أعلن المغرب، الخميس 14 سبتمبر/أيلول 2023، أن نحو 50 ألف مسكن انهارت كلياً أو جزئياً إثر الزلزال المدمر الذي ضرب قبل أيام مدناً بالمملكة وخلّف آلاف القتلى والجرحى، فيما أسفر عن 2946 حالة وفاة و5674 إصابة، بحسب أحدث بيانات لوزارة الداخلية.
وجاء في بيان للديوان الملكي، عقب اجتماع ترأسه الملك محمد السادس، خُصص لـ"تفعيل البرنامج الاستعجالي لإعادة إيواء المتضررين والتكفل بالفئات الأكثر تضرراً من زلزال الحوز"، إن الدولة ستمنح مساعدة استعجالية بقيمة 30 ألف درهم (نحو 3 آلاف دولار) للأسر المتضررة من الزلزال.
وتابع البيان: "من المقرر تقديم مساعدة مالية مباشرة بقيمة 140 ألف درهم (نحو 14 ألف دولار) للمساكن التي انهارت بشكل تام، و80 ألف درهم (نحو 8 آلاف دولار) لتغطية أشغال إعادة تأهيل المساكن التي انهارت جزئياً".
ومساء الجمعة، ضرب زلزال بقوة 7 درجات عدةَ مدن مغربية كبرى مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش (شمال)، وأغادير وتارودانت (وسط).
مصاعب التنقل
وتمكن بعض القرويين المغاربة، الذين فقدوا كل شيء في الزلزال، من الصمود وسط أنقاض منازلهم، فيما لا تزال الطرق مغلقة بسبب الانهيارات الأرضية وندرة الإمدادات الأساسية مثل الخيام.
وأدى الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجة وضرب جبال الأطلس الكبير في وقت متأخر من يوم الجمعة إلى دمار كبير، مما يجعله الزلزال الأعلى من حيث عدد الضحايا في المغرب منذ عام 1960 والأقوى منذ عام 1900 على الأقل.
ومع إعراب بعض الناجين عن إحباطهم إزاء بطء وتيرة الاستجابة لحالة الطوارئ، ظهر الملك محمد السادس، الثلاثاء، لأول مرة على شاشة التلفزيون منذ وقوع الزلزال، إذ زار مصابين في أحد مستشفيات مراكش.
ويقود الجيش المغربي جهود الإغاثة، بدعم من مجموعات وفرق إغاثة أرسلتها أربع دول أخرى، لكن التضاريس الوعرة والطرق المتضررة جعلت الاستجابة غير مكتملة، حيث كانت بعض القرى الأكثر تضرراً هي آخر من يتلقى المساعدة.
وقال مراسلو رويترز في مواقع مختلفة بالمنطقة، إن هناك زيادة ملحوظة في عدد القوات المغربية والشرطة وعمال الإغاثة على الطرق القريبة من مركز الزلزال.
وفي قرية أوتاغري الصغيرة، التي سويت بالأرض بالكامل تقريباً وقُتل فيها أربعة أشخاص، أمضى ناجون مشردون خمس ليال منذ وقوع الزلزال، نائمين في العراء بفناء مدرسة، وهو إحدى المساحات القليلة التي لم تغطها الأنقاض.
وقال سعيد حسين (27 عاماً)، الذي عاد إلى القرية من منزله الحالي في مراكش؛ للمساعدة بعد الزلزال: "الأمر صعب حقاً. الجو بارد". وأضاف أن الناجين يخشون الهزات الارتدادية ويكافحون من أجل التأقلم مع الوفيات والدمار.
وأردف: "نُبقي كل شيء في داخلنا. أنت تعلم أن الناس هنا يتسمون بالصلابة بعض الشيء ولا يمكنهم إظهار أنهم ضعفاء أو أن بمقدورهم البكاء، ولكن في داخلك تريد فقط الذهاب إلى مكان ما والبكاء".
المدرسة نفسها لا تزال قائمة على الرغم من الشقوق والفجوات الضخمة التي شوهت الجدران الملونة وجعلت المبنى غير آمن. ويستخدم القرويون إحدى الغرف كمكان لتخزين زجاجات المياه والمواد الغذائية التي تبرع بمعظمها مواطنون مغاربة.
وتلقت القرية للتو شحنة من الخيام قدمتها الحكومة، لكنها لم تكن مقاومة للماء، وهو ما يشكل مصدر قلق بالغ في منطقة جبلية تكثر فيها الأمطار والثلوج.
وقالت نعيمة وازو التي تبلغ من العمر 60 عاماً وفقدت ثمانية من أقاربها بسبب الزلزال: "سيأتي الشتاء قريباً وسيكون الوضع صعباً للغاية على الناس. كانت الحياة هنا صعبة حتى عندما كان الناس يعيشون في منازلهم. تتساقط الثلوج هنا والخيام لن تحل المشكلة".
وقررت نعيمة، البقاء في منزلها المتضرر رغم الشقوق الكبيرة في جدرانه؛ لعدم وجود مكان آخر تذهب إليه. ولم يأت أحد لفحص المنزل أو تقييم خطر الانهيار.
ولم يكن من الممكن الوصول براً إلى قرية أدوز الجبلية، الواقعة على منحدر شاهق وتحول معظمها إلى أكوام من الأنقاض، وأقام القرويون مخيماً بجوار نهر في الأسفل. واستخدموا الحمير لنقل الإمدادات إلى أعلى وأسفل الجبل.