مصر “غاضبة” من إعلان إثيوبيا انتهاء الملء الرابع لسد النهضة.. لا تزال تعلق على جولة مقبلة من المفاوضات

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/10 الساعة 19:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/10 الساعة 19:04 بتوقيت غرينتش
سد النهضة الإثيوبي - رويترز

اعتبرت مصر، مساء الأحد 10 سبتمبر/أيلول 2023 إعلان إثيوبيا إتمام الملء الرابع لخزان سد النهضة، "انتهاكاً جديداً من أديس أبابا وعبئاً على المفاوضات المستأنفة بينهما"، مؤخراً وذلك في بيان للخارجية المصرية، قال إنه "اتصالاً بما تم الإعلان عنه يوم الأحد حول إتمام إثيوبيا عملية الملء الرابع لخزان سد النهضة". وأضاف أن ذلك الملء "يعد استمراراً من جانب إثيوبيا في انتهاك إعلان المبادئ الموقع بين مصر وإثيوبيا والسودان عام 2015".

في حين ينص إعلان المبادئ على ضرورة اتفاق الدول الثلاث على قواعد ملء وتشغيل السد الإثيوبي قبل الشروع في عملية الملء. وأشارت الخارجية إلى أن "اتخاذ إثيوبيا لمثل تلك الإجراءات الأحادية يُعد تجاهلاً لمصالح وحقوق دولتي المصب وأمنها المائي الذي تكفله قواعد القانون الدولي".

لقاء السيسي وآبي أحمد في القاهرة على هامش اجتماع دول جوار السودان/ رويترزلقاء السيسي وآبي أحمد في القاهرة على هامش اجتماع دول جوار السودان/ رويترز

انتقادات من مصر لإثيوبيا بسبب سد النهضة

وزارة الخارجية المصرية أوضحت أن "هذا النهج الإثيوبي وما ينتج عنه من آثار سلبية، يضع عبئاً على مسار المفاوضات المستأنفة، والتي تم تحديد أربعة أشهر للانتهاء منها".

وأشارت إلى أن تلك المفاوضات معقود الأمل عليها في أن تشهد جولتها القادمة المقرر عقدها في أديس أبابا، "انفراجة ملموسة وحقيقية على مسار التوصل إلى اتفاق على قواعد ملء وتشغيل السد".

يذكر أنه في 13 يوليو/تموز 2023 اتفق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وآبي أحمد، على بدء مفاوضات "عاجلة" بخصوص قواعد ملء وتشغيل السد تنتهي خلال أربعة أشهر.

سد النهضة الإثيوبي - رويترزسد النهضة الإثيوبي – رويترز

إتمام الملء الرابع لسد النهضة 

في حين أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الأحد 10 سبتمبر/أيلول 2023، انتهاء عملية تعبئة سد النهضة الضخم على النيل الأزرق، والذي يشكّل مصدر توتر مع مصر والسودان، وذلك بعد أسبوعين من جولة مفاوضات جديدة بشأنه بين الدول الثلاث.

ونشر أحمد مقطع فيديو على حسابه بموقع "إكس"، وقال: "يسعدني الإعلان عن الملء الرابع والنهائي لسد النهضة. ساعد الإثيوبيون في ذلك بتعاونهم، وقد تمت المهمة بنجاح".

وأضاف: "واجهنا كثيراً من التحديات، واضطررنا مراراً إلى التراجع. واجهنا تحدياً داخلياً وضغوطاً خارجية"، لكنه أكد أن بلاده "ستنجز ما تعهدت به"، موضحاً: "أعتقد أننا في الفترة المقبلة سنكمل ما خططنا. نشكر الله. وأود أن أغتنم هذه الفرصة لأتعهد بمواصلة دعم السد حتى النهاية".

أما يوم الخميس فأكدت وزارة الخارجية الإثيوبية سعيها للوصول لتفاهم مشترك يرضي كل الأطراف بشأن سد النهضة. إذ قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية، في تصريحات له، إن "الملء الرابع لسد النهضة سيتم وفقاً للخطط الموضوعة له"، مؤكداً أنه "لم يلحظ أي تقدم بشأن الحلول من الجانب المصري لحل أزمة السد".

