أثار إعلان يضم لاعبات كرة قدم مسلمات محجبات لصالح شركة سيفورا الفرنسية، انتقادات لاذعة من اليمين المتطرف في فرنسا، وصلت إلى حد انتشار دعوات إلى مقاطعة شركة مستحضرات التجميل، بحسب ما قاله موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس 14 سبتمبر/أيلول 2023.
يتضمن الفيديو الترويجي مقابلات مع عضوات مجموعة Les Hijabeuses (المحجبات)، وهي مجموعة تدافع عن حق ارتداء الحجاب في الملعب، إضافة إلى لقطات من حياتهن اليومية.
جاء في التعليق على الفيديو باللغة الفرنسية: "هؤلاء النساء يسعين إلى التفوق على أنفسهن، ويتميزن بروح الفريق، والروح القتالية، والشمول. لقد تابعناهن؛ من روتين جمالهن إلى ملعب كرة القدم".
فيما دعا بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والسياسيين اليمينيين إلى مقاطعة "سيفورا" رداً على ذلك، واتهموها بالترويج لـ"أسلمة فرنسا".
كتب نيكولا دوبونت إيجنان، النائب في الجمعية الوطنية الفرنسية، على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، المعروفة سابقاً باسم تويتر: "سيفورا تروج للحجاب، رغم أنه محظور في الرياضة. يا له من عار!".
في فرنسا، موطن أكبر عدد من السكان المسلمين بالاتحاد الأوروبي، يمنع الاتحاد الفرنسي لكرة القدم النساء من ارتداء الحجاب في المباريات والدوريات الرسمية، وهي سياسة انتقدها المدافعون عن حقوق الإنسان والمرأة على نطاق واسع باعتبارها عنصرية وتمييزية وعائقاً أمام حرية التعبير والمساواة بين الجنسين في الرياضة.
وتسعى مجموعة "المحجبات"، التي أطلقتها مجموعة العدالة الاجتماعية "تحالف المواطن"، إلى إلغاء الحظر وتنظيم مباريات عامة كجزء من جهود المناصرة.
بينما شارك العديد من المستخدمين وسم #BoycottSephora (قاطِعوا سيفورا)، متهمين سلسلة البيع بالتجزئة بالترويج للحجاب باعتباره "أداة لقمع الإناث"، أو رفضوا الفيديو باعتباره تكتيكاً تسويقياً، أشاد العديد من المستخدمين بالشركة لرسالة الشمول والتمثيل.
وقالت مجموعة المناصرة الجماعية لمكافحة الإسلاموفوبيا في أوروبا: "تهانينا لسيفورا على رحلتها الملهمة، وتحية كبيرة لمجموعة المحجبات؛ لرفعها مستوى الوعي بالنساء المسلمات، خاصةً في السياق الفرنسي الحالي. نريد مزيداً من مقاطع الفيديو مثل هذه".
ويرمز الجدل الدائر حول الفيديو إلى جدلٍ قديم في فرنسا حول مكانة الدين في المجتمع. وفي حين أن القانون يعرف العلمانية، وهي التفسير الفرنسي للعلمانية، بأنها الفصل بين الدولة والمؤسسات الدينية، إلا أنه من الناحية العملية، يقول الأكاديميون والمدافعون عن حقوق الإنسان والمعلقون إنها أصبحت سلاحاً أيديولوجياً ضد المسلمين في البلاد.
في أبريل/نيسان 2011، تبنت فرنسا حظراً على النقاب في الأماكن العامة، وهي أول دولة أوروبية تفعل ذلك. والحجاب محظور في المدارس والمباني الحكومية، وتُمنع الموظفات العموميات من ارتداء الحجاب في العمل.
وفي الأسبوع الماضي، حُظِرَ ارتداء العباءة في المدارس العامة، مما تسبب بغضب شعبي واحتجاجات على مستوى البلاد.