أعلن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأربعاء 13 سبتمبر/أيلول 2023، إجراء محادثات مكثفة مع العراق والإمارات وقطر بشأن مشروع طريق التنمية التركي-العراقي، مشيراً إلى أن الطريق لا يلبي التجارة وحدها، بل هو أيضاً "انعكاس للمنافسة الجيواستراتيجية".
وقال فيدان إن طرق التجارة الجديدة أصبحت مهمة بعد التطورات الجيوسياسية التي شهدتها السنوات الأخيرة، وضمن ذلك وباء كورونا، والحرب الروسية الأوكرانية، والمنافسة بين الولايات المتحدة والصين أو الغرب والصين.
وأشار فيدان خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع نظيره البريطاني جيمس كليفرلي، الذي يجري زيارة رسمية للعاصمة التركية أنقرة، إلى أن هذه التطورات أعادت أيضاً طرح طرق التجارة الأخرى التي تمت مناقشتها سابقاً من الناحية النظرية.
وذكر فيدان أن الطريق التجاري لا يعني تلبية التجارة وحدها، بل هو في الوقت نفسه انعكاس للمنافسة الجيواستراتيجية، مؤكداً أن "العراق والإمارات وتركيا وقطر تجري محادثات مكثفة بشأن مشروع طريق التنمية التركي ـ العراقي".
"طريق حرير جديد"
يُذكر أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن في مارس/آذار الماضي، خلال لقائه مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في أنقرة، بدء العمل على مشروع طريق التنمية الممتد من البصرة في العراق إلى تركيا، والذي وصفه بأنه "طريق حرير جديد".
وأوضح أردوغان آنذاك، أنه أكد مع السوداني "عزمنا على العمل معاً لإنجاز مشروع طريق التنمية الرامي لبناء ممر نقل بري وسكة حديدية يمتد من البصرة إلى الحدود التركية. واتخذنا خطوة جادة تُظهر إرادتنا للعمل معاً لتحقيق هذا الهدف، من خلال إعلان أنقرة الذي اتفقنا حوله".
واعتبر الرئيس التركي أن طريق التنمية "لا يعتبر مشروعاً استراتيجياً مهماً لتركيا والعراق فحسب، بل للمنطقة بأسرها"، لافتاً في ذلك الوقت إلى تكليف الوزراء المعنيين، بالعمل على تحقيق مشروع طريق التنمية الممتد من البصرة إلى تركيا.
وأوضح الرئيس أردوغان أن ملايين الأشخاص في مناطق واسعة من أوروبا إلى الخليج سيستفيدون من القيمة المضافة التي ستظهر مع إنشاء هذا الطريق.
وأردف: "إن هذا المشروع سيعزز التعاون الإقليمي ويطور تجارتنا ويقوي علاقاتنا الإنسانية. ونحن ندرك أن الدول الشقيقة الأخرى أيضاً تهتم بهذا المشروع. أنا على ثقة بأننا مع مشاركتها، سنتمكن من تحويل مشروع طريق التنمية إلى طريق حرير جديد لمنطقتنا".