يشار إلى أن إثيوبيا قد انتهت من الملء الرابع لسد النهضة، في الرابع من سبتمبر/أيلول الجاري، وذلك بحسب ما كشفت عنه أحدث صور التقطتها الأقمار الصناعية.

انتهاء جولة المفاوضات في مصر

في المقابل، أعلنت وزارة الموارد المائية والري المصرية، نهاية أغسطس/آب 2023 انتهاء جولة المفاوضات التي استضافتها القاهرة والخاصة بأزمة سد النهضة، موضحةً أن جولة التفاوض لم تشهد تغيرات ملموسة في مواقف الجانب الإثيوبي.

الوزارة المصرية أكدت في بيان لها، أنه "انتهت فعاليات الاجتماع الوزاري الثلاثي الذي استضافته القاهرة يومي 27 و28 أغسطس/آب، بشأن مفاوضات سد النهضة، والذي تم بمشاركة وفود التفاوض من مصر والسودان وإثيوبيا، بهدف الوصول إلى اتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة".

واستطرد البيان المصري أن "جولة التفاوض المنتهية بالقاهرة لم تشهد تغيرات ملموسة في مواقف الجانب الإثيوبي"، مجدداً تأكيد "أن مصر ستستمر في مساعيها الحثيثة للتوصل في أقرب فرصة إلى اتفاق قانوني ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة".

بدورها، أعلنت الرئاسة المصرية في بيان سابق لها في شهر يوليو/تموز الماضي، أن الرئيس المصري عبد الفتاح المصري، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، اتفقا على ضرورة إجراء مفاوضات عاجلة بهدف الوصول إلى اتفاق بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، في غضون 4 أشهر.

وكانت إثيوبيا أعلنت في شهر مارس/آذار الماضي، اكتمال بناء 90% من سد النهضة، الذي يسبب توتراً في العلاقات بين السودان ومصر من جهة، وإثيوبيا من جهة أخرى.

منذ 2011، تتفاوض مصر والسودان وإثيوبيا للوصول إلى اتفاق حول ملء سد النهضة وتشغيله، إلا أن جولات طويلة من التفاوض لم تثمر حتى الآن اتفاقاً.

وبدأت في 27 أغسطس/آب، جولة جديدة من المفاوضات في القاهرة. وقال وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، حينها، إنها تهدف إلى التوصل لاتفاق "يراعي مصالح وشواغل الدول الثلاث"، مشدداً على "أهمية التوقف عن أية خطوات أحادية في هذا الشأن".

ورغم أن مصر والسودان حثتا مراراً إثيوبيا على تأجيل خططها لملء خزان السد إلى حين التوصل لاتفاق شامل، فقد أعلنت أديس أبابا في 22 يونيو/حزيران استعدادها لإطلاق المرحلة الرابعة من ملء خزان السد الذي تبلغ سعته نحو 74 مليار متر مكعب من المياه وتعتمد مصر على نهر النيل لتأمين 97% من احتياجاتها المائية.

ويقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول-قمز على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان. ويبلغ طوله 1.8 كلم وارتفاعه 145 متراً.

دشنت إثيوبيا رسمياً، في فبراير/شباط 2022، إنتاج الكهرباء من السد الذي تُقدّمه على أنه من بين الأكبر في أفريقيا بتكلفة بناء تجاوزت أربعة مليارات دولار. 

وجرى تعديل هدف إنتاجه من 6500 إلى 5000 ميغاوات، أي ضعف إنتاج إثيوبيا الحالي، ويتوقع أن يبلغ كامل طاقته الانتاجية عام 2024.

يُذكر أن المبدأ العاشر من اتفاقية إعلان المبادئ بشأن سد النهضة، الموقعة بين مصر وإثيوبيا والسودان في عام 2015، ينص على أن "تقوم الدول الثلاث بتسوية منازعاتها الناشئة عن تفسير أو تطبيق هذا الاتفاق بالتوافق من خلال المشاورات أو التفاوض وفقاً لمبدأ حسن النوايا. ويمكنهم مجتمعين طلب التوفيق، الوساطة أو إحالة الأمر لعناية رؤساء الدول/الحكومات".

تحميل المزيد