عبر قرار منفرد من أي جهة كانت.
وشدد على أن "موقفنا سيكون رافضاً في حال جرى فرض أي اسم كان بمنصب الرئيس إذا جاء بالإكراه، وليس عبر الانتخابات".
عند سؤاله: في حال عرض الرئيس عباس عليكم المشاركة في حكومة وحدة وطنية جديدة، فهل ستوافقون؟ أجاب بأن "هذا الأمر لم يعرض علينا حتى الآن"، ولا يمكن أن يكون دون توافق مسبق ومصالحة وطنية، كما أن المحادثات في مدينة العلمين في مصر لم تتناول هذا الأمر حتى الآن.
تطرق كذلك في حديثه إلى السلطة الفلسطينية، وقال إن مستوى شعبيتها لدى الفلسطينيين متدنٍ، فكثير من استطلاعات الرأي المحلية أكدت مراراً هذا الأمر، لا سيما أنها لا تقدم إنجازات للمواطن الفلسطيني، بل إن دورها وسياساتها وما تقوم به مثير للسخط بشكل دائم لدى الفلسطينيين.
وقال: "نرى أصوتاً متعالية تعتبر أن السلطة الفلسطينية منتهية".
التطبيع العربي
ووجه القيادي في حركة حماس، رسالة إلى الدول العربية التي تسعى أو في طريقها إلى التطبيع مع إسرائيل، "بأن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي لا يعود على أحد بالفائدة، ليس بالنسبة للشعب الفلسطيني ولا حتى على هذه الدول نفسها، ولنا بالدول العربية التي سبق أن طبعت مع الاحتلال خير مثال، فلا هي استفادت على المستوى السياسي ولا الاقتصادي، ولم يصب ذلك في صالح القضية الفلسطينية، على عكس ما ادعته قبل أن تقوم بذلك".
وقال: "نحن ندعو جميع الأشقاء العرب إلى عدم التطبيع أو الاعتراف بهذا العدو الإسرائيلي، وأن خير ما يمكن القيام به لصالح القضية الفلسطينية، هو بدعم المقاومة المشروعة، وتقديم المساعدات اللازمة للشعب الفلسطيني، وليس عبر وضع يدهم بيد المحتل".
يشار إلى أن الضفة الغربية المحتلة تشهد تصعيداً شديداً واشتباكات مع الجيش الإسرائيلي إثر اقتحاماته للمدن والبلدات الفلسطينية، واعتداءات المستوطنين وهجماتهم المتكررة.