الهند تسارع لاحتواء “نيباه” قبل تفشيه بشكل واسع.. ماذا نعرف عن هذا الفيروس؟

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/15 الساعة 15:52 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/15 الساعة 15:55 بتوقيت غرينتش
صورة تعبيرية لأحد الشوارع في الهند/Shutterstock

تسارع ولاية كيرالا الهندية لاحتواء تفشٍّ جديد لفيروس نيباه القاتل، الذي أودى بحياة شخصين حتى الآن وأصاب خمسة على الأقل، وفقاً لمسؤولين حكوميين، بحسب ما نشرته صحيفة The Washington Post الأمريكية، الجمعة 15 سبتمبر/أيلول 2023. 

وتُقدِّر منظمة الصحة العالمية أنَّ معدل الوفيات الناجمة عن فيروس نيباه يتراوح بين 40 و75%، وقد أدرجته على قائمة الأمراض ذات الأولوية بسبب إمكانية تحوله إلى وباء. 

وذكرت وسائل الإعلام الهندية أنَّ سلالة الفيروس التي رصدتها في ولاية كيرالا، والمعروفة باسم "سلالة بنغلادش"، لديها معدل وفيات مرتفع ولكنها أقل عدوى.

ما هو فيروس نيباه؟

اكتُشِف فيروس نيباه في أثناء تفشي المرض بين مربي الخنازير بماليزيا في عام 1999، ويُعتقَد أنَّ الفيروس انتقل للعمال من خلال الماشية المصابة وإفرازاتها.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإنَّ خفافيش الفاكهة، التي تُعرَف أيضاً باسم "الثعالب الطائرة"، هي المضيف الطبيعي لفيروس نيباه. ويمكن أن ينتقل الفيروس من الحيوانات إلى البشر –وبالأخص من الخفافيش أو الخنازير– أو من خلال الاتصال بين البشر.

ويمكن للحيوانات الأليفة، وضمن ذلك الخيول والقطط والكلاب، أيضاً التقاط العدوى ونشرها، لكن الفيروس يعتبر شديد العدوى بين الخنازير، التي يمكن أن تنقله إلى البشر الذين يتلامسون مع أنسجتها أو سوائلها الجسدية.

يمكن أيضاً أن تنتقل العدوى القاتلة عن طريق الاتصال البشري الوثيق؛ إذ يمكن أن ينتشر الفيروس من شخص مصاب إلى أسرته أو مقدمي الرعاية من خلال سوائل جسم الشخص.

وفي عام 2018، واجهت الهند تفشياً للفيروس في ولاية كيرالا، أدى إلى مقتل 21 من أصل 23 شخصاً مصاباً. وفي عام 2019، سُجّلت حالة جديدة، لكن الإجراءات السريعة وتتبع المخالطين على نطاق واسع حالا دون مزيد من الانتشار. وذكرت وسائل إعلام هندية أنَّ صبياً يبلغ من العمر 12 عاماً، بولاية كيرالا توفي في سبتمبر/أيلول 2021، بعد إصابته بالفيروس وظهرت عليه أعراض تورم الدماغ والتهاب في القلب.

وقد خلص تحقيق أجرته وكالة أنباء Reuters، ونُشِر في مايو/أيار، إلى أنَّ ولاية كيرالا معرضة تحديداً لانتشار المرض من الخفافيش إلى البشر؛ لأنها موطن لأكثر من 40 نوعاً من الخفافيش و"موطن أساسي للخفافيش"، والذي طُهِّر تدريجياً من أجل التوسع البشري.

وتعد أعراض المرض واسعة النطاق، وتشمل الحمى والصداع والقيء والتهاب الحلق وآلام في العضلات.

وفي حالات الإصابة الشديدة، يمكن أن يعاني المرضى من التهابات حادة مثل التهاب الدماغ ومشكلات الجهاز التنفسي. وتشمل الآثار الجانبية الأخرى المُبلّغ عنها النوبات، التي قد تؤدي إلى تغيرات في الشخصية أو غيبوبة.

ومع ذلك، بعض الذين يصابون بالفيروس لا تظهر عليهم أية أعراض.

ما مدى انتشاره؟

في العقود التي تلت اكتشاف الفيروس لأول مرة، سُجِّل تفشي المرض في عديد من دول جنوب شرقي آسيا، ومن ضمنها سنغافورة وبنغلاديش والهند.

وفي بعض أجزاء آسيا، سُجِّلَت حالات إصابة جديدة بفيروس نيباه "سنوياً تقريباً"، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

يقول خبراء الصحة إنَّ مستوى الوعي بفيروس نيباه لا يزال منخفضاً للغاية؛ مما يزيد من صعوبة الوقاية منه وعلاجه وتشخيصه. وبسبب هذا النقص في المعرفة، لا يدخل الفيروس دائماً ضمن دائرة الإصابات المحتملة لدى المرضى الذين تظهر عليهم الأعراض.

وتُستخدَم اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل باستخدام عينات من سوائل الجسم بالأساس لتأكيد الإصابة بالفيروس، إلى جانب طرق الكشف عن الأجسام المضادة.

ولا يوجد علاج محدد لفيروس نيباه، كما لا يوجد لقاح يمكن أن يساعد في الوقاية من العدوى.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية ومراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فإنَّ العلاج الرئيسي هو ببساطةٍ إدارة الأعراض وضمان حصول المصابين على أكبر قدر ممكن من الراحة والترطيب.

وينبغي تجنب الاتصال الجسدي الوثيق وغير المحمي مع الأشخاص المصابين بفيروس نيباه. ويجب على الأفراد غسل أيديهم بانتظام بعد رعاية المرضى أو زيارتهم.

تشمل طرق الوقاية من انتقال العدوى من الحيوان إلى الإنسان تجنب الأطعمة الملوثة بخفافيش الفاكهة- أو غسل وتقشير الفواكه التي يمكن أن تتأثر- وتجنب الاتصال غير المحمي بالخفافيش أو الخنازير المصابة.

علامات:
تحميل المزيد