قادة أوكرانيا يتوقعون أن يتمكن طياروها من قيادة طائرات “إف 16” في الشتاء.. وواشنطن تستبعد

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/10 الساعة 21:36 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/10 الساعة 21:37 بتوقيت غرينتش
طائرة أمريكية من طراز إف 16/رويترز، أرشيفية

يتوقع قادة عسكريون في كييف أن تتمكن قواتهم من الاعتماد على طيارين أوكرانيين لقيادة طائرات "إف 16" في المعارك مع روسيا في وقت مبكر من هذا الشتاء، بحسب ما نشرت صحيفة The Wall Street Journal الأمريكية الأحد 10 سبتمبر/أيلول 2023.

وقال مسؤولون أوكرانيون وأمريكيون إن القادة في كييف يتوقعون بناء على تقييمات أولية أن عدداً من الطيارين الأوكرانيين سيكونون جاهزين للمشاركة بالقتال في وقت مبكر من شهر فبراير/شباط 2024. 

ويستند المسؤولون في هذا الرأي إلى أن الولايات المتحدة يمكنها تدريب الطيارين الأوكرانيين الذين لديهم الخبرة ويتقنون اللغة الإنجليزية في أقل من خمسة أشهر. وتشير التقديرات الأوكرانية إلى أن هذه المجموعة تضم في الغالب أقل من 10 طيارين في الوقت الحالي.

لم تتمكن روسيا ولا أوكرانيا من تحقيق التفوق الجوي؛ لأن كل جانب لديه ما يكفي من صواريخ (أرض جو) المضادة لردع طائرات الجانب الآخر، إلا أن تزويد أوكرانيا بطائرات الـ"إف 16″الأمريكية، وهي مقاتلات نفاثة قديمة ولكنها متطورة نسبياً، يمكن أن يمنح الأوكرانيين قدرات أكثر فاعلية لمواجهة الطائرات الروسية ومهاجمة الأهداف على الأرض.

تغيير دفة الحرب 

ويرى بعض الخبراء والمسؤولين الأمريكيين أن هذه القدرات يمكن أن تجعل الأوكرانيين قريبين من نمط القتال الذي تعتمد عليه الاستراتيجية العسكرية الأمريكية، والذي يقوم على التنسيق المباشر بين المشاة والمدرعات والمدفعية والقوة الجوية، ومن ثم يصبحون أكثر قدرة على تدمير الدفاعات الجوية والأرضية الروسية، واختراق خطوطها الدفاعية، واستعادة الأراضي.

في المقابل، أبدى المسؤولون الأمريكيون قدراً أكبر من التحفظ فيما يتعلق بالتوقيت المتوقع لتجهيز الطيارين الأوكرانيين لقيادة طائرات "إف 16" في القتال. وشددوا على أهمية قدرات الصيانة، والقوة اللوجستية اللازمة لإبقاء هذه الطائرات المتقدمة جاهزة للقتال، علاوة على أعباء التدريب. 

وقال هؤلاء المسؤولون إن حتى الطيارين الأوكرانيين ذوي الخبرة والتدريب العالي على طائرات "ميغ 29" يحتاجون إلى بعض الوقت للتدرب على الأسلحة وأنظمة الاتصالات الغربية، ومن ثم توقعوا ألا يكون الأوكرانيون مستعدين لاستخدام طائرات "إف 16" في القتال حتى منتصف عام 2024 على الأقل، وربما بعد ذلك بكثير.

وقال الجنرال جيمس هيكر، القائد الأعلى للقوات الجوية في أوروبا، للصحفيين: "إن إتقان استخدام طائرات (إف 16) لن يتأتى بين عشية وضحاها"، والاعتماد على "سربين من هذه الطائرات، ورفع مستوى استعداد المقاتلين، ثم بلوغ درجة الكفاءة العالية.. ربما يستغرق 4 أو 5 سنوات".

من المقرر أن يبدأ عشرات الطيارين الأوكرانيين تعلم اللغة الإنجليزية في مركز اللغات التابع لمعهد الدفاع في قاعدة لاكلاند الجوية بولاية تكساس في غضون أسابيع. وقال مسؤول عسكري أمريكي إن الطيارين الذين يتحدثون الإنجليزية بالفعل سينتقلون مباشرة إلى مرحلة التدريب على الطيران في مقر الجناح 162 بقاعدة موريس للحرس الوطني الجوي بولاية أريزونا.

تطالب كييف بمقاتلات "إف 16" وتدريب طياريها على القتال بها منذ العام الماضي، إلا أن المسؤولين الأمريكيين رفضوا طلبات أوكرانيا في وقت سابق، وترجع بعض أسباب ذلك إلى أنهم يرون أن الطائرات لن يكون لها تأثير حاسم في القتال، في وقت تشن فيه أوكرانيا هجومها المضاد على مواقع روسية تعتمد على التخندق والتأمين الدفاعي المكثف.

بعد ضغوط من أوكرانيا والحلفاء الغربيين، وافقت الولايات المتحدة في أغسطس/آب على السماح للدنمارك وهولندا بتدريب طيارين أوكرانيين، وبدأ نحو 8 طيارين بالتدرب هناك. لكن قدرات البلدين محدودة، لذلك وافقت الولايات المتحدة الشهر الماضي على تدريب الطيارين الأوكرانيين في الولايات المتحدة أيضاً. واتفقت اليونان ورومانيا كذلك على تدريب الطيارين الأوكرانيين.

تحتاج طائرة "إف 16" إلى يقرب من 16 ساعة من الصيانة لكل ساعة تحليق، وقد حذر المسؤولون الأمريكيون من أن العثور على أطقم صيانة يجيدون التحدث بالإنجليزية وتدريبهم ربما يكون أصعب من إعداد الطيارين. ويتكون السرب الأمريكي الصغير من نحو 12 طائرة و60 طياراً وأكثر من 100 فرد يعملون بصيانة الطائرات.

تحميل المزيد