طالبت إيطاليا، الجمعة 15 سبتمبر/أيلول 2023، بتدخل الأمم المتحدة لمواجهة الضغوط الهائلة المتمثلة بتزايد عدد المهاجرين غير النظاميين الوافدين إليها من إفريقيا، وقال وزير الخارجية أنطونيو تاياني، على هامش المؤتمر الصناعي السنوي لاتحاد "كونفيندوستريا" في العاصمة روما: "سنتحدث عن المشكلة الناجمة عن الوضع في أفريقيا خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستعقد في نيويورك"، وفق وكالة أنباء "أنسا" الحكومية.
وزير الخارجية، أنطونيو تاياني، شدد على أنه لا ينبغي الاستهانة بالمشكلة، مضيفاً أن "الوضع في أفريقيا ليس قابلاً للانفجار، بل انفجر بالفعل"، مطالباً الأمم المتحدة "بالتدخل لمواجهة ضغوط تزايد أعداد المهاجرين غير النظاميين الوافدين من أفريقيا" إلى بلاده.
إيطاليا تطالب بتدابير لمواجهة الهجرة غير الشرعية
تاياني أكد الحاجة إلى اتخاذ تدابير فورية واسعة النطاق للتعامل مع مشكلة الهجرة غير القانونية المتزايدة، وقال: "علينا أن نمضي قدماً في إعادة الأشخاص الذين ليس لديهم حق البقاء بأوروبا".
وتابع: "أوروبا لا يمكنها أن تتظاهر بأن شيئاً لم يحدث، وأنا على قناعة بأن فرنسا ستتفهم مشاكلنا"، مضيفاً أنه سيزور باريس وبرلين فور عودته من نيويورك.
من جانبها، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان، إن الوضع في جزيرة لامبيدوزا "حرج" بعد وصول أعداد غير مسبوقة من المهاجرين واللاجئين عن طريق البحر في الأيام الأخيرة، مؤكدةً "أولوية" ضمان "المساعدة الكافية" للفئات الأكثر ضعفاً.
كما دعت إلى إنشاء آلية إقليمية توافقية لإجراءات وصول وإعادة توزيع المهاجرين الذين يَصلون عن طريق البحر في إيطاليا باتجاه الاتحاد الأوروبي.
ووفقاً لوزارة الداخلية، وصل نحو 126 ألف مهاجر إلى إيطاليا عن طريق البحر هذا العام حتى 14 سبتمبر/أيلول 2023، وهو ما يقرب من ضعف العدد مقارنة بالفترة نفسها من 2022.
تدفق كبير للمهاجرين إلى إيطاليا
يزيد التدفق القياسي للمهاجرين من الضغوط على الحكومة اليمينية برئاسة جورجيا ميلوني، التي تعهدت بشن حملة على الهجرة غير النظامية خلال الحملة الانتخابية التي أدت إلى انتخابها في سبتمبر/أيلول الماضي.
والخميس، وصف نائب رئيس الوزراء ماتيو سالفيني، الارتفاع الكبير في أعداد المهاجرين الوافدين في الأيام القليلة الماضية، بأنه "عمل حربي"، مضيفاً أن الحكومة مستعدة لوقف التدفق "بأي طريقة ممكنة". وأضاف ماتيو: "المسار الدبلوماسي ضروري، لكن الحكومة تعمل ليل نهار، ولا أستبعد أي نوع من التدخل".
انتقادات لزيادة تدفق المهاجرين إلى إيطاليا
في سياق متصل قال رئيس بلدية لامبيدوزا الإيطالية، الخميس، إن الجزيرة الصغيرة باتت مكتظة بالمهاجرين بعد وصول آلاف إلى شواطئها من شمال أفريقيا على متن قوارب خلال اليومين الماضيين.
وتقع لامبيدوزا في البحر المتوسط بين تونس ومالطا وجزيرة صقلية الإيطالية الأكبر حجماً، وهي أول ميناء يبلغه العديد من المهاجرين الساعين للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي.
وقال رئيس البلدية فيليبو مانينو، لمحطة إذاعية إيطالية: "في الساعات الثماني والأربعين الماضية، وصل نحو سبعة آلاف إلى لامبيدوزا، التي ترحب بهم دائماً بأذرع مفتوحة". وأضاف مستدركاً: "لكننا وصلنا الآن إلى نقطة اللاعودة، والجزيرة في أزمة". وتابع: "يجب على أوروبا والدولة الإيطالية التدخل فوراً بعملية دعم سريعة ونقل سريع للأشخاص". ويبلغ عدد سكان الجزيرة عادةً ما يزيد قليلاً على ستة آلاف نسمة.
ووضع بعض المهاجرين مناشف فوق رؤوسهم لحماية أنفسهم من أشعة الشمس في أواخر الصيف خلال انتظارهم لإتمام السلطات الإيطالية الإجراءات.
وأظهرت مقاطع مصورة التُقطت في وقت سابق من الأسبوع، طوابير لقوارب متهالكة مكدسة بالمهاجرين تنتظر الرسو في ميناء لامبيدوزا. وتبلغ الطاقة الاستيعابية الرسمية لمركز الاستقبال بالجزيرة نحو 400 شخص. ونقلت عبّارة مئات المهاجرين، إلى بورتو إمبيدوكلي في صقلية ليلاً، وكان في استقبالهم متطوعون يوزعون الطعام.
صداع لإيطاليا بسبب رحلات المهاجرين
تسبب رحلات المهاجرين صداعاً للحكومة اليمينية برئاسة جورجيا ميلوني التي تولت السلطة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع تعهد بالتصدي للهجرة.
وسعت ميلوني إلى تحسين العلاقات مع تونس التي تنطلق منها الآن معظم القوارب. وفي يوليو/تموز، وقعت تونس والاتحاد الأوروبي اتفاقاً يهدف إلى وقف تدفق المهاجرين.
ولم يكن لدى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية تعليق فوري عندما سُئل عن سبب فشل الاتفاق في تحقيق نتائج في ما يتعلق بالهجرة.
ويشمل الاتفاق تعهداً بتقديم مليار يورو (1.07 مليار دولار) من أموال الاتحاد الأوروبي لمساعدة الاقتصاد التونسي المتعثر.
وقالت الحكومة الألمانية، الأربعاء الماضي، إنها علّقت اتفاقاً مع إيطاليا لاستقبال اللاجئين طوعاً، متهمةً روما بالفشل في تنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق.