أعلنت الأمم المتحدة، الخميس 14 سبتمبر/أيلول 2023، أن أكثر من 5 ملايين سوداني اضطروا إلى مغادرة منازلهم منذ اندلاع القتال في بلادهم منتصف أبريل/نيسان الماضي، وجاء ذلك في تقرير صدر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
إذ قال المكتب الأممي إن "نحو 5.25 مليون شخص في السودان اضطروا إلى مغادرة منازلهم والفرار إلى مواقع أخرى داخل البلاد، أو في الدول المجاورة، منذ بدء الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، منتصف أبريل/نيسان الماضي".
وأوضح التقرير أن "أكثر من 4.1 مليون شخص نزحوا إلى 3855 موقعاً في جميع الولايات السودانية (18 ولاية) حتى 12 سبتمبر/أيلول الجاري".
كما أضاف أن غالبية النازحين داخلياً "هم من العاصمة الخرطوم"، مشيراً إلى أن نسبتهم "وصلت إلى 69% من إجمالي عدد النازحين داخلياً من مختلف المدن والولايات".
وفي السياق، كشف التقرير عن "نزوح أكثر من مليون شخص إلى البلدان المجاورة حتى 13 سبتمبر/أيلول"، موضحاً أن غالبية الفارين توجهوا إلى "أفريقيا الوسطى، وتشاد، ومصر، وإثيوبيا، وجنوب السودان، وليبيا".
وعلى هذا النحو، ذكر البيان أن السودان بات البلد "صاحب أكبر عدد من النازحين داخلياً على مستوى العالم بإجمالي عدد نازحين بلغ نحو 7.1 مليون شخص، بينهم 3.2 مليون قبل الصراع الذي اندلع منتصف أبريل/نيسان الماضي".
ويتبادل الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات "الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي"، الاتهامات بالمسؤولية عن بدء القتال وارتكاب خروقات خلال اشتباكات لم تفلح عدة هدنات في إيقافها، ما خلف أكثر من 3 آلاف قتيل، أغلبهم مدنيون، وأكثر من 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، بحسب الأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
تحذيرات الأمم المتحدة
يأتي هذا في وقت أطلقت فيه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، 2023، نداء لجمع مليار دولار للإسهام في توفير مساعدات للفارين من العنف في السودان، وقالت إنها تتوقع وصول أكثر من 1.8 مليون شخص إلى خمس من دول جوار السودان بحلول نهاية العام.
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، إن المفوضية استنفدت مع التدفق الكبير للأشخاص من السودان جميع الموارد التي جمعتها في وقت سابق، وتحتاج الآن إلى المزيد من الأموال، مطالباً بمليار دولار من سبتمبر/أيلول إلى ديسمبر/كانون الأول لتوسيع جميع برامج الاستجابة.
وتابع: "إننا نعمل في سياق النداء الإنساني الذي أطلقناه في بداية الأزمة مباشرة بعد أن بدأ اللاجئون السودانيون في الخروج من السودان في أبريل/نيسان.. لقد وجهنا نداء لجمع نصف مليار دولار، ليس فقط لجنوب السودان، بل أيضاً للبلدان التي تستقبل اللاجئين السودانيين"، مضيفاً أنه "تم الحصول على نصف هذا المبلغ ونفد".
عبر رئيس المفوضية عن مخاوفه العميقة من تداعيات تدفق اللاجئين والعائدين من السودان، خاصة بحلول نهاية العام، مشيراً إلى أنه "لم يتم القيام بأي شيء فيما يتعلق بالنقل والمواد الغذائية".
ويتزامن هذا النداء مع إعلان منسق الإغاثة بالأمم المتحدة، مارتن غريفيث، رصد 20 مليون دولار للمساعدة في توفير الدعم للنازحين في الداخل في ظل اضطرار 4.5 مليون سوداني لمغادرة منازلهم بسبب الصراع.
وذكر مارتن غريفيث، أن الأموال التي خصصها الصندوق المركزي للاستجابة لحالات الطوارئ هي لمساعدة العدد المتزايد من الناس المحتاجين في السودان.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اشتباكات دامية منذ منتصف شهر أبريل/نيسان الماضي دون أن تفلح سلسلة هدن متتالية في إيقافها، في وقت خلف القتال، حسب الإحصائيات الأممية، أكثر من 3 آلاف قتيل أغلبهم مدنيون وما يزيد عن 4 ملايين نازح ولاجئ داخل وخارج البلاد.