“ليس شيئاً يدعو للفخر”.. أوكرانيا غير راضية عن الإعلان المشترك لقمة مجموعة العشرين لعدم ذكره روسيا

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/09 الساعة 16:46 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/09 الساعة 16:47 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يلقي كلمة أمام قمة قادة مجموعة العشرين/رويترز

 قالت وزارة الخارجية الأوكرانية، السبت 9 سبتمبر/أيلول 2023، إن الإعلان المشترك لقمة مجموعة العشرين "ليس شيئاً يدعو للفخر"، منتقدة النص لعدم ذكر روسيا. ونشر المتحدث باسم وزارة الخارجية أوليج نيكولينكو صورة للجزء المتعلق بالأمر من الإعلان المشترك، مع شطب عدة أجزاء من النص باللون الأحمر وتصحيحها بكلمات تعكس موقف كييف بأنها ضحية لعدوان روسي غير مبرر.

وكتب نيكولينكو على فيسبوك "من الواضح أن مشاركة الجانب الأوكراني (في اجتماع مجموعة العشرين) كانت ستسمح للمشاركين بفهم الوضع بشكل أفضل". وعلى الرغم من خيبة أمله إزاء إعلان مجموعة العشرين بوجه عام، شكر نيكولينكو حلفاء أوكرانيا على دورهم في الدفع بموقف أوكرانيا في الإعلان. وأضاف "أوكرانيا ممتنة للشركاء الذين حاولوا إدراج صِيَغ قوية في النص".

مكان انعقاد قمة مجموعة العشرين في نيودلهي/رويترز

اجتماع زعماء مجموعة العشرين وخلاف بخصوص أوكرانيا

كان زعماء مجموعة العشرين قد بدأوا التوافد على نيودلهي الجمعة، لحضور اجتماعهم السنوي، في الوقت الذي يواجه فيه المفاوضون صعوبات في تجاوز الخلافات بشأن الحرب في أوكرانيا للتوصل إلى توافق في الآراء في القمة التي تستضيفها الهند وتسعى لإنجاحها.

وأزالت السلطات الهندية العشوائيات ولاحقت القردة والكلاب الضالة لإبعادها عن شوارع العاصمة، وأغلقت الشركات والمكاتب والمدارس في الحي التجاري والحكومي المركزي في إطار إجراءات أمنية لضمان سير القمة التي تستمر يومين بسلاسة.

لوحة دعائية لقمة مجموعة العشرين في الهند/رويترز

لكن الانقسامات الحادة بشأن حرب روسيا في أوكرانيا تخاطر بإخراج القمة عن مسارها بما يعوق إحراز تقدم على صعيد قضايا مثل الأمن الغذائي وأزمة الديون والتعاون في مكافحة تغير المناخ.

ومن المتوقع أيضاً أن يهيمن الغرب وحلفاؤه على القمة. وتعقد القمة دون حضور الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي سيرسل بدلاً منه رئيس مجلس الدولة (رئيس الوزراء) لي تشيانغ، كما سيفوتها أيضاً الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

التجمع الأبرز في الهند

القمة تظل هي التجمع الأبرز على الإطلاق لكبار الشخصيات العالمية الذي تستضيفه الهند، مع تأكيد حضور الرئيس الأمريكي جو بايدن والمستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا وآخرين.

وأفادت صحيفة فاينانشال تايمز الخميس، بأن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك سيحث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي على توجيه انتقاد مباشر وعلني لروسيا بسبب غزوها أوكرانيا واستغلال نفوذه للمساعدة في إنهاء الحرب.

وحال الموقف المتشدد من الحرب دون التوصل إلى اتفاق حتى على بيان واحد في الاجتماعات الوزارية حتى الآن خلال فترة رئاسة الهند لمجموعة العشرين هذا العام، وتُرك للزعماء أمر إيجاد طريقة للتغلب على هذه المشكلة إن أمكن.

أوكرانيا مسيرات
روسيا تقصف صوامع حبوب في أوديسا جنوب أوكرانيا/رويترز

وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، التي توجهت إلى نيودلهي قبل وصول بايدن الجمعة، إن واشنطن مستعدة للعمل مع الهند على صياغة البيان الختامي للقمة لكن ذلك سيشكل تحدياً.

وأضفت يلين للصحفيين في إفادة "أتفهم أن صياغة مثل هذا البيان تمثل تحدياً، لكنني أعلم أن المفاوضين يناقشون الأمر، ويعملون جاهدين على إتمامه، ونحن على استعداد بالتأكيد للعمل مع الهند على محاولة صياغة بيان يعالج هذا القلق بنجاح". وأضافت أن أهم شيء يمكن القيام به لدعم النمو الاقتصادي العالمي هو دفع روسيا لإنهاء حربها الوحشية في أوكرانيا.

ويتوقع صندوق النقد الدولي تسجيل نمو اقتصادي أقل لمعظم دول مجموعة العشرين هذا العام، مقارنة بما كان عليه في عام 2022 واتفق رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل مع هذا الرأي.

وقال للصحفيين في نيودلهي إن من الصعب التنبؤ بما إذا كان الزعماء سيتوصلون إلى توافق في الآراء على إعلان، لكن الاتحاد الأوروبي سيدعم الجهود التي تبذلها الهند للتوصل إلى بيان ختامي. وذكر أن موسكو تنتهك ميثاق الأمم المتحدة ويجب أن تتوقف عن مهاجمة المدن الأوكرانية.

خلاف بخصوص حرب أوكرانيا

قالت أربعة مصادر حكومية هندية لرويترز إن مفاوضي مجموعة العشرين حققوا تقدماً في معظم القضايا، لكن النقطة الشائكة الرئيسية هي صياغة إعلان الزعماء بشأن الحرب.

إذ تريد الدول الغربية إدانة قوية للغزو كشرط للموافقة على إعلان دلهي، بينما اقترحت الهند بجانب إدانة المعاناة التي تسبب فيها الغزو الروسي أن يعكس أيضاً وجهة نظر موسكو وبكين عن أن هذه القمة ليست مكاناً للقضايا الجيوسياسية. وأضافوا أن هناك أيضاً بعض الخلافات التي تتعلق بالتعاون في مجال تغير المناخ.

مكان انعقاد قمة مجموعة العشرين

وانقسمت المجموعة بشأن التزامات الاستغناء التدريجي عن استخدام الوقود الأحفوري وزيادة أهداف الطاقة المتجددة وخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.وترى حكومة مودي أن رئاسة الهند للمجموعة والقمة هي فرصة لتسليط الضوء على اقتصاد البلاد سريع النمو وموقعها الآخذ في التنامي في المشهد الجيوسياسي في العالم.

تحميل المزيد