أول تصريح لأحد المقرّبين من بريغوجين بعد مقتله.. لا يستبعد تورّط روسيا، ويؤكد: لا أحد في مأمن

عربي بوست
تم النشر: 2023/09/08 الساعة 11:25 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/09/08 الساعة 11:25 بتوقيت غرينتش
يفغيني بريغوزين يساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مأدبة عشاء في نوفمبر /تشرين الثاني 2011- رويترز أرشيفية

قال أحد المقربين من زعيم مجموعة فاغنر، يفغيني بريغوجين، إن حادث تحطم الطائرة، الذي أودى بحياة رئيس المرتزقة واثنين من كبار مساعديه الشهر الماضي، ربما كان بمثابة "ضربة داخلية"، بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وقال مكسيم شوجالي، وهو أحد المتنفذين الموثوقين بهم لدى بريغوجين، إن ما جرى يدل على أنه "لا يمكن الوثوق بأحد (في القيادة الروسية)، ولا أحد في مأمن كذلك".

يُعتبر شوجالي أول عضو في دائرة بريغوجين الداخلية يتحدث علناً عن احتمال تورط الحكومة في حادث 23 أغسطس/آب الماضي، والذي أودى بحياة جميع الركاب العشرة الذين كانوا على متن الطائرة، إضافة لطاقمها. 

وقالت "واشنطن بوست" إن كثيرين من النخبة الروسية مقتنعون بأن عملية الاغتيال كانت بأمر من الكرملين، رغم نفي السلطات الروسية "بشدة" أي دور لها في الحادث.

"انقسامات مستمرة بين النخبة في روسيا"

ويعتقد محللون غربيون أنه من المرجح أن يكون الرئيس فلاديمير بوتين هو الذي أمر بقتل بريغوجين؛ انتقاماً للتمرد الذي قاده حليفه السابق في يونيو/حزيران ضد وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة الجنرال فاليري غيراسيموف. 

ويعتقد البعض أن فرصة السيطرة على إمبراطورية بريغوجين التجارية المربحة، التي توفر المرتزقة والخدمات الأخرى في مناطق متعددة كانت دافعاً لعملية اغتياله.

يفغيني بريغوزين يقف بجانب مقاتلي فاغنر في باخموت بأوكرانيا/رويترز
يفغيني بريغوزين يقف بجانب مقاتلي فاغنر في باخموت بأوكرانيا/رويترز

وتظهر تعليقات شوجالي على تليغرام، الخميس، 7 سبتمبر/أيلول، بعد أكثر من أسبوعين من الحادث، الغضب والسخرية المستمرين بين القوميين الروس المؤيدين للحرب والمقربين من بريغوجين بسبب وفاته، وفق "واشنطن بوست".

أضاف: "كما تسلط الضوء أيضاً على الانقسامات المستمرة بين النخبة في روسيا بشأن إدارة الحرب التي حطمت سمعة البلاد العسكرية، وأضرّت باقتصادها وقوضت سلطتها العالمية، دون أي فائدة واضحة أو نهاية في الأفق". 

"قوى داخلية"

وكتب شوجالي، أمس الخميس، عن احتمال أن تكون "قوى داخلية" هي التي أمرت بقتل زعيم فاغنر.

حيث قال: "إذا كنا نتحدث عن القوى الداخلية، فهذا يعني شيئاً واحداً فقط بالنسبة لي.. في بلدنا، لم يعد من الممكن الوثوق بأي كلمة يقولها أي شخص لأي شخص على أي مستوى". 

وتابع: "ثانياً، لا يمكن لأي شخص، مهما كانت مزاياه أو منصبه أو مكانته الاجتماعية، أن يشعر بالأمان". 

وأقر شوجالي بأن الحادث ربما كان من عمل أعداء روسيا، لكنه قال إذا كانت قوى خارجية وراء ذلك، فإن ذلك يدل على فشل وشلل أجهزة الأمن الروسية، التي لا تستطيع حماية الأشخاص رفيعي المستوى حتى في الداخل.

وفي كلتا الحالتين، قال إنه من الواضح أن الحادث "لم يكن محض صدفة"، لأن بريغوجين واثنين من كبار قادة فاغنر كانوا معاً على نفس الرحلة، "وهو ما لم يحدث من قبل". 

يشار إلى أن شوجالي، وهو رئيس مؤسسة حماية القيم الوطنية، قام ببعض أهم عمليات التأثير الجيوسياسي لبريغوجين. وذهب إلى كابول عام 2021 في مهمة لتعزيز العلاقات مع طالبان. 

وقُبض على شوجالي في ليبيا عام 2019، واتُّهم بتقويض مصالح البلاد بعد أن التقى بسيف الإسلام القذافي، نجل الرئيس الراحل معمر القذافي. 

تحميل المزيد