المغرب يعلن الحداد 3 أيام.. والملك محمد السادس يوجه بتشكيل لجنة وزارية لإعمار ما دمره الزلزال

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/09 الساعة 19:03 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/09 الساعة 19:36 بتوقيت غرينتش
ملك المغرب محمد السادس - Getty Images

قرر العاهل المغربي محمد السادس، مساء السبت 9 سبتمبر/أيلول 2023، إعلان الحداد الوطني وتنكيس الأعلام فوق المباني العمومية 3 أيام، وتكليف الحكومة بإحداث لجنة وزارية تضع برنامجاً لإعادة بناء المنازل المدمرة جراء الزلزال الذي ضرب البلاد الجمعة.

جاء ذلك في بيان للديوان الملكي، نشرته وكالة الأنباء المغربية الرسمية، بعد أن ضرب زلزال منطقة جبال الأطلس الكبير بالمغرب في وقت متأخر من مساء الجمعة، وألحق أضراراً بمبانٍ تاريخية في مراكش، أقرب مدينة إلى مركز الزلزال، في حين تقع المناطق الأكثر تضرراً في الجبال القريبة.

وقال البيان إن العاهل المغربي "ترأس اﻟﺳﺑت، بالقصر اﻟﻣﻠﻛﻲ ﺑالعاصمة اﻟرﺑﺎط، ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻣل ﺧﺻﺻت ﻟﺑﺣث اﻟوﺿﻊ ﻓﻲ أﻋﻘﺎب اﻟزﻟزال المؤلم، اﻟذي وﻗﻊ اﻟﺟﻣﻌﺔ، والذي ﺧﻠف ﺧﺳﺎﺋر ﺑﺷرﯾﺔ كبيرة وﻣﺎدﯾﺔ ﻓﻲ العديد ﻣن ﺟﮭﺎت اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ".

وأضاف أن الملك محمد السادس قرر خلال الاجتماع "اﻹﻋﻼن عن حداد وطني لمدة 3 أيام مع تنكيس الأعلام الوطنية فوق جميع المباني العمومية".

وتابع أن العاهل المغربي "أﻋطﻰ ﺗﻌﻠﯾﻣﺎته بالإحداث اﻟﻔوري ﻟﻠﺟﻧﺔ وزارﯾﺔ ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑوﺿﻊ ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻹﻋﺎدة ﺗﺄھﯾل وﺗﻘدﯾم اﻟدﻋم ﻹﻋﺎدة ﺑﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﻣدﻣرة ﻋﻠﻰ مستوى اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة ﻓﻲ أﻗرب اﻵﺟﺎل".

أشار البيان إلى "اتخاذ إﺟراءات اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﯾﺔ تهدف ﺑﺎﻷﺳﺎس لتعزﯾز اﻟوﺳﺎﺋل وﻓرق اﻟﺑﺣث واﻹﻧﻘﺎذ ﻣن أﺟل ﺗﺳرﯾﻊ ﻋﻣﻠﯾﺔ إﻧﻘﺎذ وإﺟﻼء اﻟﺟرﺣﻰ وﺗزوﯾد اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﻣﺗﺿررة ﺑﺎﻟﻣﺎء اﻟﺻﺎﻟﺢ ﻟﻠﺷرب وﺗوزﯾﻊ ﺣﺻص ﻏذاﺋﯾﺔ وﺧﯾﺎم وأﻏطﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﻛوﺑﯾن".

وشملت تعليمات العاهل المغربي، وفق البيان "اﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻷﺷﺧﺎص الذي يعانون من ظروف صعبة والتكفل الفوري بكافة الأشخاص بدون مأوى جراء الزلزال لا سيما فيما يرتبط بالإيواء والتغذية وكافة الاحتياجات الأساسية".

كما شملت الإجراءات، "ﻓﺗﺢ ﺣﺳﺎب ﺧﺎص ﻟدى اﻟﺧزﯾﻧﺔ وﺑﻧك اﻟﻣﻐرب ﺑﮭدف ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻣﺳﺎھﻣﺎت اﻟﺗطوﻋﯾﺔ اﻟﺗﺿﺎﻣﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣواطﻧﯾن واﻟﮭﯾﺋﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ واﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ".

ووجه الملك أيضاً بـ"تشكيل احتياطات ومخزون للحاجيات الأولية يشمل الأدوية والخيام والأسرّة والمواد الغذائية على مستوى كل جهة من المملكة من أجل مواجهة كل أشكال الكوارث".

والجمعة، ضرب المغرب زلزال بقوة 7 درجات على مقياس ريختر أسفر عن "وفاة 1037 شخصاً وإصابة 1204 آخرين بجروح، بجانب انهيار عدد من المباني"، وفق تقديرات أولية أعلنتها وزارة الداخلية، السبت.

وطال الزلزال عدة مدن كبرى مثل العاصمة الرباط والدار البيضاء ومكناس وفاس ومراكش (شمال)، وأغادير وتارودانت (وسط)، وخلّف الكثير من القصص الإنسانية المؤلمة.  

وأدى الزلزال القوي إلى تدمير منازل في القرى الجبلية النائية؛ حيث تحفر فرق الإنقاذ وسط الأنقاض بحثاً عن ناجين، في أعنف زلزال تشهده البلاد منذ أكثر من 6 عقود.

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الرسمي من منطقة مولاي إبراهيم، التي تبعد نحو 40 كيلومتراً جنوبي مراكش، عشرات المنازل التي انهارت عند سفح جبل، وسكان يحفرون قبوراً، بينما وقفت مجموعات من النساء في الشارع.

قال منتصر إتري، أحد سكان قرية أسنى الجبلية القريبة من مركز الزلزال، إن معظم المنازل هناك تضررت. وأضاف أن "جيراننا تحت الأنقاض ويعمل الأهالي جاهدين على إنقاذهم باستخدام الوسائل المتاحة في القرية".

وإلى الغرب، بالقرب من تارودانت، قال المدرس حميد أفكار إنه فرَّ من منزله وشعر بهزات ارتدادية أعقبت الزلزال. وأضاف: "اهتزت الأرض لمدة 20 ثانية تقريباً. الأبواب فُتحت وأُغلقت من تلقاء نفسها عندما نزلت من الطابق الثاني إلى الطابق السفلي".

فيما قالت منظمة الصحة العالمية إن الزلزال الذي ضرب المغرب، الجمعة، أثر على 300 ألف شخص في مراكش والمناطق المحيطة بها.

وأضافت: "تعرب منظمة الصحة العالمية عن خالص تعازيها ودعمها لشعب المغرب المتضرر من الزلزال المأساوي، الذي ضرب البلاد يوم 8 سبتمبر/أيلول، وأدى إلى مقتل المئات وتضرر أكثر من 300 ألف شخص في مراكش والمناطق المحيطة بها".

تحميل المزيد