قرر الرئيس بايدن الاجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة –وليس في البيت الأبيض– بعد نقاش داخلي طويل حول المنظور السياسي واعتبارات السياسة الخارجية، وفقاً لثلاثة مسؤولين أمريكيين، وذلك بحسب ما نشره موقع Axios الأمريكي، الأربعاء 13 سبتمبر/أيلول 2023.
سيُعقَد الاجتماع المرتقب الأسبوع المقبل في نيويورك، وسيكون هو الأول شخصياً بين نتنياهو وبايدن منذ عودة رئيس الوزراء إلى منصبه قبل تسعة أشهر تقريباً -وهو تأخير غير عادي للغاية بالنظر إلى التحالف الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
لكن الأمر كان مخيباً للآمال بالنسبة لنتنياهو الذي كان يريد لقاء بايدن في البيت الأبيض.
أسباب داخلية بإسرائيل سبب التوتر
يدفع نتنياهو باتجاه إصلاح قضائي يعارضه العديد من الإسرائيليين واليهود الأمريكيين والديمقراطيين في الكونغرس وإدارة بايدن، الذين يخشون أن يؤدي ذلك إلى تقويض الديمقراطية في إسرائيل.
ويرأس نتنياهو أيضاً ما وصفها بايدن نفسه بـ"الحكومة الإسرائيلية الأكثر تطرفاً" التي شهدها منذ أن بدأ العمل مع رؤساء الوزراء الإسرائيليين قبل 50 عاماً.
نتنياهو، الذي كان يشعر بالإحباط والحرج لأنه لم يُدعَ إلى البيت الأبيض، ضغط على السفير الإسرائيلي في واشنطن، مايكل هيرزوغ، ليطلب منه لقاءً مع بايدن، وفقاً لما ذكره مسؤولان إسرائيليان لموقع Axios الأمريكي.
وقال المسؤولون إن المسؤولين الإسرائيليين ضغطوا أيضاً على البيت الأبيض لعقد اجتماع في المكتب البيضاوي قبل رحلة نتنياهو إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال مسؤولون إسرائيليون وأمريكيون إن أحد المواعيد المقترحة للاجتماع كان في 22 سبتمبر/أيلول بعد إنهاء بايدن ونتنياهو أعمالهما في الأمم المتحدة. ولم يعلق البيت الأبيض على الأمر.
كواليس ما دار في البيت الأبيض
وتلا ذلك نقاش طويل داخل البيت الأبيض حول كيفية تنظيم الاجتماع، حيث أيد بعض مستشاري بايدن عقد اجتماع في البيت الأبيض بينما ضغط آخرون من أجل عقد اجتماع في نيويورك، وفقاً لثلاثة مسؤولين أمريكيين.
وفي نهاية المطاف، اتُّخِذَ القرار بأن يلتقي بايدن بنتنياهو في الأمم المتحدة. وقال اثنان من المسؤولين الأمريكيين إن وزير الخارجية توني بلينكن تحدث يوم الثلاثاء الماضي مع نتنياهو عبر الهاتف وأخبره أن جدول بايدن يمنع عقد اجتماع في المكتب البيضاوي، لكن الرئيس سيقابله في نيويورك.
ولم يؤكد البيت الأبيض رسمياً عقد الاجتماع في نيويورك. ويقول المسؤولون الأمريكيون الثلاثة الذين لديهم معرفة مباشرة بالقضية إن عدة عوامل أخرى غير جدول بايدن لعبت دوراً في القرار.
مبررات القرار الأمريكي بعقد اللقاء بنيويورك
وقال مسؤول أمريكي كبير إن الكثيرين في البيت الأبيض يعتقدون أن اجتماع المكتب البيضاوي مع نتنياهو الآن سيضر بايدن سياسياً في الحزب الديمقراطي. وقال مسؤول أمريكي ثانٍ إن العديد من مساعدي الرئيس يشعرون بالقلق إزاء السيناريو الذي سينزل فيه آلاف الإسرائيليين واليهود الأمريكيين للاحتجاج على الاجتماع أمام البيت الأبيض.
وقال المسؤول إن البيت الأبيض لا يريد "نقل" الجدل السياسي الداخلي من إسرائيل إلى واشنطن.
كما صرح مسؤول أمريكي ثالث بأن بعض مستشاري بايدن الذين اعترضوا على عقد اجتماع في المكتب البيضاوي يعتقدون أنه سيرسل إشارة خاطئة حول رأي الرئيس بشأن الإصلاح القضائي وسياسات حكومة نتنياهو.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن الاجتماع في نيويورك سيحقق التوازن الصحيح بين الاعتبارات المختلفة. سيسمح لبايدن ونتنياهو بالالتقاء شخصياً ومناقشة القضايا الملحَّة مثل الإصلاح القضائي، وكذلك الدفع نحو صفقة ضخمة مع المملكة السعودية -لكنه لن يشير إلى الإسرائيليين بأن الأمور تسير كالمعتاد.
وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية قد عقدت الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول 2023، أول جلسة استماع في الاستئناف ضد أول تشريع للإصلاح القضائي أقره الكنيست قبل عدة أسابيع.
ورفض نتنياهو والعديد من وزرائه الالتزام بحكم المحكمة العليا إذا ألغى التشريع.
وقال مسؤولون أمريكيون لموقع Axios إن البيت الأبيض أبلغ مساعدي نتنياهو إن رئيس الوزراء سيُدعى لزيارة واشنطن في مرحلة لاحقة هذا العام.
وقال مسؤول أمريكي كبير إن البيت الأبيض يريد أن يرى كيف تتطور الأمور بشأن الإصلاح القضائي في الأسابيع القليلة المقبلة.